«حضانة» لصغار القرش عمرها 24 مليون سنة

باحثة مشاركة في الدراسة تمسك بإحدى الحفريات
باحثة مشاركة في الدراسة تمسك بإحدى الحفريات
TT

«حضانة» لصغار القرش عمرها 24 مليون سنة

باحثة مشاركة في الدراسة تمسك بإحدى الحفريات
باحثة مشاركة في الدراسة تمسك بإحدى الحفريات

قبل نحو 24 مليون سنة، احتاج صغار أسلاف سمكة القرش العملاقة (ميغالودون) إلى مكان يحتضنهم حتى تقوى شوكتهم ويصبح حجمهم كبيراً، قبل التوجه إلى المحيط المفتوح، لذلك سبحوا نحو بقعة ساحلية مليئة بالفرائس التي يسهل اصطيادها، وهذا المكان الذي يوجد الآن فيما يعرف باسم (ساوث كارولينا) كان أشبه بـ«حضانة»، وفقا لبحث جديد تم عرضه في «المؤتمر السنوي لجمعية الحفريات الفقارية»، قبل أيام، والذي كان افتراضياً هذا العام بسبب جائحة (كوفيد – 19).
وكان العلماء قبل هذا الاكتشاف على علم بوجود حضانتين فقط لأسماك القرش الأحفورية، حضانة أسماك ميجالودون عمرها 10 ملايين عام في بنما، وحضانة كبيرة لأسماك القرش الأبيض عمرها 5 ملايين عام في تشيلي.
وبالإضافة إلى كون الاكتشاف الجديد هو ثالث حضانة من هذا القبيل، فإنه هو أيضاً أول حضانة تخص (كارشاروكليس أنجوستيدنس)، وهي سمكة قرش عملاقة عاشت خلال العصر الأوليغوسيني (منذ 34 مليون إلى 23 مليون سنة)، كما يقول الباحث المشارك بالدراسة روبرت بويسينيكر، زميل باحث في متحف (مايس براون) للتاريخ الطبيعي بكلية تشارلستون بجامعة ساوث كارولينا، في تقرير نشره أول من أمس موقع (لايف ساينس).
وسجلت هذه الحضانة إلى جانب كونها الأولى التي تخص سمكة (كارشاروكليس أنجوستيدنز)، رقما قياسيا جديدا، حيث عثر داخلها على إحدى أسنان قادت إلى اعتبارها صاحبتها هي الأكبر من هذا النوع، وذلك وفقاً لمعادلة تحسب طول جسم السمكة بناءً على حجم سنها. وفي السابق، كان الرقم القياسي للطول الذي تم حسابه من أسنان عثر عليها في نيوزيلندا لهذه السمكة هو 27.8 قدماً (8.47 متراً)، بينما الأسنان التي عثر عليها بالحضانة الجديدة تقود إلى تسجيل سمكة أكبر قليلا من النيوزيلندية بطول 8.85 متر (29 قدماً)... وبالمقارنة، يمكن أن يصل سمك القرش الأبيض الكبير الحديث إلى 20 قدماً (6 أمتار)، بحسب بويسينيكر. واكتشف الباحثون أسنان سمك القرش التي أجريت عليها الدراسة بشكل أساسي في وحدة صخرية واحدة، وهي تشكيل جسر تشاندلر الغني بالحفريات في مدينة سامرفيل بولاية ساوث كارولينا، وفحصوا 87 سناً للسمكة (كارشاروكليس أنجوستيدنس)، وكان ثلاث منها (3 في المائة) لصغار، و77 (89 في المائة) لأحداث وسبعة (8 في المائة) لبالغين.
ويقول بويسينيكر: «كان مكان الاكتشاف على الأرجح منطقة ضحلة من شأنها أن توفر حماية طبيعية لأسماك القرش الصغيرة التي لم تكن جاهزة للحياة في أعماق البحار».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.