وسط إجراءات أمنية مشددة، ودع آلاف الإيرانيين الموسيقار والمعارض محمد رضا شجريان، إلى مثواه الأخير، حيث دُفن أمس بالقرب من قبر الشاعر الإيراني المعروف في القرن السابع الميلادي أبو القاسم الفردوسي.
وتوفي شجريان، وهو ملحن ومغني الموسيقى الكلاسيكية، يوم الخميس في مستشفى بطهران عن عمر يناهز 80 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وكان يعتبر كنزا قوميا جدد الموسيقى التقليدية. لكنه أصبح رمزا للمعارضة بعد أن أدان تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات التي اندلعت عقب انتخابات مثيرة للجدل عام 2009 منحت الرئيس المنتمي للمحافظين محمود أحمدي نجاد فترة ولاية ثانية. وسرعان ما استبعد بعدها من الساحة الموسيقية في إيران لمدة عشر سنوات.
وأعلن التلفزيون الرسمي في خبر مقتضب أمس نبأ دفن شجريان الذي ذكرت وسائل إعلام أنه تم بحضور عائلته ومحبي فنه. وكان المئات تجمعوا أمام المستشفى الذي كان يحتضن جثمان شجريان، في طهران، وسرعان ما تحولت الهتافات إلى إدانة الحكومة، وتدخل الأمن لتفريقهم مستخدما الغاز المسيل للدموع والهراوات. وتحسبا لمثل هذا الإجراء عمدت الحكومة لتأجيل دفنه إلى أمس، وقامت بتشديد إجراءات الأمن.
وعرضت مواقع إخبارية إيرانية شبه رسمية مقطعا مصورا لمشيعين ينشدون قصيدة تحمل عنوان «طائر الفجر» عند قبر الموسيقار الراحل. وهي قصيدة تتحدث عن الحرية والثورة وضع شجريان موسيقاها. وتضاربت الأنباء بشأن مكان دفن شجريان وما إن كان سيدفن داخل ضريح الفردوسي في مدينة طوس بشمال غربي البلاد كما قررت أسرته أم بالقرب من قبره. وفي وقت سابق صرح مسؤول حكومي في إقليم خراسان الشمالي الغربي والذي يضم مدينة طوس العتيقة بأن مراسم دفن شجريان ستتم وفقا لبروتوكولات مكافحة تفشي فيروس كورونا وسيتم توزيع كمامات على المشيعين.
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى أن «نحو 150 شخصا» من عائلة شجريان، يتقدمهم نجله همايون، وشخصيات موسيقية وعدد من محبيه، حضروا مراسم الدفن التي كانت مقتضبة في ظل واقع تفشي فيروس كورونا المستجد. وحضر المئات من محبي شجريان خارج حرم الضريح، ورددوا بعض أغنياته الشهيرة، وتابعوا مراسم التشييع عبر شاشات عملاقة، بحسب ما أفادت «إرنا». ونقلت «إرنا» عن همايون شجريان، شكره الذين حضروا مراسم التشييع «على رغم الصعوبات». وأفادت الوكالة بأن عناصر من الشرطة وقوات الأمن البلدية تولوا «تأمين سلامة» المشاركين في التشييع. يعد «الأستاذ» الذي قارنت وسائل إعلام محلية شعبيته بشعبية «سيدة الغناء العربي» المصرية الراحلة أم كلثوم، رمزا وطنيا في إيران، وغالبا ما جمعته علاقة جدلية بسلطات بلاده.
دفن جثمان موسيقار إيراني معارض وسط إجراءات أمنية مشددة
دفن جثمان موسيقار إيراني معارض وسط إجراءات أمنية مشددة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة