«حليب اللوز» يداعب شهية النباتيين والـ«فيغن»

من أساسيات المطبخ الخالي من الألبان ومشتقاتها

«حليب اللوز» يداعب شهية النباتيين والـ«فيغن»
TT

«حليب اللوز» يداعب شهية النباتيين والـ«فيغن»

«حليب اللوز» يداعب شهية النباتيين والـ«فيغن»

سواء دفاعاً عن حقوق الحيوان، أو برغبة صحية وبيئية، بات «الحليب النباتي» اتجاهاً غذائياً مستحدثاً يسترعي انتباه المختصين والطهاة على حد سواء. ورغم أن هناك أكثر من بديل نباتي للحليب التقليدي، لكن يعتبر «حليب اللوز» أعلى أنواع «الألبان النباتية» مبيعاً بفضل قوامه ونكهته الغنية المستخلصة من حبات اللوز، فحسب تقرير نشره موقع إحصاءات السوق «ستاتيستا» في مايو أيار العام الماضي، تصدر «حليب اللوز» قائمة «الألبان النباتية» بزيادة سنوية قدرها 10 في المائة.
وتقول اختصاصية التغذية نادية أبو طالب، وهي مؤسسة أول مطعم للوصفات الصحية في مصر، إن «حليب اللوز يعتبر مصدراً ممتازاً وطبيعياً لفيتامين هـ، كما أنه أحد مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون والتي تساعد على حماية الجسم من أضرار الجذور الحرة المسببة للالتهابات»، بجانب ذلك يعد مصدراً غنياً بأوميجا 3، ومعدن الزنك، فضلاً عن سعراته الحرارية المحدودة، مقارنة بالحليب الحيواني، مما يجعله خياراً معززاً لأنظمة إنقاص الوزن لما يحتويه كل كوب 240 مليمترا على 39 سعرا حراريا فقط.
وتنصح أبو طالب في حديثها إلى «الشرق الأوسط» الذين يعانون ارتفاعاً في الكوليسترول، أو مرضى حساسية سكر الحليب اللاكتوز بحليب اللوز، وتقول: إنه «خيار رائع، لتعزيز صحة الجلد، لا سيما في حالات الإصابة بحب الشباب، على عكس الحليب الحيواني الذي يفاقم المشكلة».
وتشير دراسة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد عام 2018، ونشرت نتائجها صحيفة الغارديان في يناير كانون الثاني الماضي، إلى أن جميع البدائل النباتية للحليب أفضل بكثير لكوكب الأرض، وذهبت إلى أن إنتاج كوب من الحليب الحيواني ينتج عنه ما يقرب من ثلاثة أضعاف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مقارنة بأي حليب نباتي.
وتفسر اختصاصية التغذية المصرية ظاهرة تزايد الطلب على «حليب اللوز» إلى طرق التغذية المستحدثة، واعتبرتها انعكاساً طبيعياً لارتفاع عدد الأشخاص الذين تحولوا إلى النظام النباتي، وترى أن «الحديث عن الخلل البيئي والتغير المناخي دفع كثيرين لإعادة النظر في تأثير الأنظمة الغذائية التقليدية على البيئة».
وذهبت إلى المنافسة بين الحليب الحيواني والناتج عن اللوز من حيث الاستخدامات والمذاق الغني. وتقول: «حليب اللوز يمكن تناوله بارداً أو ساخناً مثل الحليب الحيواني تماماً، بدايةً من العصير، والقهوة، وصولاً إلى وصفات عديدة للحساء والصلصات». وتردف «عوضاً عن قيمته الغذائية، حليب اللوز أيضاً يمكن تحضيره في المنزل من خلال مزج حبات اللوز مع الماء وتصفيه السائل الناتج، أما للتحلية فيمكن إضافة حبة من التمر، لتصبح أمام حليب له قيمة ذهبية ومذاق رائع».
وتقارن أبو طالب بين الحليب الحيواني والآخر المصنع من اللوز: «صحيح أن القيمة الغذائية للحليب الحيواني فيما يشمل البروتين والكالسيوم أعلى مما يحتويه حليب اللوز»، فكوب من حليب اللوز يوفر جراما فقط من البروتين، بينما الحليب الحيواني والصويا يوفر 8 جرامات، لكن ذلك يمكن تعويضه من خلال تناول أطعمة نباتية تحتوي على نسبة عالية من البروتين، مثل الفول والعدس والمكسرات والبذور.
وتشير اختصاصية التغذية إلى أن سعر «حليب اللوز» مقارنة بالحليب الحيواني مرتفع نسبياً.
وترشيح «حليب اللوز» من قبل اختصاصية تغذية معنية بالصحة هو أمر متوقع، ولكن بالنظر إلى مذاقه وإلى أي مدى يوصف بأنه شهي، تحمس له الطهاة وبات بين القائمة المفضلة لدى غالبيتهم؛ تقول الطاهية المصرية دينا حمدي لـ«الشرق الأوسط» «حليب اللوز من الخيارات النباتية التي انتشرت مؤخراً بفضل قيمته الغذائية... صحيح دخل ضمن مكونات العديد من الوصفات الصحية الشهية، لكن استخدامه لتحضير الأكلات يخضع لضوابط».
وتضيف: «حقيقةً، أفضل حليب اللوز في تجهيز المشروبات المثلجة، القهوة، والآيس كريم، وحتى بعض وصفات الحساء، لكن قوامه الخفيف ومذاقه المستخلص من حبات اللوز ربما يحولان دون دخوله كبديل أساسي للحليب الحيواني عند تجهيز الوصفات الغنية بالكريمة مثل المعكرونة، وفي هذه الحالة أفضل حليب جوز الهند».
وتفضل الطاهية المصرية أن تعتمد على حليب اللوز في الوصفات الحلوة، لذلك شاركتنا بوصفة «الأرز بالحليب» وهي إحدى الأكلات المفضلة في أكثر من مطبخ بالشرق الأوسط.
وتعتمد هذه الوصفة على إحضار كوب من الأرز المصري، و3 ملاعق من بديل السكر الصحي «ستيفيا»، و6 أكواب من حليب اللوز، وملعقة من المستكة أو ماء الورد حسب الرغبة، بالإضافة إلى حبات اللوز أو الفستق، والقرفة مع مبشور جوز الهند.
وللتجهيز، نبدأ بغسيل الأرز جيداً حتى يبدو الماء صافياً نسبياً. يوضع الأرز المغسول مع بديل السكر ورشة من الملح وكوب واحد فقط من حليب اللوز. داخل قدر عميق يسمح بتمدد الأرز وإضافة مزيد من الحليب لاحقاً، يغطى المزيج على نار هادئة حتى تمام نضج الأرز. ثم يضاف حليب اللوز تدريجياً مع المزج بملعقة خشبية حتى يتحول قوام الحليب إلى الكريمي. يترك جانباً حتى يهدأ قليلاً، ثم تضاف المستكة أو ماء الورد. الآن، أصبحت الوصفة جاهزة لتوزيعها في أواني التقديم، مع تزيينها بالقرفة وجوز الهند وحبات اللوز أو الفستق حسب الرغبة.


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».