جنباً إلى جنب مع تصاعد حدة معركة الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية، يدير الجمهوريون والديمقراطيون الأميركيون، حملة انتخابية شبيهة في إسرائيل، بهدف جمع الأصوات، أولاً، بسبب تأثير الإسرائيليين على أقاربهم هناك، وثانياً بسبب وجود إسرائيليين من أصحاب حق التصويت في الولايات المتحدة، وثالثاً بسبب اهتمام التيار الإنجيلي المناصر للرئيس دونالد ترمب، بالموقف الإسرائيلي.
ويقف قطاع واسع جداً من اليمين الإسرائيلي إلى جانب الرئيس ترمب، مهاجماً بشدة المرشح الديمقراطي، جو بايدن، فيما يقف اليسار والوسط الليبرالي في إسرائيل إلى جانب بايدن. وقد عبر عن موقف اليمين، الجنرال في الاحتياط والباحث اليميني، غدعون يسرائيل، الذي قال إنه «حتى لو تجاهلنا التوازن الاستثنائي لترامب مع إسرائيل، فلا يزال يتعين علينا أن نسأل: كيف ستبدو السياسة في إدارة بايدن - هاريس؟ فالبعض يشعر بالارتياح من حقيقة أن جو بايدن ينتمي ظاهرياً إلى مجموعة ديمقراطيي التسعينات، مثل بيل كلينتون، ويفترضون أن الحكومة التي سيرأسها ستعكس ذلك. ويركز أصحاب هذا النهج، أيضاً، على رفض بايدن الضغط على إسرائيل بشأن القضايا المتعلقة بالمساعدة العسكرية أو يهودا والسامرة، وعلاقاتها القوية داخل المجتمع اليهودي.
ولكن هؤلاء يحذرون أيضاً من أن بايدن سيتغير تجاه إسرائيل. والحقيقة هي أنه لن يستطيع البقاء كما هو، ومن الأهمية بمكان فهم الأشخاص الذين سيحيطون به إذا أصبح رئيساً، فهناك سياسيون متطرفون أصبح ملتزماً لهم. وهناك احتمال كبير أن يتألف طاقمه من مجموعة من مؤيدي بيرني ساندرز ومستشاري أوباما السابقين، الذين لا يوجد بينهم من يعتبر بشرى سارة لإسرائيل. على الرغم من أن هؤلاء المستشارين لن يتخذوا القرارات النهائية بشأن قضايا مثل «يهودا والسامرة» (الضفة الغربية) والمساعدات العسكرية، فإن بصماتهم ستكون واضحة بالتأكيد في العديد من مكونات العلاقة بين الدولتين، وسوف يحددون النغمة في العلاقات اليومية مع إسرائيل.
ويهاجم الباحث اليميني غدعون يسرائيل، الديمقراطيين، ويقول: «إذا كان بإمكاننا بعد أربع سنوات رؤيتهم يعارضون محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل، فإنه في عام 2020، لم يتبقَّ سوى عدد قليل من العبارات الغامضة بأن الحزب لن يدعم تشريعات مناهضة للمقاطعة. كما لا يوجد تذكير في البرنامج بالتهديدات الإيرانية المستمرة بشأن القضاء على دولة إسرائيل. وبينما كان هناك فصل خاص في البرامج السابقة مخصص لإسرائيل وتم ذكرها أيضاً بشكل بارز في الفصل الذي يتناول الشرق الأوسط، فإنه لم يتم في عامي 2016 و2020 ذكر إسرائيل إلا في مكان ما في نهاية فصل الشرق الأوسط، بعد مناقشة طويلة حول قضايا مثل سوريا ودول الخليج.
ويختتم يسرائيل، قائلاً إنه «في ضوء هذا كله، حتى لو افترضنا أن جو بايدن لا يزال ينتمي إلى مدرسة كلينتون في التسعينات التي تدعم إسرائيل بحماس، فإنه، كرئيس، سيكون محاطاً بمستشارين وآليات حزبية بعيدة جداً عن هذا النهج، وهم الذين سيقودون سياسة الحكومة في الشرق الأوسط. تماماً كما أخذ بايدن الحزب بعيداً إلى اليسار في مجموعة متنوعة من القضايا الأخرى، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن قضية العلاقات مع إسرائيل ستكون مختلفة».
وقد رد عليه الملياردير الأميركي حايم صبان، المعروف بعلاقات جيدة مع إدارة ترمب ولكنه ينتمي الى الحزب الديمقراطي، فقال، في مقال نشر أمس (الاثنين) في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «في الوقت الذي يعربد فيه فيروس كورونا في أرجاء العالم، وبينما تنقسم الإنسانية وتضيع الاتجاه، يقف العالم الآن أمام مستقبل محاط بالضباب. ستكون للانتخابات القريبة المقبلة تداعيات بعيدة الأثر على السياسة الخارجية الأميركية، وبخاصة على أمنها وأمن إسرائيل القومي. الآن أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى رئيس بتجربة مثبتة، ورؤية استراتيجية، وشجاعة واحترام من زعماء العالم كي نحمي عائلاتنا وتحقيق سلامتنا. نموذج هؤلاء الزعماء، هما نائب الرئيس السابق جو بايدن والسيناتورة كاميلا هاريس. إن إدارة بايدن - هاريس لن تعيد فقط بناء أميركا كدولة أفضل، بل وستعيد أيضاً بناء أمن إسرائيل».
ويقول صبان: «يحرص جو بايدن على أمن دولة إسرائيل منذ عام 1973، حين التقى عندما كان سيناتوراً شاباً، مع غولدا مائير وإسحق رابين، قبل وقت قصير من حرب يوم الغفران ودفع باتجاه المساعدة الأمنية الأميركية. بايدن ليس فقط ملتزماً بأمن إسرائيل، بل يقدر ويحترم مواطنيها. إدارته لن تستخدم أبداً القدس المقدسة كـ(أداة مساعدة) في مؤتمر سياسي، فهو يفهم بأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يتجاوز كثيراً (الواجب الأخلاقي)». بل ونقل عنه في الماضي، قوله: «لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان على الولايات المتحدة الأميركية أن تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها». لقد تعهد بايدن بأنه كرئيس سيواصل المساعدة الأمنية وسيحافظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. وفي أثناء ولايته نائباً للرئيس، في 2016، ساعد في تصميم مذكرة التفاهم للمساعدة الأمنية الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات، لإسرائيل. بل وعمل لاعباً أساسياً مهماً في تجنيد الدعم لتطوير منظومات دفاعية ضد الصواريخ من طراز «القبة الحديدية»، و«مقلاع داود»، التي تحمي مواطني إسرائيل من صواريخ حماس في جنوب البلاد وصواريخ حزب الله في الشمال. هاتان المنظومتان من الأسلحة التي تحمي الآن الجنود الأميركيين حول العالم أيضاً.
المعروف أن عدد سكان الولايات المتحدة اليهود يصل إلى 6 ملايين نسمة، 70 في المائة منهم صوتوا حتى الآن لمرشحي الحزب الديمقراطي. وقد هاجمهم ترمب على ذلك. وفي إسرائيل يوجد نحو 20 ألف مواطن يشاركون في التصويت للانتخابات الأميركية، غالبيتهم يصوتون لمرشحي الحزب الجمهوري.
المعركة الانتخابية الأميركية تدور أيضاً في إسرائيل
جيد في واشنطن سيئ في تل أبيب... أو العكس
المعركة الانتخابية الأميركية تدور أيضاً في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة