بري يؤكد استعداد البرلمان للقيام بما ينصف ضحايا انفجار المرفأ

تمثال مصنوع من زجاج وحطام انفجار مرفأ بيروت خلال الاحتفال بذكرى مرور سنة على «انتفاضة 17 أكتوبر» في العاصمة اللبنانية يوم السبت (إ.ب.أ)
تمثال مصنوع من زجاج وحطام انفجار مرفأ بيروت خلال الاحتفال بذكرى مرور سنة على «انتفاضة 17 أكتوبر» في العاصمة اللبنانية يوم السبت (إ.ب.أ)
TT

بري يؤكد استعداد البرلمان للقيام بما ينصف ضحايا انفجار المرفأ

تمثال مصنوع من زجاج وحطام انفجار مرفأ بيروت خلال الاحتفال بذكرى مرور سنة على «انتفاضة 17 أكتوبر» في العاصمة اللبنانية يوم السبت (إ.ب.أ)
تمثال مصنوع من زجاج وحطام انفجار مرفأ بيروت خلال الاحتفال بذكرى مرور سنة على «انتفاضة 17 أكتوبر» في العاصمة اللبنانية يوم السبت (إ.ب.أ)

أعلنت الهيئة العليا للإغاثة تحويل مبلغ من المال إلى حساب خزينة الجيش اللبناني لدفع تعويضات المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، وذلك في وقت أكد فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري استعداده والمجلس النيابي للقيام بكل ما يلزم من الناحية التشريعية لإنصاف ضحايا انفجار المرفأ في 4 أغسطس (آب) الماضي وذويهم وسائر المتضررين.
وشدّد بري خلال استقباله وفداً من لجنة عوائل ضحايا انفجار مرفأ بيروت على «ضرورة المسارعة في تأمين الاحتضان الفوري للذين خسروا منازلهم قبل حلول فصل الشتاء»، معتبراً أن «جرح المرفأ هو جرح وطني جامع وعابر لكل الطوائف، والتئامه لا يمكن أن يتم إلا من خلال مقاربته مقاربة وطنية إنسانية وإبعاده عن التجاذب والانقسام السياسيين وبإنجاز التحقيق العدلي والاقتصاص من جميع المتورطين بهذه الفاجعة الوطنية في أي موقع كانوا».
وفيما خصّ معالجة جرحى الانفجار، أجرى بري الاتصالات اللازمة مع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن والجهات الصحية الضامنة لإعفاء الجرحى من أي أعباء مالية خلال فترة العلاج».
وكانت «الهيئة العليا للإغاثة» قالت في بيان لها إنّه استنادا إلى قرار رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قامت بتحويل مبلغ مائة مليار ليرة لبنانية (66 مليون دولار حسب سعر الصرف الرسمي) المعطاة إلى الهيئة العليا للإغاثة إلى حساب خزينة الجيش لدفع تعويضات المتضررين من انفجار مرفأ، وذلك «استناداً إلى آلية يتم وضعها من قبل قيادة الجيش ومحافظة بيروت وإلى جداول اسمية يعدها الجيش وفق مبدأ الأولوية، ويتم التزامها وفق الأولوية الواردة فيها».
وكان الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير قد أعلن عن تفاصيل سير عملية مسح المناطق المتضررة من جراء الانفجار، مؤكداً أنّ الهيئة طلبت من الشركة الاستشارية العاملة معها، الكشف التقني على المنطقة المتضررة في بيروت وأنجزت التقرير خلال سبعة أيام.
وفي حين أوضح خير أنّ الكشف يشمل كل المباني المتضررة والمدارس والمنازل والمتاجر والمؤسسات الرسمية والخاصة والمساجد والكنائس، أوضح أنّ الجيش اللبناني قام وبالتعاون مع الهيئة بالكشف على الأضرار في المباني السكنية والمستشفيات والمؤسسات الرسمية والخاصة والمدارس ومرفأ بيروت والسيارات.
هذا وأصدر دياب قراراً بتقديم مساعدات مالية لعائلات الضحايا، حيث تم دفع 30 مليون ليرة لورثة اللبناني المتوفى نتيجة الانفجار، و15 مليون ليرة لكل متوفى لبناني ما دون 10 سنوات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.