أشتية يعتبر تكنولوجيا المعلومات عنوان التقدم الفلسطيني

TT

أشتية يعتبر تكنولوجيا المعلومات عنوان التقدم الفلسطيني

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سيكون عنوان تقدم فلسطين، نحو السرعة والانتقال للحاق بالعالم في كل ما له علاقة بالمعلوماتية. وأشاد أشتية لدى تفقده، أمس السبت، وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بعمل الوزارة وطاقمها وبالإنجازات العديدة التي حققتها في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال مواكبة التطور العالمي في هذا المجال لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين. ووضع خلال اجتماعه، كادر الوزارة، في صورة آخر المستجدات على الصعيدين السياسي والمالي، مؤكداً «أن الأزمات التي نعيشها ليست من صنع أيدينا، بل فرضها الاحتلال علينا، ونواجهها ونعبرها كما عبرنا الكثير من الأزمات»، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
واطلع أشتية من خلال المجتمعين على أهم الإنجازات التي حققتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى أبرز المعيقات التي تواجهها، مؤكداً تقديم كافة أشكال الدعم للوزارة وعملها لتذليل جميع العقبات. وأثنى رئيس الوزراء الفلسطيني على روح العمل المشترك بين جهد القطاع الخاص في هذا القطاع والوزارة، مؤكداً أهمية روح التنافسية، وأضاف أنه تم تكليف صندوق الاستثمار الفلسطيني للتحضير لإنشاء شركة «فايبر أوبتك» (الخلايا الضوئية)، وتطوير البنى التحتية بأحدث وسائل التكنولوجيا، كون أن بعض أجزاء الشبكة الحالية تعتمد على الخطوط النحاسية، ما سيساهم في دفع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى الأمام.
من جهة أخرى، قال أمين عام مجلس الوزراء، أمجد غانم، «إن تحديد الأولويات المستقبلية في الشراكة مع الدول المانحة يجب أن يستجيب للتحديات المستجدة الناتجة عن جائحة (كورونا)، وعن سياسات الاحتلال المتمثلة بالضم والتوسع الاستيطاني والحصار المالي والاقتصادي، إضافة إلى الحاجة الماسة إلى أتمتة الأنظمة والعمليات الحكومية، وتطوير منصات ومتطلبات التعليم الإلكتروني». جاء ذلك خلال ورشة عمل فلسطينية أوروبية مشتركة عقدت في رام الله، التقى خلالها ممثلو الوزارات المختصة مع ممثلي شركاء التنمية الأوروبيين برئاسة غانم ومسؤول التعاون بالاتحاد الأوروبي جيرهارد كراوس. وأضاف غانم: «في إطار مشروع الاستراتيجية الأوروبية المشتركة 2017 - 2020 المقدم للسلطة، الذي تعقد هذه الورشة في سياقه، فإنه يجب التركيز على مصادر موثوقة للبيانات المرتبطة بمؤشرات قياس الأداء وضمان جودتها، ووضع مؤشرات قابلة للقياس، ويتوفر عليها بيانات بشكل دوري، بهدف معرفة التغير الحاصل سنوياً خلال عمر الخطة، مع التركيز على ضمان جودة البيانات، ومصداقيتها، وقدرتها على تغطية الاحتياج، والمساعدة على اتخاذ القرارات المناسبة». وأشار إلى أن الورشة تهدف إلى متابعة الإنجازات التي تم تحقيقها من اتفاقية الشراكة للعام الماضي 2019 استناداً إلى الإطار المبني على النتائج لاستراتيجية الشراكة ROF))، ومدى تحقيق النتائج المخطط لها بناءً على مؤشرات قياس الأداء الواردة في الإطار، ولتحديد أولويات مشتركة للعام المقبل 2021. وناقش مسؤولون من 17 وزارة ومؤسسة فلسطينية، مع 9 بلدان أوروبية ومكتب ممثل الاتحاد الأوروبي، التقدم والتحديات المتعلقة بالبرامج التي تنفذ في فلسطين لبناء الدولة وتحسين رفاهية الفلسطينيين.
وناقشت الورشة محور تقديم الخدمات المستدامة، التعليم والصحة، والحماية الاجتماعية، ومحور خدمات المياه والطاقة، والقضايا عبر القطاعية الشباب والبيئة، ومحور المالية العامة، والحوكمة والإصلاح السياساتي، ومحور حكم القانون، والعدالة، وأمن المواطنين، وحقوق الإنسان، ومحور التنمية الاقتصادية المستدامة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.