لجنة التراخيص في رابطة المحترفين «منزعجة» من مماطلات الأندية السعودية

مصادر أكدت أن مسؤولي أندية النصر والأهلي والوحدة لم يعالجوا «قضاياهم المالية»

عبد الإله مؤمنة رئيس النادي الأهلي يعمل على إكمال ملفات ناديه الناقصة (تصوير: بشير صالح)
عبد الإله مؤمنة رئيس النادي الأهلي يعمل على إكمال ملفات ناديه الناقصة (تصوير: بشير صالح)
TT

لجنة التراخيص في رابطة المحترفين «منزعجة» من مماطلات الأندية السعودية

عبد الإله مؤمنة رئيس النادي الأهلي يعمل على إكمال ملفات ناديه الناقصة (تصوير: بشير صالح)
عبد الإله مؤمنة رئيس النادي الأهلي يعمل على إكمال ملفات ناديه الناقصة (تصوير: بشير صالح)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة التراخيص المنبثقة عن رابطة دوري المحترفين السعودي منزعجة من اللامسؤولية التي تسير عليها غالبية أندية الدوري فيما يخص معايير الرخصة الآسيوية، إذ كان يتوجب على الأندية كافة إكمال جميع المستندات المطلوبة بنهاية يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الأندية السعودية أدخلت مستنداتها في الساعات الأخيرة من المهلة الممنوحة لإغلاق الفترة المحددة، لكن تأخر كثير من الأندية في إكمال الملفات اضطر مسؤولي لجنة التراخيص إلى الطلب من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يمنح الأندية السعودية فرصة أخرى لإكمال ملفاتها، وتجهيز المستندات الخاصة ببعض عقود اللاعبين والمدربين ووكلاء الأعمال، والمعنية بالقضايا الداخلية والخارجية.
وتبدو عملية إدخال المستندات الخاصة بعقود اللاعبين والمدربين ووكلاء الأعمال معقدة، خاصة إذا كان هناك قضايا مالية مرتبطة لم تنتهِ من جانب الطرفين، إذ تصل مستندات بعض الأندية لنحو 3 آلاف ورقة، وهو ما يجعل مسألة فحصها أمر صعب يحتاج إلى وقت طويل من جانب لجنة التراخيص التي يترأسها محمد السليم.
ونشرت «الشرق الأوسط» قبل أسبوع تأكيدات من مصادر مطلعة أن أندية النصر والأهلي والوحدة يواجهون مشكلات معقدة بسبب قضايا صدر فيها أحكام من قبل غرفة فض المنازعات الرياضية التابعة لاتحاد الكرة السعودي، خاصة النصر في موضوع لاعبه السابق عبد الله السالم الذي انتقل لاحقاً إلى الاتفاق، حيث ألزمت النصر بـ10 ملايين ريال للاعب ولناديه السابق الفيحاء.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الأندية السعودية بحاجة إلى متابعة شهرية في موضوع تطبيق معايير الحوكمة المعنية باستراتيجية الدعم التي توفرها وزارة الرياضة، فضلاً عن المعايير المالية والفنية الخاصة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي تلزم الأندية بتقديم مستندات موثوقة مصادق عليها من اتحاد الكرة، ومن الاتحاد الدولي لكرة القدم، بخصوص قضايا اللاعبين والمدربين ووكلاء الأعمال الذين كان لهم مشكلات مع أندية سعودية، وذلك في سبيل إصدار الرخصة الآسيوية التي تجيز للأندية المشاركة في دوري المحترفين السعودي، وكذلك في البطولات الآسيوية.
إخفاق بعض الأندية السعودية في إكمال ملفاتها ومستنداتها المطلوبة من لجنة التراخيص برابطة دوري المحترفين السعودي سيضطر المسؤولون في الأخيرة إلى استبعادها من الحصول على الرخصة، وبالتالي عدم المشاركة في دوري أبطال آسيا.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الأندية السعودية بحاجة ماسة لمتخصصين في الإدارة المالية وإدارة المخاطر والقانون الرياضي لكي يساعدوها في بناء معلومات مالية متكاملة، خاصة أن العقود التي توقع مع اللاعبين والمدربين ووكلاء الأعمال ضخمة جداً، وتقترب تكلفتها من مئات الملايين من الريالات.
والاتحاد الآسيوي لكرة القدم سينتظر إكمال الأندية السعودية أوراقها ومستنداتها حتى منتصف الشهر المقبل، إذ سيتعين على لجنة التراخيص الإسراع في فحص القوائم المالية لفرق كرة القدم السعودية، ومعالجة الفاقد منها قبل الإعلان عن الحاصلين على الرخصة الآسيوية التي باتت تؤرق مسؤولي الأندية السعودية.
وبحسب المادة (34) من تراخيص الأندية السعودية في النظام الأساسي لرابطة دوري المحترفين السعودي، يتولى القسم المختص بتراخيص الأندية في الرابطة مسؤولية الأمور المتعلقة بلائحة تراخيص الأندية السعودية، حسب قرار اتحاد اللعبة في حالة إحالة هذه المهمة للرابطة.
وينص البند الثاني من المادة ذاتها على أنه يجب منح جميع الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا ترخيص نادٍ سعودي من البداية كحد أدنى، فيما ينص البند الثالث على أنه يلزم على جميع الأندية الأعضاء الحصول على رخصة مشاركة في الدوري السعودي للمحترفين صادرة من إدارة تراخيص الأندية.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».