خروق حوثية للهدنة الأممية وتجدد للمعارك في ضواحي مأرب

الميليشيات الإنقلابية استهدفت طفلا برصاصة قناص أثناء لعبه في منطقة مريس شمال محافظة الضالع

نساء يمنيات يحتمين في مركز لعلاج السرطان في تعز إثر قصفه من الحوثيين (تويتر)
نساء يمنيات يحتمين في مركز لعلاج السرطان في تعز إثر قصفه من الحوثيين (تويتر)
TT

خروق حوثية للهدنة الأممية وتجدد للمعارك في ضواحي مأرب

نساء يمنيات يحتمين في مركز لعلاج السرطان في تعز إثر قصفه من الحوثيين (تويتر)
نساء يمنيات يحتمين في مركز لعلاج السرطان في تعز إثر قصفه من الحوثيين (تويتر)

في الوقت الذي تجددت فيه المعارك بين قوات الجيش اليمني والجماعة الحوثية الموالية لإيران في جبهات مأرب والجوف بعد هدوء نسبي، صعدت الميليشيات الانقلابية من خروقها للهدنة الأممية في الحديدة ومن استهدافها للأعيان المدنية في أكثر من جبهة، لا سيما في الحديدة وتعز والضالع.
في هذا السياق، أفادت مصادر طبية وشهود في مدنية تعز بأن الجماعة قصفت أمس (السبت) بالمدفعية مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ما أدى إلى إصابة اثنين من طاقمه على الأقل والتسبب في أضرار بتجهيزاته وإثارة الهلع في أوساط مرتاديه من النساء ومن سكان الأحياء المجاورة.
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القصف الحوثي استهدف مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في أحدث تصعيد للجماعة ضد الأعيان المدنية في مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من خمس سنوات، وهو ما دفع المريضات إلى الاختباء في قبو المستشفى.
وجاء الهجوم الحوثي ضد المشفى بالتزامن مع قيام الجماعة الانقلابية بشن حملات نهب وإتاوات من المناطق الخاضعة لها من محافظة تعز بذريعة جمع الأموال للاحتفال بذكرى «المولد النبوي».
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي بأن رصاصة قناص حوثي أصابت أمس (السبت) مسناً من سكان مديرية حيس، ما أدى إلى قتله أثناء نومه، وذلك ضمن خروق الجماعة المتواصلة للهدنة الأممية الهشة في محافظة الحديدة (غرب).
وذكرت المصادر أن المواطن المسن طالب داود خضيري البالغ من العمر 75 عاماً قتل وهو نائم في منزله الكائن في الأطراف الشمالية لمدينة حيس، إثر اختراق رصاصة حوثية عنقه.
وكان خضيري - وفق الإعلام العسكري - ممن قامت الجماعة الانقلابية بتهجيره مع سكان قريته الواقعة شمال مدينة حيس قسراً حيث اتخذت من منازلهم ثكنات عسكرية لها.
في الأثناء، قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة إن القوات المشتركة أخمدت (السبت) مصادر نيران حوثية استهدفت مناطق سكنية شرق مدينة الحديدة، ضمن خروق الميليشيات المتكررة لعملية وقف إطلاق النار.
ونقل المركز عن مصدر عسكري قوله إن «القوات المشتركة حددت مصادر نيران للميليشيات الحوثية، وتمكنت من الرد عليها وإخمادها، عقب استهدافها لمناطق سكنية شرق المدينة، حيث استخدمت الأسلحة المناسبة لإخماد مصادر النيران وحققت إصابات مباشرة موقعة قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين». وكان الإعلام العسكري أفاد يوم الجمعة الماضي بأن الميليشيات استهدفت القرى السكنية ومزارع المواطنين في مناطق متفرقة من مديرية الدريهمي بعشرات قذائف المدفعية الثقيلة، في إطار تصعيدها الخطير جنوب الحديدة.
وذكرت المصادر أن الميليشيات استهدفت قرى سكنية ومزارع المواطنين بعشرين قذيفة هاون ثقيل عيار 120، وبقذائف مدفعية B10 بصورة كثيفة ومتواصلة ما تسبب في إثارة حالة من الذعر والهلع سادت في صفوف المواطنين جراء تصاعد الانتهاكات الحوثية للهدنة الأممية.
وفي محافظة الضالع (جنوب) كانت مصادر الإعلام العسكري أفادت بأن الميليشيات الحوثية استهدفت طفلا برصاصة قناص أثناء لعبه بعد ظهر الجمعة في منطقة مريس شمال المحافظة التي تشهد مواجهات مستمرة بين قوات الجيش والمقاومة والميليشيات الحوثية.
وبحسب المصادر، كان الطفل محمد المطار يلعب أمام منزله بقرية الجروف في منطقة مريس قبل تعرضه لعيار ناري من قناص حوثي في رأسه، استمراراً لجرائم الجماعة الانقلابية بحق المدنيين، وفق تعبير المصادر.
في سياق ميداني متصل، تجددت المعارك في جبهات محافظة مأرب لا سيما في جنوبها وغربها بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية، حيث شنت الأخيرة هجمات متزامنة على مواقع خاضعة للجيش دون أن تحرز أي تقدم، وفق ما ذكره الإعلام العسكري التابع للجيش اليمني.
وقال الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت): «إن عددا من عناصر ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران لقوا مصرعهم، يوم الجمعة، بنيران الجيش في جبهة نهم، شرق محافظة صنعاء. واستهدفت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية، الميليشيا الحوثية، في مواقع متفرقة، في جبهة نهم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، وذلك بالتزامن مع قيام مقاتلات تحالف دعم الشرعية، باستهداف تعزيزات للميليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها، وتكبيدها خسائر في العدة والعتاد، بحسب ما أكده الموقع العسكري.
وكان وكالة «سبأ» الرسمية ذكرت أن الجيش خاض مسنوداً بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية، الجمعة، «معارك بطولية ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهات مديرية نهم شرق محافظة صنعاء، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات».
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن «ما لا يقل عن 20 عنصراً من ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم بنيران الجيش الوطني والمقاومة، إلى جانب العديد من الجرحى، وخسائر أخرى كبيرة في العتاد».
وأوضحت المصادر أن «طيران تحالف دعم الشرعية استهدف بعدّة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة، وكبّد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات منها تدمير عربتين و3 أطقم قتالية مع مصرع جميع من كانوا على متنها».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.