مجلس الوزراء الإماراتي يعتمد قانون «العهدة»

الشيخ محمد بن راشد خلال جلسة مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)
الشيخ محمد بن راشد خلال جلسة مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)
TT

مجلس الوزراء الإماراتي يعتمد قانون «العهدة»

الشيخ محمد بن راشد خلال جلسة مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)
الشيخ محمد بن راشد خلال جلسة مجلس الوزراء الإماراتي أمس (وام)

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي الموافقة على إصدار مرسوم بقانون اتحادي بشأن العهدة، والذي يوفر الإطار التشريعي المناسب لممارسة أعمال العهد المالية في البلاد، وذلك بهدف تنظيم إدارة رؤوس الأموال من قبل أشخاص أو مؤسسات مختصة تمتلك خبرة في مجال الاستثمار.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس، فإن المرسوم يأتي دعماً لقطاع إدارة الثروات المتنامي في الإمارات، وفي ضوء الحاجة لإيجاد أداة قانونية تمكن الشركات أو الأشخاص، والذين يمتلكون رؤوس أموال وحقوقا مالية متنوعة، ويرغبون بتسليم هذه الثروات والحقوق كعهدة مالية في ذمة شخص آخر مؤتمن لإدارة الأموال وتنميتها، وذلك لعدم توفر الدراية والخبرة اللازمة في كيفية إدارة هذه الأموال، أو عدم وجود الوقت الكافي لديهم لإدارتها أو لأي أسباب أخرى.
وذكرت المعلومات أن الشركات ذات الملكية العائلية ستكون من أكثر المستفيدين من هذا المرسوم بقانون، حيث سيتمكن مؤسسو تلك الشركات وملاكها من التخطيط بعيد المدى لمستقبل أصول الشركات واستمراريتها، خاصة أن القانون يوفر لأصحاب رؤوس الأموال منظومة متكاملة تمكن من إدارة ثرواتهم كعهدة مالية من قبل أشخاص أو مؤسسات مختصة ومؤهلة ذات خبرة ودراية بالأنماط الاستثمارية المختلفة ومخاطرها، وكيفية التعامل معها على النحو الأمثل.
يأتي المرسوم بقانون ضمن الجهود الحكومية المستمرة لرفع كفاءة التشريعات والسياسات المالية في البلاد وتوفير بيئة تنافسية فيها، وبما يُساهم في الحفاظ على رؤوس الأموال واستثمارها داخل الدولة، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وصولاً إلى توفير مناخ اقتصادي آمن ومتطور، وتنويع الأدوات المتاحة لاستغلال وحماية الثروات وتطوير بيئة الأعمال.
ويشمل المرسوم أنواعاً مختلفة من العهد ذات الغايات المحددة، مثل العهدة الخيرية والتي يتم إنشاؤها لغايات خيرية، أو العهدة الخاصة التي تنشأ لغايات التعامل في الأوراق المالية بمختلف أشكال التعامل المتعارف عليها في الأسواق المالية أو لغايات إنشاء صناديق تقاعد أو ضمان توفر مزايا للمستفيدين مقابل مساهمات منتظمة تدفع للعهدة الخاصة.
وينظم المرسوم، الذي يستثنى من تطبيق أحكامه المناطق الحرة المالية إذا كان لديها تشريعات خاصة بها، عملية إدارة العهدة من مختلف الأوجه بدءاً من توضيح الطبيعة القانونية للعهدة ووسائل إنشائها والشروط الواجب توافرها. كما يوضح القانون ماهية «سند العهدة» ومدى الأهمية التي يحظى بها كونه الوثيقة الأساسية التي تتضمن كافة الشروط والأحكام، وبما يشمل إعلان منشئ العهدة عن إرادته في إنشاء العهدة، وتحديد مدتها، والاسم الذي تعرف به، والمستفيد منها، وصلاحيات أمين العهدة.
كما أجاز المرسوم أن يتضمن «سند العهدة» بنوداً أخرى لتحديد المستفيد من العهدة وشروط التعامل في الأموال وطريقة تعيين أمين العهدة وعزله واستبداله، والآثار التي تترتب على انتهاء العهدة، علاوة على طريقة تعيين حامي العهدة وصلاحياته ومنفذ العهدة وصلاحياته وكيفية زيادة أموال العهدة.
من جهة أخرى، أكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس لجنة الاستعداد للخمسين، أهمية تكثيف الجهود الوطنية الحكومية والمجتمعية للمشاركة في بناء مستقبل الإمارات، وذلك بتطوير الخطط والتوجهات استعداداً لمرحلة تنموية جديدة في العقود الخمسة المقبلة، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
جاء ذلك، خلال إطلاق حكومة دولة الإمارات سلسلة اجتماعات تشاورية وتنسيقية بمشاركة الوزراء والمسؤولين والأمناء العامين للمجالس التنفيذية في الإمارات، وممثلين للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، يتم خلالها تحديد الرؤى والتوجهات المستقبلية في 6 محاور رئيسية تشمل الحكومة، والمجتمع، والاقتصاد، والتعليم، والبنية التحتية والاستدامة البيئية، والأمن والعدل والسلامة، ضمن خطة الاستعداد للخمسين.
وقال القرقاوي إن الاجتماعات التشاورية التي تعقد بمشاركة ممثلين عن الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة بتعزيز العمل المشترك والتنسيق بين كافة الجهات في تطوير خطة الاستعداد للخمسين عاما المقبلة، وتترجم توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالإعداد للمرحلة المقبلة عبر تعزيز الجاهزية للمستقبل وتبني نهج استباقي يستشرف التحديات لتحقيق أهداف عام الاستعداد للخمسين عاما المقبلة.
وأضاف أن عام الاستعداد للخمسين يشكل محطة نوعية في مسيرة الإمارات، تؤسس من خلالها لمرحلة جديدة في سجل نهضتها الاقتصادية والمجتمعية والتنموية المتسارعة، لتكون الأفضل عالمياً بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).