بدء التحقيقات الميدانية في «مجزرة الفرحاتية»

وسط مطالبات بإخراج «الحشد» من محافظة صلاح الدين

صلاة الميت على جثامين 8 مدنيين قتلوا في مجزرة الفرحاتية قبل دفنهم أمس (أ.ف.ب)
صلاة الميت على جثامين 8 مدنيين قتلوا في مجزرة الفرحاتية قبل دفنهم أمس (أ.ف.ب)
TT

بدء التحقيقات الميدانية في «مجزرة الفرحاتية»

صلاة الميت على جثامين 8 مدنيين قتلوا في مجزرة الفرحاتية قبل دفنهم أمس (أ.ف.ب)
صلاة الميت على جثامين 8 مدنيين قتلوا في مجزرة الفرحاتية قبل دفنهم أمس (أ.ف.ب)

ما زالت جريمة الفرحاتية بمحافظة صلاح الدين التي ذهب ضحيتها 8 مواطنين، بينما لا يزال مصير 4 مجهولاً، تتصدر لليوم الثالث على التوالي اهتمامات العراقيين، سواء على مستوى التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي أو على صعيد ردود فعل القوى والأحزاب السياسية.
وفي هذا السياق، فإنه في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في أثناء حضوره مجلس العزاء المقام على أرواح القتلى في قضاء الإسحاقي بمحافظة صلاح الدين، باتخاذ «قرار صارم رداً على مجزرة الفرحاتية»، دون أن يكشف تفاصيله، فإن نواب صلاح الدين الـ12 طالبوا بإخراج ألوية الحشد الشعبي من المحافظة.
وكان الكاظمي شكل لجنة خاصة للتحقيق بمجزرة الفرحاتية لم يكشف عنها، بالتزامن مع لجنة أخرى شكلها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتتكون من كل أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الذين وصلوا بالفعل، أمس، إلى صلاح الدين لغرض المباشرة بإجراء التحقيقات اللازمة.
ورافق الكاظمي، خلال زيارته إلى الإسحاقي، وزراء الدفاع والداخلية، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، ورئيس أركان الجيش، ونائب قائد العمليات المشتركة. وخاطب الكاظمي ذوي المغدورين قائلاً إن «أبناءكم الذين سقطوا غدراً وصبراً إنما هم أبناؤنا، ولن يضيع حق دمائهم، وسنوجه بتعزيز وجود القوات الأمنية، وتوفير مزيد من الحماية».
وتوعد، خلال حديثه، بأن «حق المغدورين سيأتي عبر القانون، وأن التحقيقات قد بدأت، وأنه يتابعها بنفسه. كما أن عقاب الجناة ستحققه العدالة، بدلاً من الانتقام، ولن يكون المجرمون بعيدين عن قبضتها».
وأضاف أن «الإرهاب لن يكون له مأوى أو مكان، مهما حاول التسلل مجدداً، وأن يد القانون والعدالة ستقصم ظهر فلوله أينما ظهروا».
وفي حين لم تعلن اللجان التحقيقية نتائج عملها، فإنه طبقاً لما نقلته وسائل الإعلام عن أهالي الضحايا وجهت أصابع الاتهام إلى «اللواء 42» التابع لـ«الحشد الشعبي»، بصفته هو من نفذ تلك الجريمة.
وفي هذا السياق، طالب نواب محافظة صلاح الدين في البرلمان العراقي، وعددهم 12 نائباً، بإخراج كل ألوية «الحشد الشعبي» التابعة لعدة فصائل مسلحة من المحافظة. وأصدر هؤلاء النواب بياناً قالوا فيه إنه «أصبح لزاماً خروج كل الجهات المسلحة التي ترتبط بالأحزاب أو الجماعات المسلحة، والتي تحاول إلصاق نفسها بـ(الحشد)، ويتخذ بعض ضعاف النفوس منه ستاراً لارتكاب الجرائم بحق الأبرياء».
وأضاف البيان: «أصبح لزاماً إخراجهم من محافظتنا، وأن تبقى الكلمة الفصل في الشأن الأمني لقواتنا المسلحة وقوى الأمن الداخلي حصراً».
ودعا البيان «(الحشد الشعبي) إلى إعلان براءته من تلك العصابات التي تسيء له».
ومن جهته، دعا ائتلاف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي إلى تحقيق عادل شفاف بجريمة الفرحاتية. وطالب الائتلاف، في بيان له، الحكومة بـ«إعادة النظر في خطط أمن المدن، والقوى الماسكة له، وتفعيل الجهد الاستخباري والضرب الاستباقي، وتدعيمه بخطط الأمن المرن، والإشراك لفاعليات المجتمع المحلي مع مؤسسات الدولة لتحقيق الأمن المجتمعي للبلاد».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.