ما احتمالية الإصابة بـ«كوفيد - 19» مرتين؟ وكم تستمر مناعة العدوى الأولى؟

نقل مريض «كوفيد - 19» في مستشفى جامعة ستراسبورغ بفرنسا (رويترز)
نقل مريض «كوفيد - 19» في مستشفى جامعة ستراسبورغ بفرنسا (رويترز)
TT

ما احتمالية الإصابة بـ«كوفيد - 19» مرتين؟ وكم تستمر مناعة العدوى الأولى؟

نقل مريض «كوفيد - 19» في مستشفى جامعة ستراسبورغ بفرنسا (رويترز)
نقل مريض «كوفيد - 19» في مستشفى جامعة ستراسبورغ بفرنسا (رويترز)

بعد التغلب على مرض «كوفيد-19» مؤخراً، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أصبح محصناً ضد فيروس «كورونا» المستجد. لكن الخبراء يقولون إنه من الممكن أن تصاب بالعدوى مرة أخرى، لكنها «حالة نادرة».
وقالت الدكتورة سمية سواميناثن كبيرة العلماء في «منظمة الصحة العالمية» لشبكة «سي إن إن» الأميركية في وقت سابق من هذا الأسبوع: «لدينا 38 مليون حالة إصابة في جميع أنحاء العالم... تم الإبلاغ عن بضع عشرات من حالات الإصابة مرة أخرى فقط حتى الآن».
بدوره، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع إن مسؤولي الصحة بدأوا في ملاحظة «عدد من الحالات» التي تم الإبلاغ عنها على أنها حالات «عودة للعدوى». وقال: «حالات موثقة جيداً، لأشخاص أُصيبوا وبعد فترة وجيزة نسبياً من الوقت عادوا وتعرضوا للعدوى مرة أخرى». وأضاف: «لذلك عليك أن تكون حريصاً حقاً فأنت قد لا تكون محصناً تماماً».
وفي أغسطس (آب)، أفاد الأطباء بأن رجلاً يبلغ من العمر 25 عاماً من ولاية نيفادا يبدو أنه أول حالة موثقة لعودة الإصابة بـ«كوفيد - 19» في الولايات المتحدة. وتم تشخيص إصابة الرجل لأول مرة في أبريل (نيسان) وبعد الشفاء ثبتت إصابته بالفيروس بعد أكثر من شهر بقليل.
وأفاد فريق من الباحثين بأن رجلاً يبلغ من العمر 33 عاماً يعيش في هونغ كونغ أُصيب بـ«كوفيد - 19» مرتين هذا العام، في مارس (آذار) وفي أغسطس (آب). وفي وقت سابق من هذا العام توفيت امرأة هولندية (89 عاماً) بعد إصابتها بالفيروس مرتين لتصبح أول شخص معروف يموت بعد إصابته بالعدوى مرة أخرى.
ولا تزال هناك أسئلة يعمل العلماء على الإجابة عنها، منها: مَن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة مرة أخرى؟ وكم من الوقت تحمي الأجسام المضادة الأشخاص من عدوى أخرى؟
وأظهرت تقارير نُشرت مؤخراً أن مناعة «كوفيد - 19» يمكن أن تستمر لعدة أشهر. ووجد باحثون من جامعة أريزونا أن الأجسام المضادة التي تحمي من العدوى يمكن أن تستمر لمدة خمسة إلى سبعة أشهر على الأقل بعد الإصابة بالفيروس.
ونظراً لأن الوباء ظهر قبل أقل من عام، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر وقتاً قبل أن يتمكن العلماء من تكوين صورة واضحة عن المناعة من مرض «كوفيد - 19».
وقال ديبتا باتاتشاريا، عالم الأحياء المناعية في كلية الطب بجامعة أريزونا «ومع ذلك، فإننا نعلم أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس السارس الأول، وهو الفيروس الأكثر شبهاً بالفيروس الحالي SARS-CoV-2، لا يزالون يرون مناعة بعد 17 عاماً من الإصابة... إذا كان SARS-CoV-2 يشبه الأول، نتوقع أن تستمر الأجسام المضادة لمدة عامين على الأقل، ومن غير المرجح أن تستمر لفترة أقصر من ذلك بكثير».
وأيدت دراسات أخرى، من ولاية ماساتشوستس ومن كندا، فكرة المناعة طويلة الأمد.
ويشير ذلك إلى أنه «إذا تم تصميم اللقاح بشكل صحيح، فسيكون لديه القدرة على تحفيز استجابة دائمة للأجسام المضادة يمكن أن تساعد في حماية الشخص الملقح ضد الفيروس»، كما تقول جنيفر جومرمان، أستاذة المناعة في جامعة تورنتو.
وما هو غير واضح حتى الآن هو كيف يمكن أن تؤثر العدوى الثانية على أي لقاح لـ«كوفيد-19». وعانى المصاب بالفيروس في نيفادا من أعراض أكثر خطورة خلال إصابته الثانية، بينما لم تظهر على مصاب هونغ كونغ أي أعراض واضحة أثناء إصابته مرة أخرى.
ووفقاً لدراسة حديثة فإن «الآثار المترتبة على العدوى في المرة الثانية يمكن أن تكون ذات صلة بتطوير اللقاح وتطبيقه».
وبدأ الباحثون يلاحظون أن الأشخاص الذين عانوا من نوبة أشد من المرض يميلون إلى امتلاك استجابة مناعية أقوى. وقال الدكتورة سمية سواميناثن من منظمة الصحة العالمية: «هناك فرق بين الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، والذين يعانون من عدوى خفيفة جداً، ويبدو أنه ليس لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها... لكن كل شخص مصاب بمرض متوسط إلى شديد لديه أجسام مضادة».


مقالات ذات صلة

ممارسة الرياضة ساعة أسبوعياً قبل الإصابة بالسرطان تقلل فرص الوفاة للنصف

صحتك ممارسة الرياضة في العام السابق لتشخيص الإصابة بالسرطان تقلل من فرص الوفاة إلى النصف (رويترز)

ممارسة الرياضة ساعة أسبوعياً قبل الإصابة بالسرطان تقلل فرص الوفاة للنصف

أكدت دراسة جديدة أن ممارسة الرياضة في العام السابق لتشخيص الإصابة بالسرطان يمكن أن تقلل من فرص الوفاة إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أكواب تحتوي على مخفوق الحليب بنكهات متعددة (أ.ب)

دراسة: كوب من الحليب يومياً يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

كشفت دراسة حديثة عن أن كوباً واحداً من الحليب يومياً يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنحو الخُمس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.