برلمانيون يهددون بسحب الثقة من الحكومة التونسية

على خلفية قرار باستعمال الأكياس البلاستيكية في تعبئة الإسمنت عوض الأكياس الورقية

جانب من إضرابات الشباب التونسي وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من إضرابات الشباب التونسي وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

برلمانيون يهددون بسحب الثقة من الحكومة التونسية

جانب من إضرابات الشباب التونسي وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من إضرابات الشباب التونسي وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)

وجهت سماح دمق، القيادية في حزب «قلب تونس» ورئيسة لجنة الحقوق والحريات في البرلمان التونسي، رسالة عاجلة إلى رئيس الحكومة هشام المشيشي، تطالبه فيها بالتراجع عن قرار استعمال الأكياس البلاستيكية في تعبئة الإسمنت عوض الأكياس الورقية، وفي غضون ذلك طرح عدد من نواب اللجنة مقترح سحب الثقة من وزيرة الصناعة سلوى الصغير، في حال عدم إلغاء القرار الذي اتخذه وزير الصناعة السابق، والتوجه في مرحلة لاحقة نحو سحب الثقة من الحكومة برمتها في حال تمسكت بهذا القرار.
ووفق تصريحات دمق، فإن قرار توجيه المراسلة إلى رئيس الحكومة جاء بعد تلقي إجابات غير واضحة حول ملف استعمال الأكياس البلاستيكية في تعبئة الإسمنت من قبل وزير الشؤون المحلية والبيئة، خلال جلسة الاستماع التي انعقدت أول من أمس في البرلمان؛ مؤكدة أن المعلومات التي حصلت عليها اللجنة تفيد بأن وزارة الصناعة لا تنوي التراجع عن قرار استعمال الأكياس البلاستيكية في تعليب الإسمنت، مما دفع عدداً من النواب إلى التلويح بسحب الثقة من وزير الصناعة في مرحلة أولى، في حال «تواصل العمل بالقرار الذي رأت فيه إجراماً في حق الأجيال المقبلة».
وكانت أحزاب المعارضة قد اتهمت مسؤولين في الحكومة بامتلاك جزء مهم من رأس مال الشركة التي تصنع أكياس البلاستيك، وهو ما نفاه عدد من الوزراء بالتأكيد على أنهم تخلوا عن أسهمهم في تلك الشركات قبل توليهم المسؤوليات الحكومية؛ غير أن أحزاب المعارضة استمرت في اتهامها والتأكيد على تحويل تلك الأسهم إلى أفراد من عائلاتهم لمواصلة الاستثمار في المجال الاقتصادي نفسه الذي يدر أرباحاً كبيرة.
يذكر أن حكومة إلياس الفخفاخ كانت تعرضت لحملة سياسية قوية، بعد الكشف عن ملف تضارب المصالح لرئيس الحكومة الذي عقد صفقة عمومية في مجال البيئة بين الحكومة وإحدى الشركات التي يمتلك فيها جزءاً من رأس المال، وبعد فضح تلك العلاقة التي يجرمها القانون، اضطر الفخفاخ إلى تقديم استقالته من رئاسة الحكومة.
على صعيد آخر، أكد طارق الحداد، المتحدث باسم «اعتصام الكامور» تعطل المفاوضات مع الحكومة، بسبب توقف المفاوضات بعد ظهور اختلافات حادة في وجهات النظر بخصوص صيغة التصرف في الاعتمادات المالية، البالغة قيمتها 80 مليون دينار تونسي، والتي تعهدت الحكومة برصدها للجهة كل سنة.
وتمسكت «التنسيقية» بالتصرف في تلك الأموال بصفة مباشرة، مثل ما هو معمول به في برنامج المسؤولية المجتمعية المرنة لاستثمار الاعتمادات المالية، بهدف الابتعاد عن الروتين الإداري، والتسريع في إنجاز الاستثمارات والمشروعات على المستوى الجهوي؛ لكن في الجهة المقابلة، اقترح الفريق الحكومي صرف الأموال المعتمدة عبر البنوك، واعتماد الإجراءات المعمول بها في إسناد سائر القروض البنكية، وهو ما أفضى إلى خلاف حاد بين الطرفين، والاتفاق على رفع الإشكال إلى رئاسة الحكومة في انتظار البت فيه من قبل هشام المشيشي.
ويتكون الطرف الحكومي المفاوض من عدد من الأطر الحكومية السامية التي تمثل عدة وزارات، بينما عززت تنسيقية اعتصام الكامور صفوفها بعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب (البرلمان)، وممثلي فروع المنظمات الوطنية، وعدد من خبراء الجهة، بهدف حلحلة أزمة الكامور، وتنفيذ الاتفاق الذي أمضي في 16 يونيو (حزيران) 2017.
وكانت رئاسة الحكومة قد أكدت في بلاغها في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، عقب المجلس الوزاري المصغر الخاص بالتنمية في ولاية (محافظة) تطاوين، أن رئيس الحكومة أعطى فريق العمل صلاحيات تقريرية، والوقت اللازم لفض هذا الأشكال الذي عرقل مختلف محركات التنمية، وأزَّم المناخ الاجتماعي في المنطقة طيلة السنوات الثلاث الماضية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.