صفوف التعليم عن بعد... مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة

التعليم عن بعد معاناة تدور بين الأهل وأبنائهم
التعليم عن بعد معاناة تدور بين الأهل وأبنائهم
TT

صفوف التعليم عن بعد... مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة

التعليم عن بعد معاناة تدور بين الأهل وأبنائهم
التعليم عن بعد معاناة تدور بين الأهل وأبنائهم

قد يخيل لك وأنت تصغي إلى مشكلات الأهالي والأساتذة في زمن التعليم «أونلاين» أنك تتابع فيلما سينمائيا من نوع الكوميديا السوداء أو الأميركي المشوق. فمع بداية العام الدراسي الجديد في لبنان كما فرضته الجائحة، ستكتشف أساليب وطرقا وأخبارا تتعلق بهذه الدراسة لم يسبق لك أن سمعت بها.
فاللبناني عاش تجارب حياتية مختلفة، بسبب النكبات والحروب التي مر بها عبر الزمن، إلّا أنّه لم يتخيل يوما أنّه سيشهد التعليم المدرسي عبر «الإنترنت» ويتحمّل النتائج المترتبة عنه من دون إيجاد فرصة للإفلات منه. فجائحة «كورونا» لم تكتف بإحداث أسلوب عيش جديد للناس في إيقاعهم اليومي، لا بل تمادت بنتائجها إلى حدّ طالت فيه التعليم المدرسي عن بعد.
تتعدد المواقف والمشاهد المحرجة والمضحكة التي يتداولها اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتتناول ما يفرزه التعليم الافتراضي على الأرض. فهو يشغل أحاديث الأمهات في جلساتهن مع الجيران وفي الصالونات وحتى في مكاتب العمل. غالبية الفيديوهات والصور المتداولة تحكي عن أداء الطّلاب الفوضوي تجاه أساتذتهم وما يتأتى عنها من ردود فعل المعلمين. فهنا تشاهد أستاذة مادة الحساب لصف البكالوريا تضع نظاراتها وتتعامل بجديّة مع طلابها المصطفين أمامها كل من مكان إقامته أمام شاشة «اللابتوب». تبدأ بشرح الدرس لتفاجأ بأنّ أحدهم يتابع حصته الدراسية وهو يأخذ دشّا باردا أو في نزهة يقوم بها في سيارته. فتعلن إيقاف الحصة حتى إشعار آخر. وفي مكان آخر تجلس الأم إلى جانب ابنها بحيث لا يمكن للأستاذ أن يراها. تمسك بالعصا مهددة إياه بالضرب في حال شعر بالملل أو أراد إحداث فوضى وقت الدرس. ويضع طالب جامعي في صف آخر قناعا مخيفا على وجهه ويثير الضحك بين زملائه وتنهال التعليقات من هنا وهناك محدثة البلبلة في الصف. تقفل الأستاذة الجامعية الكاميرا معلنة انتهاء الدرس.
وأثناء إجراء الامتحانات الافتراضية تكثر أساليب وطرق الغش التي يستخدمها الطلاب في هذا الإطار. فأحد الطلاب الجامعيين قرر بالتعاون مع شقيقه إجراء امتحانه مطبقا تقنية «الميرورينغ» على شاشة التلفزيون. وهذه الطريقة تقضي بنقل ما يراه على شاشة حاسوبه إلى شاشة التلفاز حيث يجلس شقيقه. وهذا الأخير يقوم بعملية الغش عن بعد، مشيرا إليه بواسطة اللايزر إلى الأجوبة الصحيحة التي يجب أن يختارها. وتعلّق الأستاذة الجامعية ماري عطيّة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تفاقم هذا الموضوع اضطررنا إلى أخذ إجراءات مغايرة تقضي بخضوع الطلاب إلى الامتحانات في حرم الجامعة. فهناك من لجأ إلى أساليب غريبة في الغش اكتشفناها بالصدفة، بعد أن نسي أحدهم حاسوبه الآلي مفتوحا. فتفاجأت بعدد من أصدقائه يهنئونه على اجتيازه الامتحان بسهولة بفضل مساعدتهم له». وتتابع عطيّة: «هناك مواقف حرجة كثيرة نتعرض لها كأساتذة كأن يدخل علي أحد أطفالي فجأة راغبا في أن أحضر له الطعام أو دخول صالة الحمام. كما أنّ منزلي تحوّل إلى صفّ دراسي بعد أن اشتريت أقلاما خاصة كي أستطيع كتابة الدرس على زجاج واجهة الصالون. وأحيانا كثيرة وفي حال لا تتوفر مساحة خاصة للطالب المشارك معي في منزله يمكنني أن أسمع صوت والدته تتحدث مع جارتها ووالده يلعب النرد أو صوت المذياع والتلفزيون».
