البطالة في بريطانيا ترتفع إلى 4.5 %

مع اقتراب خطة حماية الوظائف من الانتهاء

البطالة في بريطانيا ترتفع إلى 4.5 %
TT

البطالة في بريطانيا ترتفع إلى 4.5 %

البطالة في بريطانيا ترتفع إلى 4.5 %

ارتفع معدل البطالة في بريطانيا بأكثر من المتوقع في الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس (آب)، وذلك قبل انتهاء خطة الحكومة الواسعة النطاق لحماية الوظائف من آثار فيروس «كورونا» وفرض قيود جديدة لإبطاء وتيرة انتشاره.
وبلغ معدل البطالة 4.5%، وهو أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات ويفوق التوقعات البالغة 4.3% في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء خبراء اقتصاديين.
وقبل تفشي فيروس «كورونا» المستجدّ، كان معدّل البطالة في بريطانيا قريباً من أدنى مستوى له سُجل منذ نحو 45 عاماً، وهو 3,9% تقريباً.
وارتفع عدد العاطلين عن العمل بأكبر قدر منذ عام 2009 خلال الأزمة المالية العالمية، وعدل مكتب الإحصاء الوطني تقديراته لفقد الوظائف بالرفع هذا العام، ورفع تقديراته للبطالة في الأشهر الثلاثة حتى يوليو (تموز) إلى 4.3%.
عندما كان الوباء في ذروته، تمت المحافظة على الوظائف بفضل المساعدات الهائلة التي قدّمتها الحكومة البريطانية التي تكفّلت اعتباراً من مارس (آذار) عندما بدأ فرض العزل، بدفع الرواتب بنسبة 80% وبقيمة تصل إلى 2500 جنيه إسترليني شهرياً.
تنتهي هذا التدابير في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) ليتمّ استبدال مساعدات محددة أكثر وأقل سخاءً بها، ما يثير الخشية من ارتفاع نسبة البطالة بشكل حاد في نهاية العام، بالتزامن مع أن التفشي المتسارع للوباء في المملكة المتحدة يدفع السلطات إلى فرض قيود جديدة على النشاط، خصوصاً في قطاعي المطاعم والترفيه.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني أن حالات التسريح سجلت قفزة قياسية بلغت 114 ألفاً في الربع الأول إلى 227 ألفاً، وهو أعلى مستوى لها منذ 2009.
وانخفض عدد العاملين بواقع 153 ألفاً، وهو أعلى بكثير من متوسط التوقعات لهبوط بواقع 30 ألفاً في استطلاعات «رويترز».
وأكد وزير المالية ريشي سوناك مجدداً أمس (الثلاثاء)، أن أولويته لا تزال هي إبطاء وتيرة فقد الوظائف الآخذة في الارتفاع. ومع ذلك، فهو يستبدل برنامجاً أقل سخاء بخطة دعم الأجور البالغة 50 مليار جنيه إسترليني، والتي تنتهي بنهاية هذا الشهر. وقال: «لقد كنت صادقاً مع الناس منذ البداية لأننا للأسف لن نكون قادرين على إنقاذ كل وظيفة».
ووضع رئيس الوزراء بوريس جونسون، نظاماً جديداً للقيود في إنجلترا يوم الاثنين، من شأنه أن يُلحق الضرر بقطاع الضيافة، وقال أحد الوزراء إن الحكومة قد تضطر إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك.
ويتوقع بنك إنجلترا المركزي أن يصل معدل البطالة إلى 7.5% بنهاية العام، لكنّ محافظه أندرو بايلي، كرر أول من أمس، تحذيره من أن التعافي قد يكون أضعف من توقعات البنك.
ونما الاقتصاد البريطاني في أغسطس بأبطأ وتيرة منذ مايو (أيار) مع تباطؤ تعافيه من الإغلاق. وأعلنت عشرات الشركات عن خطط لخفض الوظائف منذ تفشي الوباء.
وسجّل الناتج المحلي الإجمالي انكماشاً بوتيرة قياسية بلغت 19,8% في الربع الثاني من العام في بريطانيا، بعد أن سجّل تراجعاً بنسبة 2,5% في الربع الأول. ولذا يتوقع مصرف «آي إن جي» أن يتراوح معدّل البطالة بين 9 و10% خلال الشتاء المقبل.



