اتهامات بشن هجمات تفسد وقف إطلاق النار في قره باغ

أرمينيا تتهم تركيا بعرقلة رحلات جوية تنقل مساعدات

TT

اتهامات بشن هجمات تفسد وقف إطلاق النار في قره باغ

تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه قبل أقل من أسبوع بهدف تمكين الجانبين من تبادل الأسرى وجثث قتلى الاشتباكات التي اندلعت منذ 27 سبتمبر (أيلول). ويعتبر القتال هو الأعنف منذ الحرب التي اندلعت خلال تسعينات القرن الماضي بسبب الإقليم، وأودت بحياة 30 ألف شخص. وقالت وزارة الدفاع في إقليم ناغورنو قره باغ أمس (الخميس)، إنها سجلت 49 قتيلاً جديداً ضمن صفوف قواتها المسلحة؛ مما يرفع عدد القتلى العسكريين إلى 604 منذ اندلاع القتال. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، إن الجيش يحتفظ «بتفوق ميداني» على طول خط التماس مع ناغورنو قره باغ، لكن الوضع في محوري إغدير - آغدام وفيزولي - هدروت - جبرائيل لا يزال متوتراً.
وذكر مكتب النائب العام في أذربيجان، أن مدنيين اثنين أصيبا في القصف في آغدام. واتهمت شوشان ستيبانيان، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، القوات المسلحة الأذربيجانية بإطلاق نيران مدفعية من الشمال والجنوب الشرقي، لكنها قالت، إن قوات ناغورنو قره باغ تتخذ «إجراءات الرد الملائمة على الهجمات». وقالت «رويترز»، إنه لم يتسنَ لها التحقق من مصدر مستقل من صحة هذه التقارير. وحذرت منظمات دولية، منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن الصراع، الذي يتزامن مع جائحة «كوفيد – 19»، قد يجعل عشرات الآلاف في حاجة إلى مساعدات في الأشهر المقبلة.
اتهمت أرمينيا تركيا أمس بمنع رحلات جوية تنقل مساعدات عاجلة من التحليق في مجالها الجوي، في حين ينذر تجدد الصراع على إقليم ناغورنو قره باغ بتفجر أزمة إنسانية هناك.
وقال المفوض الأعلى لشؤون الشتات في أرمينيا زاره سنانيان، إن توصيل 100 طن من المساعدات الأميركية تعطل بعدما منعت تركيا الطائرة المتجهة إلى أرمينيا حاملة المساعدات من استخدام مجالها الجوي. وقال رئيس اللجنة تاتيفيك ريفازيان، لـ«رويترز»، «لدينا ما يدعونا للقول إن تركيا أغلقت مجالها الجوي عن عمد»، مضيفاً أن أرمينيا تبحث عن مسار بديل يمر فوق روسيا أو جورجيا.
وإلى جانب القلق على الوضع الإنساني، هناك مخاوف من أن تنجرّ روسيا وتركيا إلى الصراع. وزادت صادرات تركيا العسكرية إلى حليفتها أذربيجان ستة أمثالها هذا العام، حسبما أظهرت بيانات في حين توجد اتفاقية دفاع بين أرمينيا وروسيا.
وفي سياق متصل، عثر عدد من السكان الذين أصبحوا نادرين في ستيباناكرت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ، على واحدة من القنابل العنقودية غير المنفجرة المحظورة بموجب معاهدة دولية، في حديقة منزلهم بعد قصف أذربيجاني للمدينة ومحيطها الأسبوع الماضي.
وبالقرب من القن، تدور دجاجات حول القذيفة الصغيرة التي دفن ثلثاها في الأرض والتي يمكن التعرف عليها من جناحيها المصنوعين من البلاستيك الأسود. وقال أراييك أراكيليان، من المنظمة غير الحكومية «هالو تراست» الموجود في ستيباناكرت ويعمل على توعية السكان القليلين الموجودين في المدينة والمقيمين في أقبية، بخطر هذه الذخائر «قالوا إن هناك شيئاً في الحديقة لا نعرف ما هو، وقلت لهم إنني أستطيع أن أوضح لهم».
وصرح غريغ بولسون، المستشار التقني للمنظمة، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن هذه القذيفة واحدة من 72 قطعة من هذا النوع يمكن أن يحملها صاروخ «سميرتش». وهذه القذائف التي صممها السوفيات أصابت مرات عدة العاصمة مع أنها بعيدة عن الجبهة، منذ بدء المعارك بين الأرمن والأذربيجانيين الذين يتنازعون السيادة على ناغورني قره باغ.
في تقرير نُشر الأربعاء، أدان المُدافع عن حقوق الإنسان في ناغورني قره باغ، أرتاك بيغلريان، استخدام أذربيجان هذه الصواريخ ذات الذخائر العنقودية، لا سيما في قصف ستيباناكرت أو شوشا أو حدروت.
من جانبها، نفت باكو باستمرار استخدام مثل هذه الأسلحة التي تشكل بوضعها غير المنفجر خطراً على المدنيين لسنوات بعد إسقاطها. وقالت منظمة العفو الدولية في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، إنها «تأكدت» من المعلومات المتعلقة باستخدامها الذي كشفته تسجيلات فيديو نشرتها مصادر أرمنية. وبحسب بيان منظمة العفو الدولية، إسرائيل مورد رئيسي للأسلحة لأذربيجان. وذكر دينيس كريفوشيف، مدير قسم أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة العفو، بأن «استخدام الذخائر العنقودية محظور في جميع الظروف بموجب القانون الإنساني الدولي»، وفقاً لاتفاقية أبرمت في دبلن في 30 مايو (أيار) 2008.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».