وزير الداخلية الألماني يحذر من تزايد خطر «المتطرفين»

مواطنة ألمانية متهمة بالانتماء إلى (داعش) لدى مثولها أمام محكمة مدينة «كوبلنتس» الإقليمية العليا أمس (د.ب.أ)
مواطنة ألمانية متهمة بالانتماء إلى (داعش) لدى مثولها أمام محكمة مدينة «كوبلنتس» الإقليمية العليا أمس (د.ب.أ)
TT

وزير الداخلية الألماني يحذر من تزايد خطر «المتطرفين»

مواطنة ألمانية متهمة بالانتماء إلى (داعش) لدى مثولها أمام محكمة مدينة «كوبلنتس» الإقليمية العليا أمس (د.ب.أ)
مواطنة ألمانية متهمة بالانتماء إلى (داعش) لدى مثولها أمام محكمة مدينة «كوبلنتس» الإقليمية العليا أمس (د.ب.أ)

فيما حذر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر من تزايد خطر «المتطرفين في بلاده، وجه سياسيون ألمان انتقادات للسلطات الأمنية في البلاد بعد أن تبين بأن عملية طعن سائحين في مدينة دريدسن قبل أسبوعين، تمت على يد لاجئ سوري كان مسجونا وأطلق سراحه».
وبحسب صحيفة «دي فلت» فإن اللاجئ السوري البالغ 20 عاما كان يخضع للمراقبة من قبل الشرطة في الأيام التي سبقت تنفيذه الاعتداء، ومع ذلك فقد تمكن من شراء سكين استخدمه بعد أيام لتنفيذ عملية الطعن. وأصاب اللاجئ السوري رجلا يبلغ من العمر 55 عاما بعدة طعنات توفي على أثرها في وقت لاحق في المستشفى، فيما نجا رجل آخر يبلغ من العمر 53 عاما رغم تعرضه لطعنات تسببت له بجروح خطرة».
وذكرت الصحيفة بأن المدعي العام الفيدرالي الذي تسلم التحقيق في القضية يعتبر بأن دافع الاعتداء قد يكون مرتبطا بالتطرف الإسلامي، وبأهداف سياسية».
وكان المتهم ما زال في السجن حتى قبل 5 أيام من تنفيذه الاعتداء، وأطلق سراحه من سجن الأحداث في 29 سبتمبر (أيلول) رغم أنه كان مصنفا «خطرا». وبعد الإفراج عنه، أبقت السلطات الأمنية على مراقبته وأجبرته على التسجيل مع مركز الشرطة في دريسدن لعدة مرات في الأسبوع. وبحسب صحيفة «دي فلت»، فإن اللاجئ السوري توجه بالفعل إلى مركز الشرطة للتسجيل في اليوم نفسه الذي نفذ الاعتداء على السائحين في 4 أكتوبر (تشرين الأول)، على بعد بضعة أمتار من مركز الشرطة. ولم تشتبه الشرطة فيه على الفور أو تعتقله إلا بعد أن عثرت على آثار لحمضه النووي على الرجلين اللذين تعرضا للطعن».
ووصل المتهم إلى ألمانيا لاجئا عام 2015 ومنح حق الإقامة المؤقتة، ما يعني أنه لا يمكن ترحيله إلا بعد تصنيف سوريا على أنها باتت منطقة آمنة، وهو ما ليس واقع الحال حاليا». وكانت مجلة «دير شبيغل» كشفت عن اسمه الأول وقالت إنه يدعى عبد الله.
وفي العام 2018. أدين عبد الله من قبل محكمة دريسدن العليا بالترويج لأفكار تنظيم داعش الإرهابي، وأودع سجن الأحداث لحين إطلاق سراحه 5 أيام قبل تنفيذه عملية الطعن». وحتى الآن، لا يملك الادعاء أدلة على تلقي اللاجئ السوري تعليمات بتنفيذ عملية الطعن من أحد». وقالت «دير شبيغل» إن تطرف عبد الله زاد أثناء وجوده في السجن لمدة عامين».
وتحقق الشرطة حاليا في الخطوات التي قام بها المتهم في الأيام التي تلت خروجه من السجن وتنفيذه عملية الطعن، لتحديد مدى مسؤولية السلطات الأمنية أو فشلها في مراقبته كما يفترض».
ودفع الاعتداء بوزير الداخلية للتحذير من «خطر التطرف» داعيا لضرورة التيقظ لمواجهة هذه الأخطار».
ولكن زعيم حزب الخضر المعارض روبرت هابيك وجه انتقادات للسلطات الأمنية فيما اعتبره إهمالا، ودعا للتعاطي بشكل متسق مع التهديدات التي يمثلها المتطرفون». كذلك انتقد السلطات الأمنية فريدريش ميرز، السياسي البارز في الحزب الحاكم «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» والذي ينافس على زعامة الحزب ويسعى لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل». وقال ميرز لـ«دير شبيغل»: لماذا أطلق سراح سوري متطرف من السجن من دون أن يتم ترحيله؟». ولا يمكن للسلطات ترحيل أي سوري إلى بلده لأن الخارجية الألمانية ما زالت تصنف سوريا على أنها «غير آمنة».
ووجه سياسيون في حزب الليبراليين المعارض انتقادات كذلك للسلطات الأمنية، وقال النائب مايكل ثورر للمجلة الألمانية نفسها: «السلطات الأمنية تفشل مرة جديدة ليس بسبب نقص المعلومات ولكن بسبب عدم قدرتهم أو عدم إرادتهم على القيام بأي شيء رغم وجود المعلومات». تواجه الشرطة والمخابرات انتقادات كبيرة منذ تنفيذ أنيس العامري، اللاجئ التونسي، عملية دهس في سوق للميلاد عام 2016 أدت إلى وفاة 11 شخصا وإصابة العشرات. وتبين لاحقا بأن السلطات الأمنية تلقت عدة تحذيرات تتعلق بنية العامري لتنفيذ عملية إرهابية، ولكنها فشلت في التصرف بناء على المعلومات التي تلقتها».
ويأتي هذا في وقت تستمر محاكمات المتطرفين العائدين من مناطق «داعش»، وقد انطلقت أمس في مدينة كوبلنز محاكمة امرأة تبلغ من العمر 29 عاما بتهمة الانتماء لتنظم «داعش». ويتهم الادعاء المرأة بأنها كانت عضوا فاعلا في التنظيم 2014 حين سافرت إلى سوريا مع زوجها الذي قتل لاحقا هناك. وبقيت في سوريا حتى فبراير (شباط) العام 2019 حين عادت إلى ألمانيا مع أطفالها الثلاثة. ويقول الادعاء بأنها روجت لأفكار «داعش» عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات الرسائل السريعة، وبررت قتل معارضين للتنظيم المتطرف وحاولت التجنيد كذلك». وبحسب المحكمة الإقليمية العليا بالولاية، لم تعقب المتهمة على الاتهامات المنسوبة إليها.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».