منظمة الصحة العالمية: لا تترددوا في فرض القيود

قيود على المقاهي والمطاعم في برشلونة لاحتواء انتشار الوباء أمس (إ.ب.أ)
قيود على المقاهي والمطاعم في برشلونة لاحتواء انتشار الوباء أمس (إ.ب.أ)
TT

منظمة الصحة العالمية: لا تترددوا في فرض القيود

قيود على المقاهي والمطاعم في برشلونة لاحتواء انتشار الوباء أمس (إ.ب.أ)
قيود على المقاهي والمطاعم في برشلونة لاحتواء انتشار الوباء أمس (إ.ب.أ)

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس إن فرض قيود أكثر صرامة للحد من انتشار مرض (كوفيد - 19) يمكن أن ينقذ مئات الآلاف من الأرواح في مختلف أنحاء أوروبا قبل شهر فبراير (شباط) المقبل، فيما تشهد القارة زيادة هائلة في عدد الإصابات.
وأفادت وكالة «رويترز» في تقرير من لندن بأن هانز كلوج مدير المكتب الإقليمي لأوروبا بمنظمة الصحة حض الحكومات على «تكثيف» جهودها بسرعة لاحتواء الموجة الثانية من جائحة فيروس «كورونا»، وقال إن الوضع الحالي «تشهد فيه أوروبا انتشار الوباء أكثر من أي وقت مضى». وقال كلوج في إفادة صحافية عبر الإنترنت: «تستمر موجة الخريف (الشتاء) في الانتشار بأوروبا، مع وجود زيادات هائلة في أعداد الإصابات والوفيات اليومية». وأضاف «حان الوقت لتكثيف الجهود. الرسالة الموجهة للحكومات هي: لا تترددوا في فرض قيود محدودة نسبياً لتجنب الإجراءات المؤلمة التي شهدناها في الجولة الأولى في مارس وأبريل».
وقال كلوج إن تشديد القواعد بصورة بسيطة وسريعة، مثل فرض وضع الكمامات على نطاق أوسع والسيطرة على التجمعات في الأماكن العامة والخاصة، يمكن أن ينقذ ما يصل إلى 281 ألف شخص بحلول فبراير في 53 دولة يشملها مكتب منظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا. وجاء تحذير المسؤول الصحي في وقت يترسّخ يوماً بعد اليوم الاعتقاد لدى السلطات والمؤسسات الأوروبية المعنية بإدارة الأزمة، بأن مسارها يتوقف على السلوك العام بقدر ما يتوقف على إجراءات الوقاية وتدابير الاحتواء التي تتخذها الحكومات لمواجهتها. ومن هذا المنطلق يؤكد الخبراء أن ما يسمّى اليوم «الموجة الثانية» ليست إلا استمراراً للمرحلة الأولى للوباء بعد «هدنة» الصيف التي كانت نتيجة للإقفال والتدابير الصارمة في تلك المرحلة.
وفيما دعت المفوضية الأوروبية أمس إلى «التسلّح جيّداً في هذه المعركة المصيرية على الصعيدين الصحي والاقتصادي»، قالت سميّة سواميناتان كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية إن الشباب يجب أن ينتظروا حتى عام 2022 للحصول على اللقاح «لأنه لم يحصل أبدا في السابق أن أنتج أحدٌ مثل الكميّة التي سيحتاجها العالم من اللقاحات، وبما أن العدد الذي سيتوفّر العام المقبل سيكون محدوداً، لا بد للشباب أن ينتظروا حتى العام التالي لأن الكميّات التي ستنتج العام المقبل يجب أن تخصص للفئات الأكثر تعرّضاً لخطر الإصابة».
وفي بروكسل، قدّمت المفوضّية الأوروبية خطتها لتوفير المناعة للأوروبيين عند نزول اللقاحات إلى الأسواق. وتتطلب الخطة من الدول الأعضاء تجهيز المنشآت اللازمة للتلقيح بحلول نهاية السنة، كما تقترح مجموعة من التوجيهات والتوصيات لتوزيع اللقاحات حسب الأولويات الصحية. وأعلن ناطق بلسان المفوضية أن توزيع اللقاحات سيتمّ وفقاً لعدد السكان مع مراعاة احتياجات الدول استناداً إلى عدد الإصابات فيها. وقال نائب رئيس المفوضية مارغاريتيس سكيناس إن الهدف هو توزيع اللقاحات بإنصاف تحاشيا لما حصل في المرحلة الأولى بالنسبة للكمامات وأجهزة التنفس التي خزّنت بعض الدول كميات كبيرة منها، فيما كانت دول أخرى تعاني نقصاً فيها. وتحذّر الخطة من إلغاء تدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي بعد توافر اللقاح.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.