الهند ترفع رسوم البنزين والديزل على المصانع لتمويل مشاريع للبنية التحتية

استبدلت بلجنة التخطيط هيئة جديدة لدعم النمو

الهند ترفع رسوم البنزين والديزل على المصانع لتمويل مشاريع للبنية التحتية
TT

الهند ترفع رسوم البنزين والديزل على المصانع لتمويل مشاريع للبنية التحتية

الهند ترفع رسوم البنزين والديزل على المصانع لتمويل مشاريع للبنية التحتية

ألغت الهند، أمس، لجنة التخطيط التي أنشئت قبل 65 عاما، والتي اتهمها رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنها تخنق النمو ببيروقراطيتها السوفياتية النهج وأبدلتها بهيئة، قال إنها ستبذل جهودا أكبر لتطوير المناطق.
وستعمل الهيئة الجديدة التي أطلق عليها المعهد الوطني لتغيير الهند كمركز للبحوث، حسبما يقوله مؤيدوها، على عكس لجنة التخطيط التي كانت تقوم بفرض خطط خمسية وتخصيص الموارد لبلوغ الأهداف الاقتصادية المحددة.
ورغم انتقادها على نطاق واسع بأنها مسؤولة عن تباطؤ النمو في الهند، فإن لجنة التخطيط لم تشملها إصلاحات السوق في أوائل التسعينات، وأثارت غضب مودي بتدخلاتها حينما كان رئيسا لوزراء ولاية جوجارات التي تشهد نموا سريعا.
وقال مودي (67 عاما)، في سلسلة رسائل إلى متابعيه على «تويتر»، وعددهم 1.‏9 مليون، إن الهيئة الجديدة ستمثل تحولا من نهج جامد للتخطيط إلى برنامج عمل فعال يراعي حاجات المواطنين، ويسهم في التنمية.
وكان مودي، الذي انتُخب العام الماضي بوعد لإنعاش النمو وخلق الوظائف، قد تعهد بإلغاء لجنة التخطيط التي أنشأها جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند، في عام 1950.
لكن خططه واجهت انتقادات من حزب المؤتمر المعارض، الذي يريد الدفاع عن إرث نهرو، ويعتبر رؤية مودي «الفيدرالية التعاونية» مجرد غطاء للسيطرة على السلطة.
وستضم الهيئة الجديدة قادة من الولايات والمناطق الهندية، لكن أعضاءه المتفرغين، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والخبراء، سيتلقون التعليمات من رئيس الوزراء مباشرة.
من جهة أخرى، رفعت الهند، أمس، رسوم البنزين والديزل على المصانع بمقدار روبيتين (3 سنتات أميركية) للتر لتمويل مشاريع للبنية التحتية في السنتين الماليتين الحالية والمقبلة.
وبحسب «رويترز»، تسعى الزيادة، وهي الثالثة منذ أن رفع رئيس الوزراء ناريندرا مودي القيود على أسعار الديزل في أكتوبر (تشرين الأول)، إلى الاستفادة من انخفاض أسعار النفط العالمية لدعم مالية الحكومة المنهكة، دون إثارة ضغوط تضخمية.
وقالت الحكومة في بيان إن تخصيص هذه الموارد لتمويل مشاريع لبناء 15 ألف كيلومتر من الطرق سيحفز النشاط الاقتصادي ويدعم التوظيف.
ويبدأ سريان الرسوم الجديدة من اليوم (الجمعة).
وزادت الحكومة رسوم البنزين على المصانع بمقدار 25.‏2 روبية للتر ورسوم الديزل بمقدار روبية واحدة.
وبلغ العجز في ميزانية الهند 25.‏5 تريليون روبية (83 مليار دولار)، في الفترة من أبريل (نيسان) إلى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، أو 9.‏98 في المائة من المستوى المستهدف للعام بكامله. وبلغ العجز 9.‏93 في المائة في الفترة نفسها قبل عام.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).