الائتلاف السوري ينتخب اليوم رئيسا جديدا بعد تجاوز الخلافات حول الحكومة

وزير الدفاع في حكومة المعارضة قدم «استراتيجية متكاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية»

الائتلاف السوري ينتخب اليوم رئيسا جديدا بعد تجاوز الخلافات حول الحكومة
TT

الائتلاف السوري ينتخب اليوم رئيسا جديدا بعد تجاوز الخلافات حول الحكومة

الائتلاف السوري ينتخب اليوم رئيسا جديدا بعد تجاوز الخلافات حول الحكومة

استكمل الائتلاف السوري المعارض، يوم أمس (السبت)، اجتماعاته في مدينة إسطنبول التركية، التي من المتوقع أن تُختم اليوم بانتخاب رئيس جديد له خلفا للرئيس الحالي هادي البحرة، مع توجه لانتخاب نائبه الحالي نصر الحريري رئيسا.
ويبدو أن الهيئة العامة نجحت بتخطي الخلافات حول الموضوع الحكومي، بعدما كان البحرة أصدر، نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قرارا ألغى بموجبه نتائج التصويت على التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة أحمد طعمة، باعتبارها تمت برأيه «خارج نطاق الشرعية وخلافا للنظام الأساسي والجلسات المعتمدة في الائتلاف». ويقضي الحل الحكومي، بحسب مصادر مطلعة، بأن يتم تعيين وزراء جدد كبديل عن أولئك الذين فازوا بالتزكية، وبالتحديد المالية والطاقة والثقافة.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن التوجه هو لتعيين إبراهيم ميرو وزيرا للمالية، وعبدو حسام الدين وزيرا للطاقة والثروات المعدنية، ولدمج وزارة الثقافة مع وزارة التربية، لافتة إلى أنه لم يتم التوافق بعد حول اسم نائب رئيس الحكومة.
يُذكر أنه قد أعيد انتخاب أحمد طعمة رئيسا للحكومة السورية المؤقتة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن كانت الهيئة العامة للائتلاف أقالته في يوليو (تموز). وكان طعمة أكّد بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن 7 من الوزراء الذين لا تُطرح أي إشكالية حول حصولهم على ثقة الهيئة العامة، باشروا أعمالهم، وبالتحديد وزير الدفاع سليم إدريس، ووزير الداخلية عوض أحمد العلي، ووزير الصحة محمد وجيه جمعة، ووزير النقل والصناعة ياسين نجار، ووزير التربية عماد برق، ووزير الإدارة المحلية واللاجئين حسين بكر، ووزير الزراعة وليد الزعبي. وأشار طعمة إلى «خطوات تنفيذية باتجاه مباشرة العمل من الداخل»، لافتا إلى أن «التواصل قائم مع مندوبي الحكومة في سوريا، بمسعى لإيجاد مقرات للحكومة بعضها موجود أصلا، ويتعرض لضربات الطيران السوري». وبحثت الهيئة العامة، يوم أمس، الأوضاع الميدانية في سوريا، وأشار عضو الائتلاف أحمد رمضان إلى أن وزير الدفاع ورئيس الأركان قدما تقارير حول التطورات الميدانية: «وقد عرض الأول استراتيجية متكاملة للوزارة لإعادة بناء مؤسسة عسكرية قوية ومتلازمة، وتوحيد القوى العسكرية بشكل كامل تحت مظلة وزارة الدفاع، ليتحول لجيش وطني سوري تشكل القوى الميدانية الحالية عموده الفقري». وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «مؤسسة الجيش الحر ستلعب الدور الرئيسي بمجال التخطيط لإدارة المعارك والعلاقة مع الجهات الداعمة». وفي الجلسة المسائية، عرض المجتمعون لإعادة تشكيل اللجان داخل الائتلاف قبل البحث بالقضايا السياسية الساخنة، وأبرزها مؤتمر موسكو وخطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. ومن المتوقع أن ينتخب الائتلاف اليوم رئيسا جديدا له، مع استمرار أسهم نائب الرئيس الحالي نصر الحريري بالارتفاع لتولي الرئاسة، كما سيتم اختيار هيئة رئاسية جديدة. وأشار بيان صادر عن الائتلاف إلى أن الهيئة العامة ناقشت بالأمس ملفات الائتلاف الداخلية، ومنها النظام الأساسي والمالي. كما بحث أعضاء الهيئة العامة وضع وحدة تنسيق الدعم.
ولفت عضو الهيئة السياسية للائتلاف بدر جاموس إلى أن الاجتماع الـ18 للهيئة العامة للائتلاف يناقش التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، منتقدا في حديث صحافي دعوة روسيا لمؤتمر عام في موسكو لأطراف المعارضة، مشيرا إلى أن هناك تحفظات كثيرة عليها، من بينها آلية الدعوة. وطالب جاموس بوجود أطراف حقيقية تمثل الشعب السوري. وكان القنصل العام الروسي في إسطنبول ألكسي أرخوف سلّم، منتصف الأسبوع الماضي، 5 من أعضاء الائتلاف، وهم رئيسه البحرة، وعبد الأحد أسطيفو، وبدر جاموس، وعبد الباسط سيدا، وصلاح درويش، دعوات للمشاركة بإطار شخصي بمؤتمر موسكو.
ولم تحسم هيئة التنسيق التي تخوض مباحثات مع الائتلاف في القاهرة موقفها النهائي من المشاركة بالمؤتمر المزمع عقده بين 26 و29 يناير (كانون الثاني) المقبل. وكان أمين سر هيئة التنسيق ماجد حبو أكد بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أنه لن يتم الذهاب إلى موسكو بشكل فردي.. «فإما أن تكون مشاركة جماعية من قوى المعارضة أو عدم مشاركة جماعية». وللهيئة أكثر من ملاحظة حول المؤتمر، أبرزها توجيه الدعوات بشكل شخصي، وعدم إعطاء الضمانات المطلوبة لإنجاح المؤتمر، وعدم انتظار انتهاء قوى المعارضة من مساعيها لبلورة رؤية موحدة لحل سياسي في سوريا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.