الأرمن والأذربيجانيون يتبادلون الاتهامات بشن هجمات جديدة

TT

الأرمن والأذربيجانيون يتبادلون الاتهامات بشن هجمات جديدة

تأتي محاولة إقرار وقف لإطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، وهي الثانية منذ استئناف القتال في 27 سبتمبر (أيلول)، مع دخول النزاع أسبوعه الرابع من القتال العنيف. وتبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات جديدة صباح الاثنين على الرغم من «الهدنة الإنسانية» التي كان يفترض أن تدخل حيز التنفيذ، الأحد، في النزاع الدائر حول منطقة ناغورني قره باغ. وأُعلن وقف إطلاق النار الجديد يوم السبت بعد أن تحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هاتفياً، مع نظيريه الأرميني والأذربيجاني، ودعا الجانبين إلى الالتزام بالهدنة التي توسط فيها قبل أسبوع بهدف السماح للجانبين بتبادل الأسرى وجثث القتلى، لكن لم يكن له تأثير يذكر على القتال الدائر للسيطرة على الجيب، ظلت حبراً على ورق. واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية، صباح الاثنين، القوات الانفصالية الأرمينية، بقصف أراضي منطقة أغجابيردي، وليلاً مناطق غيرانبوي وترتر وأغدام. من جانبها، اتهمت وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ، أذربيجان، بإطلاق نيران مدفعيتها ليلاً «على مختلف قطاعات الجبهة»، ومواصلة هجماتها في الصباح. وقالت إن «جيش قره باغ يتخذ إجراءات متناسبة».
وساد الهدوء في الليل في ستيباناكيرت، عاصمة المنطقة الانفصالية التي تعرضت للقصف منذ بدء القتال، حسب صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية.
واتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عبر «تويتر»، القوات الانفصالية، بأنها تخرق على نحو «وقح» وقف إطلاق النار، وتقتل المدنيين بإطلاق النار على الأحياء السكنية. وقالت سلطات أذربيجان إن القصف أصاب مناطق في عمق البلاد، مما زاد المخاوف بشأن أمن خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي والنفط الأذربيجاني إلى الأسواق العالمية. وتنفي أرمينيا ذلك.
وقال علييف، إن الجيش الأذربيجاني سيطر على 13 بلدة جديدة. وأسفر استئناف القتال قبل ثلاثة أسابيع عن مقتل 700 شخص على الأقل. لكن يُعتقد أن الخسائر أعلى بكثير، إذ يزعم كل جانب أنه قتل الآلاف من قوات العدو. وأذربيجان تعلن مكاسب ميدانية بشكل شبه يومي. فيما اعترف الانفصاليون بأنهم تراجعوا من بعض المواقع لكنهم يقولون إن الوضع «تحت السيطرة».
وجاءت الهدنة الثانية التي كان يفترض أن تبدأ الأحد في اليوم التالي لقصف الانفصاليين مدينة غنجة، وهي ثاني أكبر مدينة في أذربيجان موقعين 13 قتيلاً. وأثار الإخفاق في وقف القتال مخاوف من حدوث أزمة إنسانية، وزاد من توتر العلاقات بين تركيا، التي تدعم أذربيجان بقوة، وشركائها في حلف شمال الأطلسي الذين يريدون وقف القتال. أما روسيا، التي يربطها اتفاق دفاعي مع أرمينيا فقد تكون أيضاً عرضة لخطر الانجرار إلى حرب إقليمية.
انفصل إقليم ناغورني قره باغ، وغالبية سكانه من الأرمن المسيحيين، عن أذربيجان، وغالبية سكانها من المسلمين ويتحدثون أحد فروع اللغة التركية، قبل وقت قصير من تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وأدى ذلك حينها إلى اندلاع حرب خلفت 30 ألف قتيل. وأعلن في 1994 عن وقف لإطلاق النار، لكن الاشتباكات لم تهدأ تماماً.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.