«كورونا طويل الأمد»: مَن هم الأكثر عُرضة للإصابة به؟

ممرضان يهتمان بمريض مصاب بـ«كورونا» في مستشفى بأوكرانيا (أ.ب)
ممرضان يهتمان بمريض مصاب بـ«كورونا» في مستشفى بأوكرانيا (أ.ب)
TT

«كورونا طويل الأمد»: مَن هم الأكثر عُرضة للإصابة به؟

ممرضان يهتمان بمريض مصاب بـ«كورونا» في مستشفى بأوكرانيا (أ.ب)
ممرضان يهتمان بمريض مصاب بـ«كورونا» في مستشفى بأوكرانيا (أ.ب)

يقول العلماء إن التقدم في السن ووجود مجموعة واسعة من الأعراض الأولية يزيد من خطر فيروس «كورونا طويل الأمد».
وتقدِّر الدراسة التي اطّلعت عليها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن شخصاً من بين كل 20 مصاباً يعاني من أعراض ترتبط بالفيروس لمدة ثمانية أسابيع على الأقل.
وأظهر البحث في جامعة «كينغز كوليدج لندن» أيضاً أن الوزن الزائد والربو يزيدان من المخاطر لدى الإناث بالتحديد.
والهدف من الدراسة هو تطوير إشارة تحذير مبكرة يمكنها تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية إضافية أو الذين قد يستفيدون من العلاج المبكر.
وتأتي النتائج من تحليل الأشخاص الذين أدخلوا أعراضهم ونتائج الاختبارات في تطبيق «كوفيد سيمبتوم ستادي».
وبحث العلماء في البيانات عن الأنماط التي يمكن أن تتنبأ بمن سيصاب بفيروس «كوفيد - 19 طويل الأمد».
وتُظهر النتائج أن فيروس «كورونا» يمكن أن يؤثر على أي شخص، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من مخاطره.

* ما الذي يزيد المخاطر؟
قالت الدكتورة كلير ستيفز، من «كينغز كوليدج لندن» لـ«بي بي سي»: «كان وجود أكثر من خمسة أعراض مختلفة في الأسبوع الأول أحد عوامل الخطر الرئيسية».
وإن أعراض «كورونا» تتجاوز مجرد السعال، ويمكن للفيروس أن يؤثر على أعضاء في جميع أنحاء الجسم.
والشخص الذي يعاني من السعال والتعب والصداع والإسهال وفقدان حاسة الشم -وكلها أعراض محتملة- سيكون أكثر عُرضة للخطر من شخص يعاني من السعال وحده.
ويزداد الخطر أيضاً مع التقدم بالعمر، خصوصاً فوق 50، كما هو الحال عند الإناث.
وقالت ستيفز: «لقد رأينا من البيانات الأولية الصادرة أن الرجال كانوا أكثر عُرضة للإصابة بمرض خطير للغاية، وللموت من (كوفيد – 19)، ويبدو أن النساء أكثر عُرضة لخطر الإصابة بفيروس (كورونا طويل الأمد)».
ولم يتم ربط أي حالات طبية سابقة بالإصابة بـ«كورونا» طويل الأمد، باستثناء الربو وأمراض الرئة.

* أعراض «كورونا طويل الأمد»
وتختلف الأعراض الدقيقة لفيروس «كورونا طويل الأمد» من مريض إلى آخر، لكن يعد التعب أمراً شائعاً بين المصابين.
وبدأت فيكي بورن، البالغة من العمر 48 عاماً، بإظهار حمى وسعال في مارس (آذار)، والذي أصبح «مرعباً للغاية» عندما كافحت للتنفس واحتاجت إلى التنفس الصناعي.
ولم يتم إدخالها إلى المستشفى، لكنها لا تزال، في أكتوبر (تشرين الأول)، تعيش مع الفيروس.
وتتحسن صحة فيكي، لكنّ بصرها تغيّر ولا تزال تعاني من «موجات» من أعراض المرض.
وقالت لـ«بي بي سي»: «أعاني من وجع غريب في المفاصل، ومنذ أسبوعين، فقدت حاسة التذوق والشم مرة أخرى. يبدو الأمر كما لو أن هناك التهاباً في جسدي يتكاثر ولا يمكنني التخلص منه تماماً، لذلك ينبثق ثم يختفي وينبثق ويختفي».
وفيكي ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الأعراض، إذ تقدر الدراسة التالي:
* واحد من كل 7 مصابين يمرض لمدة أربعة أسابيع على الأقل.
* واحد من كل 20 مصاباً يمرض لمدة ثمانية أسابيع على الأقل.
* واحد من كل 45 مصاباً يمرض لمدة 12 أسبوعاً على الأقل.
وقال البروفسور تيم سبيكتور، الذي يقود دراسة «كوفيد سيمبتوم»: «من المهم، بالإضافة إلى القلق بشأن الوفيات الزائدة، أن نأخذ في الاعتبار أولئك الذين سيتأثرون بـ(كوفيد طويل الأمد) إذا لم نسيطر على الوباء قريباً».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».