أحزاب تونسية ترفض اتفاقاً للتعاون مع قطر

الرئيس التونسي قيس سعيد خسر مستشارته الإعلامية رشيدة النيفر التي استقالت لعدم رضاها عن طريقة عمل ديوان الرئاسة (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد خسر مستشارته الإعلامية رشيدة النيفر التي استقالت لعدم رضاها عن طريقة عمل ديوان الرئاسة (أ.ف.ب)
TT

أحزاب تونسية ترفض اتفاقاً للتعاون مع قطر

الرئيس التونسي قيس سعيد خسر مستشارته الإعلامية رشيدة النيفر التي استقالت لعدم رضاها عن طريقة عمل ديوان الرئاسة (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد خسر مستشارته الإعلامية رشيدة النيفر التي استقالت لعدم رضاها عن طريقة عمل ديوان الرئاسة (أ.ف.ب)

يعود البرلمان التونسي للنظر من جديد في اتفاق تعاون مقترح في مجال النقل البحري بين الحكومة التونسية والحكومة القطرية، وذلك خلال جلسة عامة برلمانية ينتظر عقدها الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل. وتستعد أحزاب سياسية معارضة لمواجهة هذا الاتفاق، رافضة إبرام عقود مع كل من قطر وتركيا، على وجه الخصوص. وتتهم أحزاب تونسية عدة، من بينها «الحزب الدستوري الحر» الذي تتزعمه عبير موسي، قيادات حركة «النهضة» ورئيسها راشد الغنوشي الذي يشغل في الوقت نفسه مهام رئيس البرلمان التونسي، بالارتباط بمشروعات تنظيم «الإخوان»، وهو ما تنفيه الحركة التي تؤكد وجود مصلحة اقتصادية من خلال إبرام اتفاقات مع الدوحة. ويجادل مؤيدو الاتفاق بأنه يساعد في إنقاذ شركات حكومية تعاني أزمة مالية، على غرار «الخطوط الجوية التونسية» (الناقل الحكومي). ويتوقع مراقبون أن تحتدم التوترات بوتيرة أكبر من جديد بين «النهضة» و«الدستوري الحر»، علماً بأن الأيام الماضية شهدت مواجهات برلمانية حادة بين التحالف الثلاثي البرلماني الداعم للحكومة من جهة، وبين أحزاب المعارضة من جهة ثانية، في خصوص القانون المنظم لقطاع الإعلام في تونس، والمقترح من قبل «ائتلاف الكرامة»، الحليف البرلماني القوي لحركة «النهضة».
وكان البرلمان التونسي قد أعلن عن رفضه سحب ثلاثة مشروعات قوانين عرضتها عليه رئاسة الحكومة التونسية، من بين ستة مشروعات قوانين طلبت الحكومة سحبها. وشمل هذا الرفض قانون زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح (أي قوات الأمن)، ومشروع قانون يتعلق بتنظيم حالة الطوارئ، علاوة على مشروع قانون يتعلق بإصدار قانون منظم لمؤسسات الاستثمار الجامعي. ومن شأن هذا الرفض أن يسهم في مزيد من التوتر في العلاقة بين السلطتين التنفيذية (الحكومة) والتشريعية (البرلمان).
ومن المنتظر أن تظهر تأثيرات هذا التوتر بين الطرفين خلال الجلسة العامة البرلمانية المبرمجة يوم الاثنين المقبل، والمخصصة للحوار مع الحكومة بحضور 12 وزيراً من حكومة هشام المشيشي، هم وزراء: الفلاحة والتجارة والمالية والسياحة والداخلية والعدل والشباب والرياضة والإدماج المهني والشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج والشؤون المحلية والصحة والشؤون الاجتماعية.
في غضون ذلك، أعلنت رشيدة النيفر، المستشارة برئاسة الجمهورية المكلفة بالإعلام والاتصال، استقالتها من منصبها، وهي استقالة قبلها الرئيس التونسي قيس سعيد.
وقالت النيفر إنها تقدمت بها منذ أكثر من شهر، وذلك بسبب «عدم رضاها عن طريقة العمل في الديوان الرئاسي»، على حد تعبيرها؛ لكن النيفر أكدت في المقابل: «مساندتها المطلقة لرئيس الجمهورية، ولمشروعه السياسي الذي يهدف إلى وضع تونس على المسار الصحيح»، كما قالت.
وتتزامن هذه الاستقالة مع مرور نحو سنة على تسلم قيس سعيد مهام رئاسة الدولة، إثر اكتساحه مختلف منافسيه في الانتخابات الرئاسية التي نظمت العام الماضي. وكان سعيد قد أطاح بمنافسه نبيل القروي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وحصل على أكثر من 70 في المائة من أصوات الناخبين.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.