الحوثيون متهمون بارتكاب 17 ألف انتهاك في إب خلال 6 سنوات

بالتزامن مع تصاعد معدلات الجريمة المدعومة من قادة الجماعة

TT

الحوثيون متهمون بارتكاب 17 ألف انتهاك في إب خلال 6 سنوات

اتهمت تقارير يمنية في محافظة إب اليمنية (170 كلم جنوب صنعاء) الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بارتكاب أكثر من 17 ألف انتهاك في المحافظة خلال ست سنوات بالتزامن مع اتساع رقعة الجرائم والانفلات الأمني في جميع أنحاء مديريات المحافظة ومركزها.
وذكرت مصادر أمنية مناهضة للانقلاب الحوثي لـ«الشرق الأوسط» أن المحافظة ذات الكثافة السكانية العالية شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، تزايدت خلاله جرائم القتل والاغتيال والاختطاف والنهب والسرقة وغيرها من الجرائم الأخرى التي يدعمها عناصر في الجماعة الانقلابية بهدف إتاحة الفرصة أمامهم للسيطرة على العقارات وجني الأموال.
وفي هذا السياق أكدت المصادر أن سلوك قادة الجماعة الداعمين للفوضى الأمنية قاد إلى تسجيل مئات حوادث القتل والاعتداءات المسلحة على المدنيين إلى جانب سقوط ضحايا آخرين تعرضوا لعمليات اختطاف وسرقة وابتزاز وترويع ومصادرة لحقوقهم وممتلكاتهم. وأفاد مصدر أمني متقاعد فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية بأن محافظة إب و20 مديرية تابعة لها لا تزال في ظل سيطرة وحكم الحوثيين تعاني من فوضى أمنية عارمة زادت معها معدلات الجريمة وحوادث القتل اليومية وأعمال النهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة.
في غضون ذلك، شكا مواطنون وسكان محليون من ارتفاع منسوب الجريمة وانتشار الفوضى في محافظتهم بسبب ما وصفوه بـ«أنشطة العصابات المدعومة باستمرار من قبل قادة ومشرفي الجماعة الحوثية». وأكد السكان تصاعد الفوضى الأمنية التي لا تزال تجتاح محافظتهم ومديرياتها، والتي باتت - بحسبهم - تخيفهم وتحد من تحركاتهم وخروجهم من منازلهم للبحث عن لقمة لعيش لهم وأسرهم.
وقال بعض السكان الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، «إن جميع مناطق إب تحولت اليوم في ظل قبضة وسيطرة الميليشيات وسياسات العبث والنهب واللامبالاة التي تمارسها، إلى ساحة كبيرة وأرض خصبة للثأر وتصفية الحسابات والاختطاف والقتل غير المبرر والسطو».
وجدد السكان اتهاماتهم لقادة ومشرفي الجماعة بضلوعهم وراء انتشار الجرائم بمختلف أشكالها، مشيرين إلى أن نسب جرائم القتل ومختلف الجرائم والحوادث الأخرى لم ترتفع إلى أعلى مستوياتها ولم تسجل أرقاما قياسية في محافظتهم إلا في عهد سيطرة الميليشيات الانقلابية.
على الصعيد ذاته أحصت تقارير حكومية وأخرى محلية سلسلة طويلة من الجرائم المختلفة التي شهدتها إب طوال ستة أعوام ماضية، إلى جانب ما شهدته المحافظة نفسها من اختلالات أمنية وجرائم غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الحالي 2020.
وكشفت تقارير حقوقية في إب أن الانتهاكات المرتكبة من قبل مسلحي الجماعة بحق المواطنين والسكان في إب بلغت خلال ستة أعوام ماضية أكثر من 17 ألف جريمة وانتهاك.
وبحسب هذه التقارير، فقد تنوعت بعض الجرائم ما بين القتل والإصابة والخطف وتفجير المنازل والاعتداء والسطو على ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وعمليات النهب ومصادرة الحقوق والحريات، وجرائم استخدام المختطفين دروعاً بشرية، وسلسلة من الجرائم والتعسفات المستمرة.
ومنذ اجتياح الجماعة بقوة السلاح للمحافظة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014 زادت جرائم القتل وانتشرت الجريمة بصورة مرعبة، بحسب التقارير لا يكاد يمر يوم دون أن يسمع أبناء المحافظة جريمة قتل أو إصابة أو جرائم أخرى لم يسبق للمحافظة أن عرفتها.
وفي ظل استمرار انشغال قادة الجماعة بـ«حوثنة» ما تبقى من مفاصل وإدارات الأمن بغية مواصلة فرض هيمنتها وسطوتها على حياة ورقاب اليمنيين، كان تقرير محلي كشف بوقت سابق أن محافظة إب شهدت خلال فترة الستة الأشهر الماضية من العام الحالي 2020 فوضى أمنية عارمة، رافقها في الوقت نفسه تزايد غير مسبوق في معدلات الجريمة.
وأكد التقرير سقوط 350 قتيلا وجريحا، خلال ستة أشهر في مختلف مديريات إب ومناطقها، إضافة إلى تسجيل نحو 1700 حادثة تمثلت في جرائم قتل وشروع بالقتل وجرائم حرابة وسرقات ونهب ممتلكات وبيع وترويج مخدرات.
وسجل التقرير 105 جرائم قتل عمد، و20 جريمة قتل غير عمد، و227 جريمة شروع في القتل، ناهيك من جرائم أخرى لم يتم ضبطها أو تسجيلها بعدد من البلدات والمناطق بمديريات المحافظة.
ولم تورد التقرير حينها جرائم القتل الناتجة عن الانتهاكات الأمنية التي يرتكبها مسلحو الجماعة بحق أبناء المحافظة والتي حدثت وتحدث بشكل شبه يومي، كما لم يتضمن التقرير أعداد الجرائم الأخرى، وهي بالآلاف خلال الفترة نفسها، والتي ارتكبها عناصر حوثيون أبرزها جرائم الاعتداءات والنهب والسطو على الأراضي والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
ومنذ سيطرة الميليشيات المسنودة من طهران على محافظة إب، زادت معدلات الجريمة بشكل يومي بالتزامن مع انتهاكات واسعة للحقوق والحريات وعمليات سطو ونهب لممتلكات المواطنين بعموم مديريات المحافظة.
وبحسب تقرير محلي سابق، كانت شهدت إب ومديرياتها انتشارا واسعا لجرائم القتل خلال العام الماضي 2019، حيث سجل خلال تلك الفترة أكبر نسبة من بين المحافظات اليمنية فيما يتعلق بالجرائم وأحداث القتل والسرقة والنهب والاغتيالات والتصفيات الجسدية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».