تكاليف الاقتراض الحكومي في بريطانيا تسجل أعلى مستوى منذ 1998

يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
TT

تكاليف الاقتراض الحكومي في بريطانيا تسجل أعلى مستوى منذ 1998

يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)

سجلت تكاليف الاقتراض الحكومي طويل الأجل في بريطانيا أعلى مستوياتها منذ عام 1998 يوم الثلاثاء، مما يزيد التحديات التي تواجه وزيرة المالية راشيل ريفز، التي تخطط للاقتراض بمئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية لتمويل زيادة الاستثمار العام والإنفاق.

وارتفعت تكاليف الاقتراض طويل الأجل على مستوى العالم في أعقاب جائحة «كوفيد – 19» والغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع التضخم. ومع ذلك، شهدت العوائد البريطانية زيادة ملحوظة في الأسابيع الأخيرة؛ حيث يتوقع معظم المستثمرين أن يقوم بنك إنجلترا بتقليص أسعار الفائدة بنحو نصف نقطة مئوية فقط هذا العام، وسط احتمالات بأن يظل التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، وفق «رويترز».

باع مكتب إدارة الديون في المملكة المتحدة 2.25 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2.8 مليار دولار) من سندات الخزانة القياسية لأجل 30 عاماً للمستثمرين بمتوسط ​​عائد 5.198 في المائة في مزاد يوم الثلاثاء، وهو أعلى عائد لسندات الخزانة البريطانية لأجل 30 عاماً منذ أن باع مكتب إدارة الديون سنداً بنسبة 5.790 في المائة في أول مزاد له في مايو (أيار) 1998.

وفي التداول بين المستثمرين بعد المزاد، ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عاماً إلى 5.221 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 1998 وأعلى بمقدار 4 نقاط أساس عن اليوم السابق. كما أدت توقعات التخفيضات الضريبية الأميركية والإنفاق المرتفع في حال فوز دونالد ترمب بالرئاسة، بالإضافة إلى التضخم المحتمل الناتج عن التعريفات التجارية الجديدة، إلى ارتفاع العائدات الأميركية، مما كان له تأثير غير مباشر على بريطانيا وألمانيا.

وتواجه ريفز مهمة صعبة في الالتزام بقواعد الموازنة بعدما أظهرت العائدات على السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عاماً ارتفاعاً بمقدار 2.5 نقطة مئوية عن العائدات الألمانية، وهو المستوى الذي لم يُسجل إلا في سبتمبر (أيلول) 2022 أثناء اضطرابات السوق التي تلت «الموازنة المصغرة» لرئيسة الوزراء السابقة ليز تروس.

ومن المرجح أن تجعل تكاليف الاقتراض المرتفعة من الصعب على ريفز الوفاء بقواعد الموازنة، مما قد يضطرها إلى زيادة الضرائب مجدداً بعد أن فرضت بالفعل متطلبات أعلى للمساهمات في الضمان الاجتماعي على أصحاب العمل.

وتستمر عوائد السندات الحكومية لأجل 30 عاماً في كونها أعلى بنحو 0.3 نقطة مئوية من عوائد سندات الخزانة الأميركية، وهو ما يتماشى مع متوسطها خلال العامين الماضيين وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأعرب بعض المحللين قبل المزاد عن اعتقادهم بأن العوائد على السندات الحكومية تبدو مرتفعة جداً. وقالت شركة «أفيفا إنفسترز» إن فريقها «يفضل السندات الحكومية بناءً على الاعتقاد بأن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة أكثر مما تتوقعه السوق في عام 2025، في ظل توقعات تضخم أضعف ونمو أضعف من المتوقع».

بدوره، أشار بنك «آر بي سي» إلى أنه لا يرى مجالاً كبيراً لارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً في المستقبل القريب؛ حيث سيعتمد ذلك على قيام الأسواق بتعديل توقعاتها لخفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا هذا العام.

وأضاف: «بينما قد يحدث هذا في وقت لاحق من العام، فإننا لا نرى حالياً أدلة كافية في السوق لدعم هذه الفرضية، خاصة في ضوء حالة عدم اليقين الكبيرة الناجمة عن تنصيب ترمب المقبل».