تبادل الأسرى اليمنيين في موعده... ومخاوف من «عراقيل اللحظات الأخيرة»

تلاميذ في مدرستهم التي دمرها القصف الحوثي على تعز (أ.ف.ب)
تلاميذ في مدرستهم التي دمرها القصف الحوثي على تعز (أ.ف.ب)
TT

تبادل الأسرى اليمنيين في موعده... ومخاوف من «عراقيل اللحظات الأخيرة»

تلاميذ في مدرستهم التي دمرها القصف الحوثي على تعز (أ.ف.ب)
تلاميذ في مدرستهم التي دمرها القصف الحوثي على تعز (أ.ف.ب)

أكد مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط» أن تنفيذ الاتفاق الجزئي بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين مع الجماعة الحوثية سيبدأ في موعده المقرر منتصف الشهر الجاري، لكنه أبدى تخوفه من «عراقيل اللحظات الأخيرة» التي عادة ما تلجأ لها الجماعة للتنصل من الاتفاقات.
وكانت الحكومة اليمنية توصلت الشهر الماضي إلى اتفاق جزئي مع الجماعة الحوثية في سويسرا برعاية مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث واللجنة الدولية للصليب الأحمر، يقضي بإطلاق 1081 أسيراً ومعتقلاً من الطرفين بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل بالتصريح، إن «الإجراءات تسير كما هو مقرر لها، ولا تغيير حتى الآن في الموعد المحدد، إلا أننا نتخوف من عراقيل اللحظات الأخيرة التي دائماً ما تلجأ إليها الميليشيات الحوثية لإفشال أي اتفاق».
ويعد هذا الاتفاق الجزئي لتبادل الأسرى والمعتقلين أول اختراق فعلي لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن منذ توليه مهمته قبل نحو عامين ونصف العام، وسط تفاؤل بأن يكون مقدمة لاستكمال إطلاق سراح جميع الأسرى وفق قاعدة «الكل مقابل الكل».
وبموجب الاتفاق، سيتم إطلاق سراح نحو 600 أسير حوثي، مقابل نحو 400 من المختطفين والمعتقلين في سجون الجماعة، إذ ستتولى اللجنة الدولية للصليب الأحمر مهمة نقل المتفق على إطلاق سراحهم جواً بين صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومناطق الحكومة.
وكانت مصادر رسمية يمنية أفادت، الأحد، بأن وزير الخارجية محمد الحضرمي ناقش مع ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر خضر أول عمر، عدداً من القضايا بما فيها الإجراءات اللوجيستية لإتمام عملية تبادل الأسرى والمعتقلين وفقاً لما تم الاتفاق عليه في مونترو بسويسرا.
وقالت وكالة «سبأ» الرسمية إن الحضرمي «ثمّن الجهود التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإنجاح هذه العملية الإنسانية»، مؤكداً «حرص الحكومة على الالتزام بمقتضيات الاتفاق ومبدأ الكل مقابل الكل الذي اعتمده اتفاق استوكهولم بشأن الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، بمن فيهم الأربعة المشمولين في قرارات مجلس الأمن، لما لهذا الموضوع من أهمية إنسانية بحتة».
ونسبت المصادر اليمنية إلى المسؤول في الصليب الأحمر أنه «أكد حرص المنظمة على التنسيق الكامل لضمان إنجاح عملية تبادل الأسرى وفقاً للاتفاق»، مشيداً بالتسهيلات المقدمة من الحكومة اليمنية والتنسيق والتعاون من قبل السلطات المحلية في عدن ومأرب وسيئون. وتمنى «استكمال انتهاء العملية وبقية المراحل مستقبلاً بنجاح».
وعلى رغم الترحيب الذي حظي به الاتفاق الجزئي فإنه قوبل في الشارع اليمني الموالي للحكومة الشرعية باستياء لجهة عدم تضمنه إطلاق سراح الصحافيين المحكوم عليهم بالسجن أو الإعدام في المعتقلات الحوثية، إلى جانب أنه لم يشمل إطلاق سراح أي من الأربعة المسؤولين المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216.
يُشار إلى أن الاتفاق نفسه جاء بعد ثلاث جولات من المفاوضات شهدتها العاصمة الأردنية عمان، حيث تم التوافق على إطلاق 1420 أسيراً ومعتقلاً من الطرفين، إلا أن الحكومة اتهمت الجماعة الحوثية بأنها عرقلت حينها تنفيذ الاتفاق وتنصلت منه، بحسب ما جاء على لسان مسؤولين في الوفد الحكومي المفاوض.
وكان الطرفان قدما قوائم أثناء إبرام اتفاق استوكهولم أواخر 2018 تضم أكثر من 15 ألف اسم، في حين نجحت وساطات محلية منذ ذلك التاريخ في عقد صفقات أثمرت تبادل المئات من الأسرى والمختطفين.
في السياق نفسه، كان المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي رحب بالاتفاق الأخير عقب إبرامه، وقال إن «القيادة السياسية والعسكرية في المملكة تحرص وبشدة على إطلاق جميع الأسرى لدى الميليشيات الحوثية، وعودتهم ولم شملهم بعائلاتهم في أسرع وقت ممكن».
وأكد المالكي أن هذه الخطوة تأتي ضمن إجراءات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية وتهيئة الأجواء بينها، متمنياً أن يكون ذلك أساساً لبدء عملية سياسية شاملة وإنهاء النزاع. وشدد على أن «عملية تبادل الأسرى الحالية لا علاقة لها بأي تحركات سياسية أو سير للعمليات العسكرية على الأرض، وهو موضوع إنساني صرف».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».