صومالي يفجر نفسه في مركز ثقافي بمحافظة إب ويقتل عشرات

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: الدعم الخليجي لليمن توقف >صادق الأحمر رفض التحكيم القبلي مع الحوثي

جندي يمني يعاين مكان الانفجار في المركز الثقافي بمحافظة إب أمس (رويترز)
جندي يمني يعاين مكان الانفجار في المركز الثقافي بمحافظة إب أمس (رويترز)
TT

صومالي يفجر نفسه في مركز ثقافي بمحافظة إب ويقتل عشرات

جندي يمني يعاين مكان الانفجار في المركز الثقافي بمحافظة إب أمس (رويترز)
جندي يمني يعاين مكان الانفجار في المركز الثقافي بمحافظة إب أمس (رويترز)

أفاد شهود عيان بمقتل عشرات في تفجير انتحاري استهدف مركزا ثقافيا كان يشهد احتفالا بالمولد النبوي ينظمه الحوثيون في محافظة إب التي يسيطرون عليها في وسط البلاد، وتعد من ثاني المحافظات من حيث عدد السكان. وقال نجيب الغرباني، الأستاذ في جامعة إب لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانتحاري تمكن من اختراق الحواجز الأمنية وتفجير نفسه وسط حشود كبيرة من الحوثيين وهو يحمل حزاما ناسفا، وإن أكثر من 70 شخصا سقطوا جرحى إلى جانب القتلى الذين أفادت تقارير بأن عددهم وصل إلى 33». وأكدت وزارة الداخلية اليمنية الحادث وسقوط عدد من المسؤولين المحليين في التفجير. وكانت تقارير سابقة أفادت بمقتل محافظ إب إلا أنه في قوت لاحق جرى تأكيد أنه لم يقتل. وألغت مصادر «الشرق الأوسط» أن الانتحاري صومالي الجنسية. وذكرت وكالة «سبأ» أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعث رسالة تعزية إلى محافظ إب وعائلات الضحايا أدان فيها العملية الإرهابية الإجرامية. وأضافت أنه وجه الحكومة بمعالجة الجرحى والعناية بهم.
وذكر سكان أن انفجارا ثانيا وقع أمام مستشفى الثورة أحد المستشفيين اللذين نقلت إليهما جثث القتلى. لكن مصادر أمنية قالت في وقت لاحق، إن قوات الأمن كانت تطلق النار في الهواء لتفريق سكان تجمعوا أمام المستشفى. ولم تعلن جهة مسؤولياتها عن هذا الهجوم، إلا أن طابعه يشير إلى تنظيم القاعدة الذي نفذ عدة هجمات سابقا ضد الحوثيين.
من جهة أخرى، قالت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الدعم الخليجي لليمن شبه متوقف بصورة كاملة، وذلك بسبب سيطرة الحوثيين على البلاد ومواردها بشكل كامل. وأضافت المصادر، أن «الحوثيين سيطروا على البنك المركزي ومعظم شركات ومؤسسات الدولة، وأيضا الشركات النفطية ويستنزفون الأموال منها بصورة يومية». وتعد المملكة العربية السعودية من أكبر الداعمين الاقتصاديين لليمن ماليا، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، ويصل الدعم الخليجي والأوروبي لليمن إلى مليارات الدولارات، وينوء الاقتصاد اليمني تحت وطأة الأوضاع الحالية والمشكلات الأمنية والسياسية القائمة، وتتحدث مصادر رسمية يمنية عن أن الحكومة غير قادرة على دفع مرتبات الموظفين مطلع العام المقبل 2015.
وقالت المصادر، إن معظم الدول الخليجية ترفض تقديم الدعم المادي لليمن في الظروف الراهنة، ومن أبرز الداعمين لليمن هي المملكة العربية السعودية، ويعد الدعم الخليجي هو المصدر الرئيسي للاقتصاد اليمني في الوقت الراهن، إضافة إلى الدعم الدولي والأوروبي والأميركي تحديدا، وكذا عائدات النفط التي تراجعت، في الآونة الأخيرة.
على صعيد آخر، رفض الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر، زعيم قبيلة حاشد في شمال اليمن تحكيما قبليا من عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، بعد اقتحام منزله قبل أسابيع وتصويره والدماء تنزف منه ونهب جنبيته (خنجره)، الذي يعود إلى والده الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ اليمن. وفي عرف القبائل اليمنية يمنع اقتحام المنازل وانتهاك الحرمات، وقدم الحوثيون أكثر من 100 قطعة سلاح «كلاشنيكوف» وحملها عدد من مشايخ القبائل إلى منزل الأحمر الذي اعتذر عن قبولها.
وكانت مصادر يمنية كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن أن هناك مفاوضات يمنية – إيرانية من أجل تسوية الأوضاع في صنعاء، وأن هذه المفاوضات بوساطة دولة خليجية (عمان)، من أجل تسوية في اليمن حتى لا تستمر الأوضاع كما هي عليه. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الإيرانية العسكرية والبحرية توجد الآن في مناطق عسكرية يمنية بصورة كبيرة، وإنها تشكل في الوقت الراهن خطوط مراجعة عسكرية في خليج عدن.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الإيرانيين يسعون عبر الحوثي للتمركز في صنعاء بشكل قوي.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.