وما يعاني منه الأساتذة في هذا الصدد يبقى نقطة في بحر المشكلات التي يواجهها الأهالي بسبب الدروس الافتراضية. أكثر من نموذج حي التقته «الشرق الأوسط» يروي تجربته مع هذا الموضوع. كارين أم لـ3 أولاد تقول: «لا أعلم من أين أبدأ وكيف أنتهي، فأولادي في أعمار مختلفة ولا أملك ميزانية مادية تسمح لي بشراء جهاز حاسوب لكل واحد منهم. وهذا الأمر يولّد بينهم نقاشات حادة ألجأ مرات كثيرة لإنهائها بقسوة».
أما مارلين شمعون فتقول: «ابنتي في الصف العاشر الابتدائي وهي تتابع صفها الافتراضي، معتقدة بأنها تمارس (الشات) مع صديقتها. فتقوم عن كرسيها لتجلب تفاحة من الثلاجة مرة أو لتختبئ وراء «الصوفا» مرة أخرى، محاولة أن تلعب الغميضة مع بقية زملائها في الصف. وهو أمر يخرجني عن طوري».
أمّا المشكلة الكبرى التي يعاني منها الأهل فهي التكلفة المرتفعة التي يتكبدونها بسبب هذه الحصص الافتراضية. وتشرح إيفا بردويل: «لقد أمّنت المبلغ اللازم (نحو مليون ونصف ليرة) لقسط الموسم الأول للمدرسة. وكان علي في المقابل أن أدفع اشتراك إنترنت بقوة مضاعفة، وأن أجد معلمة دروس خصوصية ترافق ابني في فروضه المنزلية لقاء أجر شهري، لأنني أعمل ضمن دوام طويل منذ الصباح حتى الخامسة مساء».
بعض المدارس طالبت تلاميذها بارتداء الزي المدرسي، ليشعروا بأجواء الدرس النظامية تماما كما في المدرسة. وطبّقت مدارس أخرى إعطاء جميع المواد الدراسية عبر الإنترنت لتشمل ساعات المسرح والغناء والرياضة ممّا ولّد الفوضى العارمة في صفوفها.
أمّا عدد التلاميذ للصف الافتراضي فلا يتجاوز الـ13 طالبا ويدأب الأستاذ على أخذ العلم بعدد الحضور ويسجّل الغائبين ليدرجهم ضمن تقارير تقدم للمدرسة أو الجامعة.
واتبعت مدارس لبنانية خاصة التباعد الاجتماعي في عملية التنقلات والمواصلات لتلاميذها في باصات لا يتجاوز العدد فيها 10 تلاميذ. فيما ألغت أخرى هذه الخدمة مطالبة ذويهم القيام بهذه المهمة يوميا تفاديا للإصابة بالعدوى. وبين إشارتي «أوفلاين» و«أونلاين»، وغياب «الكونيكشن» لبرهة وانقطاع التيار الكهربائي للحظات أخرى، تكون الفوضى سيدة الموقف ويصبح الوضع أصعب لإعادته إلى الصواب من قبل الأهالي.
وتروي نانسي وهي أم لطفلة في الخامسة من عمرها: «كيف يمكن لطفلة بهذا العمر أن تتأقلم مع الدروس الافتراضية. فقد اضطررت مرة أن أتركها للحظات أثناء أحد الصفوف التي تتابعها. وعندما عدت إلى المنزل وجدتها تتابع الحصة من سريرها لأنّها كانت تريد أن يشاهد زملاؤها في الصف لعبتها الجديدة. فكان من معلّمتها أن أدرجتها على لائحة الغياب بين تلاميذها وقطعت الاتصال عنها». وتقول لوريس حوراني وهي معلّمة وطالبة جامعية وأم لولدين: «فوضى كبيرة أعيشها بسبب مهماتي الـ3. كمعلمة أطالب أحيانا أحد تلاميذي المشاغبين أن يتابعني بالصوت فقط بعيدا عن الصورة كي لا أنفعل وأتوتر عندما يتلهى. فالبعيد عن العين بعيد عن القلب، والنتائج يمكن أن تبقى تحت السيطرة. ومرات أضطر أن أتابع حصتي الجامعية في الوقت نفسه الذي يدرس أولادي. فهنا تحدث معضلة كبيرة وأضيع بين أوراقي ومراقبتي لهم. ولأنّ بعض الأهالي رفض إرسال أولادهم إلى المدرسة قررت الإدارة أن أعطي الدروس نفسها في حصتين متوازيتين افتراضية وحقيقية.
ومهما تحدثت عن الأمور التي تواجهني في هذا الموقف فلن أستطيع التعبير عنها كلّها». وتضيف «عندما ألفظ كلمة سكوت من فضلكم لقد بدأنا الدرس أكون كمن يصوّر أحداث فيلم لا أتوقّع بالتمام بدايتها ولا نهايتها. ويمكنني وصف الحالة العامة بـ(حرق أعصاب) إذ إن الأمور مرات كثيرة تخرج عن السيطرة، ولذلك قررت إدارة المدرسة تقصير مدة الحصة الواحدة لتصبح 40 بدلا من 50 دقيقة». وكطالبة جامعية تتابع أليس حوراني «لاحظنا أنّ الوضع السيئ للإنترنت في بلادنا يؤثر بشكل سلبي كبير علينا كطلاب. بعض الأساتذة لجأ إلى تسجيل الحصة عبر تطبيق «واتساب» ممّا يتيح لنا إعادة الدرس في الوقت المناسب. كما أنّ أساتذة كثيرين في الجامعة ليسوا مستعدين بعد للتعامل مع الحصص الافتراضية وهو ما يولّد مشكلة حقيقية بينهم وبين طلّابهم».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.