أظهر إحصاء، أمس (الثلاثاء)، أن أكثر من 37.68 مليون شخص أصيبوا بفيروس «كورونا» المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد حالات الوفاة جراء الإصابة به إلى مليون و77 ألفاً و858 حالة، بحسب تقرير لوكالة «رويترز». وجاءت هذه الأرقام في وقت سارعت فيه السلطات الصينية، الثلاثاء، لاستكمال إجراء فحوص مرض «كوفيد-19» لجميع سكان مدينة تشينغداو، بعد اكتشاف بؤرة صغيرة للوباء.
ولا يزال الفيروس الفتاك ينتشر بسرعة في جميع إرجاء العالم، فيما تكافح الدول التي تغلبت على أول موجة للوباء الآن بؤراً جديدة، خاصة في بعض أجزاء أوروبا.
وبغياب لقاح، تخشى الحكومات من انتشار الفيروس على نطاق واسع، فقررت الصين، حيث ظهر الوباء العام الماضي، إجراء فحوص جماعية على كامل سكان مدينة تشينغداو في شرق البلاد، بعد اكتشاف بؤرة صغيرة الأحد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية التي أوضحت أن السلطات الصينية جمعت عينات من أكثر من 4 ملايين شخص حتى بعد ظهر الثلاثاء. وأكدت السلطات في تشينغداو أن 1.9 مليون نتيجة قد صدرت، وأنه باستثناء الحالات المثبتة مسبقاً، لم تسجل أي إصابات جديدة.
وتأمل السلطات في الانتهاء من إجراء الفحوص على كامل السكان، البالغ عددهم 9.4 مليون نسمة، بحلول الخميس.
وفي مشاهد تتناقض مع الجهود المتعثرة للدول الأخرى لإنشاء أنظمة اختبار فعالة، شيد عاملون صحيون في تشينغداو يرتدون ملابس واقية خياماً، بصفتها نقاط تجمع لأخذ عينات عبر الأحياء، حيث أحضر الآباء أطفالهم الصغار للاختبار.
وفي الأثناء، تكافح الحكومات في أوروبا لضبط ارتفاع جديد بعدد الإصابات، عبر فرض قيود جديدة، وتكثيف إجراء الفحوص، مع محاولتها تفادي إغلاق عام كالذي فرض في مارس (آذار) وأبريل (نيسان).
وارتفع عدد الإصابات سريعاً في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وجمهورية تشيكيا بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، ما زاد المخاوف من إمكانية ارتفاع معدل الوفيات الذي لا يزال، حتى الآن، منخفضاً.
وحذر مدير عام مستشفيات باريس، مارتن هرش، من أن غالبية أسرة العناية المشددة فيها ستمتلئ بحلول الأسبوع المقبل بمرضى «كوفيد-19».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هرش الذي يرأس 39 مستشفى في باريس وضواحيها أنه «لا مفر من ذلك»، بحسب ما قال في حديث مع صحيفة «لو باريزيان»، متوقعاً أن تكون 70 إلى 90 في المائة من الأسرة قد امتلأت بحلول 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قيوداً جديدة، في مقابلة تلفزيونية مساء الأربعاء، فيما قالت وسائل إعلام إنه ينتظر فرض حظر تجول في باريس ومدن أخرى.
وشددت إيطاليا بدورها التدابير، حيث منعت الحفلات ومباريات كرة القدم للهواة، وتناول الطعام في الحانات ليلاً.
وفي الأثناء، دخل رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتشكي، الثلاثاء، في الحجر الصحي، بعد مخالطته شخصاً مصاباً.
وسبق أن أمر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تسجل بلاده أعلى معدل وفيات في أوروبا، الاثنين، بإغلاق الحانات في ليفربول، في جزء من استراتيجية جديدة لاحتواء الوباء. وقال إن المؤسسات التي سترغم على الإغلاق ستحصل على دعم من الحكومة، لكن تركيزه على إغلاق أماكن الضيافة أثار الغضب.
وقال سايمون أشداون، صاحب حانة في ليفربول، إن القرار «كارثي»، مضيفاً: «لا أعتقد أنه ستبقى هناك كثير من المؤسسات بعد هذا الإغلاق».
وواجهت الحكومة البريطانية، أمس، انتقادات جديدة لتجاهلها توصيات الخبراء العلميين بفرض تدابير إغلاق فوراً منذ سبتمبر (أيلول) لوقف انتشار الفيروس في البلاد. وقال حزب العمال، أكبر الأحزاب المعارضة، إن عدم تحرك الحكومة مقلق، ويثير التساؤلات بشأن مصداقية خطتها الأخيرة لوقف انتشار الفيروس.
وقال كبير المستشارين الطبيين في إنجلترا، كريس ويتي، إنه «ليس على ثقة» في أن التدابير الأخيرة التي أعلنها رئيس الوزراء يمكن أن توقف المسار التصاعدي للوباء. وكان جونسون قد كشف في وقت سابق عن نظام إنذار من 3 مستويات، يصنف مناطق إنجلترا بحسب معدلات الإصابة، بهدف تسهيل الشبكة المعقدة من الضوابط المحلية.
وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، عن قلقها حيال تطور جائحة كورونا في «أوروبا». وقالت ميركل في اللجنة الأوروبية للأقاليم إن أعداد الإصابات عادت للزيادة مرة أخرى في كل مناطق أوروبا تقريباً، و«الوضع لا يزال خطيراً دون تغيّر». وطالبت ببذل كل ما يمكن من أجل عدم المخاطرة بما تم الوصول إليه، ومن أجل ضمان عدم الاضطرار إلى إغلاقٍ ثانٍ، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وأضافت ميركل: «لا بد أن نظهر أننا تعلمنا درسنا، ويجب علينا أن نناشد الناس في أوروبا بتوخي الحذر، والالتزام بالقواعد، وأخذ مسافة التباعد وارتداء الكمامة، وبفعل ما يمكننا فعله من أجل الحد من انتشار الفيروس، والإبقاء في الوقت نفسه على نشاطنا الاقتصادي».
وفي مواجهة عمليات الإغلاق المؤلمة اقتصادياً وتدابير التباعد الاجتماعي، طرحت بعض الدول مقترحات للسماح للفيروس بالانتشار بين السكان للوصول «لمناعة قطيع»، أي أن يصاب كثير من السكان بالعدوى إلى حد عدم وجود عدد كاف من المصابين لنقل العدوى، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن مثل هذه الخطط غير قابلة للتطبيق، وتتطلب لقاحات جماعية حتى تنجح.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين، إنه «يتم التوصل إلى مناعة القطيع من طريق حماية الشعوب من فيروس ما، وليس بتعريضهم له»، واصفاً الفكرة بأنها تشكل «إشكالية، علمياً وأخلاقياً». وتابع أنّ «السماح لفيروس خطير لا نفهمه تماماً أن ينطلق بحرية هو ببساطة أمر غير أخلاقي»، معتبراً أن الأمر «ليس خياراً».
وما يزيد من تعقيد التحدي بشكل أكبر إشارة دراسة نُشرت في مجلة «ذا لانسيت» الدورية للأمراض المعدية إلى أن التعرض للفيروس قد لا يضمن المناعة في المستقبل، موضحة أنّ العدوى الثانية قد تأتي بأعراض أكثر حدة.
وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً من «كورونا» في العالم، إذ سجّلت 215.089 وفاة، تليها البرازيل مع 150.689 وفاة، ثم الهند التي سجلت 109.856 وفاة، والمكسيك حيث أعلنت 83945 وفاة، والمملكة المتحدة مع 42875 وفاة.
وسجّلت روسيا رسمياً 244 وفاة بفيروس كورونا المستجد في 24 ساعة، متجاوزة بذلك العدد القياسي السابق الذي سُجّل منذ بداية تفشي الوباء في البلاد التي تواجه عودة انتشار الفيروس. ويتهم مراقبون السلطات بعدم الكشف عن كامل أعداد الوفيات، إذ لا تحصي روسيا سوى الحالات التي يعد فيها الوباء السبب الرئيسي للوفاة، بحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
ملايين الصينيين يخضعون لفحوص... وأوروبا تكافح لضبط ارتفاع الإصابات
ملايين الصينيين يخضعون لفحوص... وأوروبا تكافح لضبط ارتفاع الإصابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة