«التعاون الخليجي»: إيران اتخذت العنف نهجاً لتحقيق أهدافها السياسية

الدكتور نايف الحجرف خلال مشاركته في اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع الراهن بمنطقة الخليج (الشرق الأوسط)
الدكتور نايف الحجرف خلال مشاركته في اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع الراهن بمنطقة الخليج (الشرق الأوسط)
TT

«التعاون الخليجي»: إيران اتخذت العنف نهجاً لتحقيق أهدافها السياسية

الدكتور نايف الحجرف خلال مشاركته في اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع الراهن بمنطقة الخليج (الشرق الأوسط)
الدكتور نايف الحجرف خلال مشاركته في اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع الراهن بمنطقة الخليج (الشرق الأوسط)

أكد مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الثلاثاء)، أن إيران اتخذت من أسلوب العنف نهجاً لها لتحقيق أهدافها السياسية في المنطقة.
وقال أمين عام المجلس الدكتور نايف الحجرف، خلال مشاركته في اجتماع افتراضي لمجلس الأمن، إن «منطقة الخليج اليوم وعلى الرغم من روابط الجوار والتاريخ التي تشترك بها دول المنطقة، نجدها منطقة ساخنة وتعاني من توترات مستمرة، سببها عدم الالتزام بمبادئ القانون الدولي، وعدم الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، الأمر الذي نتج عنه التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وعدم احترام سيادتها، وزعزعة استقرارها».
وأضاف: «من المؤسف أن إيران، ومنذ عام 2011 على وجه الخصوص، اتخذت من أسلوب العداء والعنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة نهجاً لها لتحقيق أهدافها السياسية؛ حيث تعرضت بعض دول المجلس لاعتداءات متكررة من قبل إيران ووكلائها في المنطقة كالهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي استهدفت المدنيين والأعيان المدنية في السعودية، والأعمال الإرهابية، التي ثبت دعم إيران لها، في عدد من دول المجلس».
وأوضح الدكتور الحجرف أن إيران قامت كذلك بتدريب وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية والطائفية في المنطقة، وتسببت في انتشار العنف وعدم الاستقرار في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مشيراً إلى «المعاناة الإنسانية التي نشاهدها يومياً في تلك المناطق أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومجلس الأمن»، منوهاً أن «ما يعانيه اليمن اليوم هو نتائج متوقعه تتطلب أن نسلط الضوء وبوضوح على الأسباب التي أدت به إلى ما هو عليه اليوم».
وعبّر مجلس التعاون عن رفضه التام لاستمرار تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدوله وجميع دول المنطقة، ومحاولات فرض الوصاية عليها وشعوبها، مشدداً على ضرورة إيقاف دعم طهران للميليشيات والتنظيمات الإرهابية والطائفية، التي تساهم بشكل رئيسي في تأجيج الصراعات وإطالة أمدها.
وبيّن الدكتور الحجرف أن «استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث يهدد أمن واستقرار الخليج»، داعياً طهران للاستجابة لمساعي أبوظبي لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. ولفت إلى أن «الكرة الآن في ملعب إيران لتقوم بإظهار رغبتها، بالأفعال قبل الأقوال، في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، عن طريق تدابير ملموسة ومقنعة لبناء الثقة مع جيرانها لما فيه أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، ودعم للاستقرار العالمي».
كما أكد المجلس ضرورة وجود اتفاق دولي شامل يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال، داعياً طهران للوفاء بكامل التزاماتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتعاون الكامل مع مفتشي الوكالة. ومع تأكيده على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، طالب المجلس بالالتزام بالإجراءات الاحترازية كافة لضمان سلامة المنشآت النووية.
وأفاد الدكتور الحجرف بأن المجلس الخليجي «انخرط منذ تأسيسه مع المجتمع الدولي بإيجابية وتفاعل مع قضاياه العادلة، ومد يد التعاون لجميع الدول المحبة للسلام والمنظمات الأممية والدولية الأخرى، للعمل على تعزيز مبادئ التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب، وتحقيق الاستقرار والرفاهية للجميع، وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والعالمي»، مضيفاً: «عكست مسيرة المجلس خلال الأربعين سنة الماضية نجاح دول الخليج في المحافظة على الأمن والاستقرار بالمنطقة رغم التحديات، وتحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها، والحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية، كما قامت بالوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي بدعم جهود مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتجفيف منابعه».
ولفت إلى أن نجاح مسيرة مجلس التعاون وتفاعله الإيجابي مع المجتمع الدولي وتعاطيه المسؤول مع قضايا التنمية الشاملة بوأت المجلس مكانة مرموقة على مستوى العالم، لتترجم الأحداث والفعاليات الدولية التي تستضيفها دوله ذلك النجاح شواهد على أرض الواقع، وتعكس إيمان المجلس بالتفاعل والعمل مع دول العالم المحبة للسلام والاستقرار لخدمة البشرية جمعاء، في المجالات كافة.
وواصل الدكتور الحجرف: «لا يمكن الحديث عن تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج بدون التأكيد على موقف مجلس التعاون الثابت من القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني في حقه في قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967. وعودة اللاجئين ووقف الاستيطان وفق مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة».


مقالات ذات صلة

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الطائرة الإغاثية السعودية الـ24 تصل إلى لبنان

تحمل الطائرة على متنها مساعدات إغاثية متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)
تحمل الطائرة على متنها مساعدات إغاثية متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)
TT

الطائرة الإغاثية السعودية الـ24 تصل إلى لبنان

تحمل الطائرة على متنها مساعدات إغاثية متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)
تحمل الطائرة على متنها مساعدات إغاثية متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت بالجمهورية اللبنانية، اليوم، الطائرة الإغاثية السعودية الـ24، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وتحمل الطائرة على متنها مساعدات إغاثية متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية.

الجسر الإغاثي السعودي يتواصل إلى الشعب اللبناني (واس)

يأتي ذلك انطلاقاً من الدور الإنساني الرائد وتجسيداً للقيم النبيلة والمبادئ الثابتة للمملكة ممثلة بذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة، بالوقوف مع الدول والشعوب المحتاجة لمواجهة جميع الأزمات والصعوبات التي تمر بها.