أنقرة تسحب «نقطتها» من شمال حماة إلى جنوب إدلب

تنفّذ القوات التركية انسحاباً من نقطة مراقبتها التاسعة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا والواقعة في مورك بريف محافظة حماة ضمن نطاق سيطرة النظام السوري الذي سبق أن حاصرت قواته النقطة ذاتها.
وتواصلت أمس (الثلاثاء)، عملية الانسحاب من النقطة العسكرية، والتي بدأت منذ الليلة قبل الماضية، حيث خرجت عشرات الآليات العسكرية والشاحنات المحمّلة بكتل إسمنتية ومواد عسكرية ولوجيستية من مورك واتجهت باتجاه نقطة معر حطاط بريف إدلب.
وبينما لم يَصدر عن أنقرة أي تعليق على عملية الانسحاب، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن شاحنات مدنية وصلت إلى النقطة التركية في منطقة مورك ضمن مناطق الجيش السوري بريف حماة الشمالي؛ حيث بدأت القوات التركية بإفراغ النقطة العسكرية إلى الشاحنات تمهيداً للخروج منها، وفقاً للاتفاق الروسي – التركي.
وأضاف المرصد أن القوات التركية قامت بتفكيك معداتها وحزم أمتعتها في كلٍّ من مورك وشير مغار بريفي حماة الشمالي والغربي، والصرمان وتل الطوقان والترنبة ومرديخ ومعرحطاط ونقطة شرق سراقب التي تقع في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، وسط معلومات عن انسحاب مرتقب للأتراك من نقاطها في ريف حلب ضمن مناطق النظام أيضاً وفقاً للاتفاق مع روسيا.
وتأتي عملية الانسحاب على الرغم من التصريحات المتكررة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بضرورة انسحاب قوات النظام من جميع المناطق التي سيطرت عليها منذ أبريل (نيسان) 2019، متوعداً بطردهم منها في حال عدم انسحابهم.
وأشار «المرصد» إلى أن القوات التركية لم تدفع ثمن استئجار الأرض التي أُقيمت عليها النقطة التركية لصاحبها، حيث كان «المرصد» ذكر في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي أن صاحب الأرض التي أقيمت عليها نقطة المراقبة التركية في مورك، لا يزال يطالب الفصيل العسكري الذي كان وسيطاً للقوات التركية لتشييد النقطة في أرضه بدفع المستحقات المالية المترتبة عليهم، بينما لا تزال القوات التركية وفصيل «فيلق الشام» يتنصلان من دفع قيمة الإيجار منذ نحو عامين و3 أشهر.
وكانت مهمة نقطة مورك هي مراقبة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بموجب اتفاق تركي روسي، إلا أنها لم تفعل سوى مراقبة تقدم قوات النظام والروس وسيطرتهما على كامل ريف حماة الشمالي خلال الأشهر الماضية وأصبحت النقطة تقع تماماً ضمن مناطق سيطرة قوات النظام.
بالتوازي، سيّرت القوات التركية، أمس، دوريتها المنفردة الخامسة على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) انطلاقاً من ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وشاركت في الدورية 8 عربات مصفحة تابعة للقوات التركية انطلقت من النقطة العسكرية التركية الواقعة في ترنبة بريف إدلب الشرقي والواقعة ضمن سيطرة قوات النظام وصولاً إلى عين حور في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي رافقتها طائرتان مسيّرتان تركيتان.
وتعد هذه هي الدورية الخامسة من نوعها التي تسيّرها القوات التركية بشكل فردي على طريق حلب - اللاذقية الدولي جنوب إدلب، بعد تسييرها 25 دورية مشتركة مع القوات الروسية منذ 15 مارس (آذار) الماضي وكان آخرها في 25 أغسطس (آب) الماضي، حيث امتنعت القوات الروسية عن المشاركة في الدوريات بسبب عدم وفاء تركيا بالتزاماتها بتأمين مسار الدوريات وتعرض المركبات الروسية لهجمات خلال المشاركة في عدد منها، ما أسفر عن إصابة عدد من الجنود، وكذلك لعدم تنفيذ أنقرة مسؤولياتها بفصل المجموعات المتشددة عن الفصائل السورية المعتدلة.
في الوقت ذاته، نفّذت قوات النظام قصفاً صاروخياً على مناطق في سفوهن وفليفل والفطيرة وكنصفرة وبينين، الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، كما استهدفت فصائل المعارضة بالقذائف الصاروخية مواقع لقوات النظام على محاور التماس جنوب إدلب.
كما نفّذت طائرات حربية روسية غارتين على محيط قرية المغارة ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وسط استمرار تحليق الطيران في الأجواء، وقصفت قوات النظام مناطق في تل واسط والزيارة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.