اللقاح الصيني «المعطّل» آمن للاستخدام في علاج «كورونا»

TT

اللقاح الصيني «المعطّل» آمن للاستخدام في علاج «كورونا»

كشفت تجربة سريرية نشرت نتائجها في دورية «ذا لانسيت» الطبية أن اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا المستجد (BBIBP - CorV) الذي يستخدم تقنية قديمة تعرف باسم «الفيروس المعطل» أثبت أنه آمن للاستخدام، ويؤدي إلى استجابة الأجسام المضادة.
وتقدم الصين 4 لقاحات لفيروس كورونا المستجد في مرحلة التجارب السريرية، منهما لقاحان يستخدمان تقنية «الفيروس المعطل»، وأبلغت تجربة سريرية سابقة عن نتائج إيجابية حققها اللقاح الأول الذي تم اختباره فقط على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، لكن ما يميز اللقاح الثاني، المنتج من قبل معهد بكين للمنتجات البيولوجية، في هذه الدراسة الجديدة التي نشرتها «ذا لانسيت» في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أن تجاربه أجريت على متطوعين تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاماً.
ولقاح «الفيروس المعطل» يعتمد على أخذ عينة من الفيروس، يتم عزلها من مريض، ثم يتم قتله باستخدام مادة كيميائية تسمى «بيتا بروبريونولاكتون»، ويشتمل اللقاح (BBIBP - CorV) على الفيروس المقتول ممزوجاً بمكون آخر، هو «هيدروكسيد الألومنيوم» الذي يسمى مادة مساعدة لأنه من المعروف أنه يعزز الاستجابات المناعية.
وهذه التقنية قديمة، تم استخدامها في لقاحات أخرى، وهو ما يميزها عن اللقاحات الأخرى لفيروس كورونا المستجد التي دخلت مرحلة التجارب السريرية، حيث يوجد حالياً 42 لقاحاً في مرحلة التجارب، منها لقاحات الفيروس المعطل مع لقاحات تستخدم تقنيات بلازميد الحمض النووي، والفيروس الغدي، والحمض النووي الريبي، والبروتينات الفرعية، والجسيمات الشبيهة بالفيروس.
ووجدت الدراسة الأخيرة على لقاح الفيروس المعطل أنه أحدث استجابات للأجسام المضادة لدى جميع المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاماً.
وكان المشاركون الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً أبطأ في الاستجابة، حيث استغرقوا 42 يوماً قبل اكتشاف الأجسام المضادة في جميع المتلقين، مقارنة بـ28 يوماً للمشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و59 عاماً.
وكانت مستويات الأجسام المضادة أيضاً أقل في أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً و80 عاماً، مقارنة بمن هم في سن 18 عاماً و59 عاماً.
ويقول الدكتور شياومينغ يانغ، أحد مؤلفي الدراسة من معهد بكين للمنتجات البيولوجية، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لدورية «ذا لانسيت»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «حماية كبار السن هي هدف رئيسي للقاح الناجح لأن هذه الفئة العمرية تواجه أكبر خطر للإصابة بأمراض خطيرة ناتجة عن إصابتها بالفيروس. ومع ذلك، تكون اللقاحات في بعض الأحيان أقل فاعلية في هذه المجموعة لأن الجهاز المناعي يضعف مع تقدم العمر، لذلك فمن المشجع أن نرى أن لقاحنا (BBIBP - CorV) يحفز استجابات الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاماً أو أكبر».
وتم تصميم المرحلة الأولى من الدراسة لإيجاد الجرعة الآمنة المثلى للقاح، وشارك فيها 96 متطوعاً يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و59 عاماً، ومجموعة ثانية من 96 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً و80 عاماً. وداخل كل مجموعة، تم اختبار اللقاح على 3 مستويات مختلفة من الجرعات (2 ميكروغرام، 4 ميكروغرامات، 8 ميكروغرامات، مع 24 مشاركاً لكل مجموعة).
وتم تصميم المرحلة الثانية من الدراسة لتحديد الجدول الزمني الأمثل للتطعيم، وتم اختيار 448 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و59 عاماً بشكل عشوائي لتلقي إما جرعة 8 ميكروغرامات من اللقاح أو الدواء الوهمي، أو حقنتين من 4 ميكروغرامات من اللقاح أو الدواء الوهمي.
ورغم ما توصلت له الدراسة من نتائج، فإنه من المهم انتظار نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، كما يؤكد د. خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، ويقول: «هذه التجربة لم يتم تصميمها لتقييم فاعلية اللقاح، لذلك لا يمكن تحديد ما إذا كانت استجابات الجسم المضاد التي يسببها اللقاح كافية للحماية من العدوى أم لا». ويضيف: «صحيح أنها أجرت قياسات كمية لعدد الأجسام المضادة التي تتولد بعد تناول اللقاح، ولكن من المهم للحكم بشكل قاطع عليه أن نتأكد من فاعليته».


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».