رئيس الحكومة المصرية يزور بغداد نهاية الشهر

محادثات اليوم بين وزراء خارجية مصر والأردن والعراق

وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره العراقي فؤاد حسين في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره العراقي فؤاد حسين في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
TT

رئيس الحكومة المصرية يزور بغداد نهاية الشهر

وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره العراقي فؤاد حسين في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره العراقي فؤاد حسين في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)

في زيارة رفيعة المستوى، يبدأ رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، زيارة إلى العراق نهاية الشهر الجاري لتفعيل مذكرات تفاهم بين القاهرة وبغداد، وبحث مشروعات ثنائية بين الجانبين.
وبحسب ما أفاد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، سامح شكري، في القاهرة أمس، فإن «الفترة المقبلة ستشهد العديد من الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين».
ويزور وزير خارجية العراق مصر للمشاركة في اجتماع «الآلية الثلاثية بين مصر والعراق والأردن»، والذي سيعقد اليوم (الثلاثاء) على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة.
بدوره أشار شكري إلى «عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية والدولية»، موضحاً أن المباحثات الثنائية مع نظيره العراقي «تناولت التعاون المشترك بين مصر والعراق في المجالات كافة في ظل وجود الإرادة السياسية القوية على أرضية قوية من العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي»، مشددا على أن «العلاقات المصرية العراقية كانت دائما ساعية إلى تعزيز التضامن العربي والدفاع عن المصالح المشتركة».
وأشار شكري إلى أن بلاده «تقدر التحديات التي تواجه العراق، وعلى أتم استعداد لدعم الحكومة العراقية للحفاظ على وحدة أراضي العراق وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، مضيفا أنه «تم أيضا بحث التطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا وليبيا، والضغوط والتحديات المتولدة من نفاذ دول إقليمية، والضغوط التي تسبب فيها الإرهاب والتضحيات التي تمت من قبل شعب العراق لمواجهة (تنظيم داعش) الإرهابي».
من جهته أفاد حسين، بأنه تم التطرق خلال المباحثات مع نظيره المصري إلى «الموضوعات الاقتصادية ومجالات الطاقة، وخاصة فيما يتعلق بالكهرباء والغاز، بالإضافة إلى العلاقات التجارية والأمنية والعسكرية، وأيضا العلاقات الثقافية والتعليمية»، ومشيراً إلى أن «زيارته الحالية تركز على الأطر الاقتصادية للتعاون، إلى جانب التنسيق على المستوى السياسي في ظل التهديدات التي تحيط بنا وبالمنطقة».
كما أجرى وزير خارجية العراق لقاءً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد «ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق والتي تتمحور حول دعم العراق وتعزيز دوره القومي العربي، وأن مصر داعمة لكل ما من شأنه أن يحقق مصالح العراق على مختلف الأصعدة، ويساعده على تجاوز كافة التحديات ومكافحة الإرهاب ويحافظ على أمنه واستقراره».
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن وزير الخارجية العراقي «نقل إلى السيسي رسالة من مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، تضمنت الإشادة بالروابط الأخوية التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتأكيد على تقدير العراق للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة في مجال المشروعات التنموية ونقلها إلى العراق، خاصة في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية».
وثمن وزير الخارجية العراقي الدور المصري الداعم للعراق، والذي يمثل عمقاً استراتيجياً لبلاده على المستوى العربي والأفريقي والعالمي، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
من جانبه، أعرب السيسي عن «حرص مصر المتبادل على الدفع بأطر التعاون مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة، سواء على المستوى الثنائي أو الثلاثي مع الأردن الشقيق».
وعلى مستوى الجامعة العربية، التقى وزير خارجية العراق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لبحث «الأوضاع والمستجدات على الساحتين العربية والعراقية». وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة إن أبو الغيط أكد خلال اللقاء «تقديره الكبير للدور الذي يقوم به العراق على صعيد تعزيز العمل العربي المشترك ودعم الجامعة، مُثمناً مواقف بغداد حيال عددٍ من القضايا العربية المهمة المطروحة على الساحة».
وشدد أبو الغيط على أن «الجامعة تقف إلى جوار الحكومة العراقية في كفاحها الجاد من أجل تعزيز سيادة العراق وصيانة وحدته وتكامل ترابه الوطني، والحفاظ على وحدة السلاح بيد الدولة»، معرباً عن «رفض الجامعة للتدخلات الإقليمية كافة في الشؤون الداخلية للدول العربية، بكافة صورها أياً كان مصدرها، وأياً كانت القوى الإقليمية التي تُمارسها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.