إسرائيل تمدد الاعتقال الإداري للأسير الأخرس

رغم دعوة الأمم المتحدة لإطلاق سراحه بعد 90 يوماً من الإضراب

TT

إسرائيل تمدد الاعتقال الإداري للأسير الأخرس

في وقت تعرض فيه سكان المناطق الفلسطينية المحتلة لضربات احتلالية جديدة من القمع والاعتقالات واعتداءات المستوطنين، ووسط ازدياد القلق على عشرات الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام تضامناً مع الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 90 يوماً، أقدمت مصلحة السجون على خطوة تنكيل أخرى يخشى أن تؤدي إلى فقدانه الحياة، وذلك إذ نقلته من مستشفى كابلان المدني إلى المستشفى الموجود داخل سجن الرملة، وقامت بتمديد فترة اعتقاله الإداري.
وقد حذر مسؤولون فلسطينيون من خطورة هذه الخطوة، إذ إن مستشفى السجن محدود القدرات، ولا تتوفر فيه الرعاية الطبية لحالة الأخرس. وحملوا السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن حياته. وتوجه المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية، مايكل لينك، أمس (الجمعة)، إلى السلطات الإسرائيلية مطالباً بالإفراج فوراً عن الأسير ماهر الأخرس، في ظل تقارير تفيد بإصابته بحالة ضعف شديد، واحتمال إصابته بفشل عضوي كبير.
وقال لينك، في بيان صدر عن الأمم المتحدة: «الأخرس الآن في حالة ضعف شديد، بعد أن ظل دون طعام لمدة 89 يوماً. وتشير الزيارات الأخيرة التي قام بها الأطباء له في مستشفى كابلان الإسرائيلي إلى أنه على وشك الإصابة بفشل عضوي كبير، وقد يكون بعض الضرر دائماً».
وأضاف أن إسرائيل اعتقلت الأخرس ولم تقدم أي أدلة مقنعة في جلسة استماع مفتوحة لتبرير ادعاءاتها بأنه يشكل خطراً أمنياً، مشيراً إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت 3 التماسات للإفراج عنه، كان آخرها في منتصف الشهر الحالي.
وطالب المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية إسرائيل بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري الذي يمكن بموجبه اعتقال الأشخاص إلى أجل غير مسمى دون محاكمة.
وشهدت المناطق الفلسطينية أحداثاً دامية كثيرة أمس، أبرزها القصف الذي شنته طائرات حربية إسرائيلية استهدفت عدة مواقع تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأراضي زراعية في قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه «خلال الهجوم، تم استهداف موقع لتصنيع الأسلحة والبنية التحتية تحت الأرض لمنظمة حماس»، معتبراً أن «الهجوم جاء رداً على إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية».
وذكر شهود عيان فلسطينيون أن طائرات مسيرة وأخرى حربية إسرائيلية أطلقت 4 صواريخ، على الأقل، تجاه موقع في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال بصاروخين أرضاً في بلدة الفخاري وفي بلدة القرارة شرق خان يونس جنوب القطاع. وتسبب القصف بوقوع أضرار في الأماكن المستهدفة، دون تسجيل إصابات.
وفي الضفة الغربية، أصيب 5 شبان برصاص الاحتلال المعدني، خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً لصالح مستعمرة قدوميم.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن العشرات من جنود الاحتلال هاجموا المشاركين في المسيرة تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مما أدى إلى وقوع 5 إصابات، اثنتان منها في الرأس والظهر نقلتا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وعولجت باقي الإصابات ميدانياً.
وأكد شتيوي أن جنود احتلال من وحدات خاصة خرجوا من كمين نصبوه في منازل مهجورة بهدف اعتقال الشبان، لكن تم كشفه من قبل الأهالي، قبل أن يقتحم ما يقارب 100 جندي البلدة تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص المعدني وقنابل الغاز والصوت باتجاه ممتلكات المواطنين وسياراتهم، مما أدى إلى تحطيم زجاج سيارتين، إضافة إلى استهداف المنازل بقنابل الغاز.
وأصيب 3 مزارعين إثر هجوم شنه عشرات المستوطنين المتطرفين على المزارعين وعائلاتهم، خلال قطف ثمار الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس. وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إن عشرات المستوطنين من مستوطنة يتسهار قاموا بتكسير عدد من المركبات التابعة لهم، كما حاولوا إضرام النيران في أراضي المواطنين، إلا أن المواطنين تصدوا لهم، وأجبروهم على التراجع.
وواصلت سلطات الاحتلال حملة الاعتداءات في بلدة العيسوية في مدينة القدس، وشهدت البلدة حتى ساعات فجر أمس حملة تفتيش ودهم واعتقالات، بمشاركة قوات الاحتلال بعناصرها المختلفة من الضباط والمخابرات والقوات الخاصة. ونشرت حواجزها على مداخل البلدة، ثم شرعت بحملة تفتيش للأحياء والشوارع، واعتلت أسطح عدة بنايات سكنية، وأطلقت القنابل المضيئة في البلدة. واعتقلت 7 شبان من البلدة، وحولتهم للتحقيق في مراكز التوقيف.
يذكر أن آلاف المصلين أدوا صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى المبارك، بعد شهر من إغلاقه بسبب جائحة كورونا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.