يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطاباً عاماً، اليوم (السبت) في البيت الأبيض للمرة الأولى منذ تأكيد إصابته بفيروس «كورونا المستجد»، ويستعد لاستئناف حملته الانتخابية، الاثنين، قبل ثلاثة أسابيع تماماً من الاقتراع الرئاسي.
وأعلن ترمب (74 عاماً) عن تجمع في فلوريدا الاثنين، في محاولة لإعادة إطلاق حملته الانتخابية المتعثرة ضد منافسه الديموقراطي جو بايدن الذي وصف سلوك الرئيس الجمهوري بـ«المتهور».
وفي مسعى لإثبات قوته وتحسن صحته، رفض ترمب المشاركة في المناظرة الثانية بين المرشحين للرئاسة التي كانت مقررة الأسبوع المقبل بعد أن قرر المنظمون جعلها افتراضية بسبب وباء «كوفيد - 19».
وأعلنت لجنة المناظرات الرئاسية ذلك رسمياً، أمس (الجمعة)، موضحة أن مناظرة الخميس المقبل ألغيت. لكنها أبقت على مواجهة أخيرة بين ترمب وبايدن في 22 أكتوبر (تشرين الأول) قبل انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
ودفع القرار تيم مورتو مدير الاتصالات في حملة ترمب إلى إطلاق اتهامات بالانحياز. وقال مورتو: «ليس هناك سبب طبي لوقف» تنظيم مناظرة الخامس عشر من أكتوبر.
وبعد أن تغيب الرئيس عن الحملة إثر دخوله المستشفى لثلاث ليال الأسبوع الماضي، يسعى ترمب بجد للحاق ببايدن.
وفي تجمع راقٍ في لاس فيغاس، انتقد بايدن الرئيس. وقال بايدن إن «سلوكه الشخصي المتهور منذ تشخيص إصابته، وتأثيره المزعزع للاستقرار على حكومتنا، أمر لا يطاق».
وعند صعوده إلى طائرة حملته الانتخابية، وجه رسالة إلى الذين يحضرون المهرجانات الانتخابية. وقال: «أتمنى لكم حظا سعيدا. ما كنت لأشارك بدون كمامة وتباعد».
وكشف ترمب أنه أُبلغ بأنه قريب من الموت في أسوأ نوباته مع الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 213 ألف أميركي، وأضعف بشدة فرصه في الفوز بولاية رئاسية ثانية.
ويشكل خطاب السبت الذي قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنه سيكون حول موضوع ترمب المفضل «القانون والنظام»، فرصة للرئيس لتبديد الشكوك العالقة بشأن صحته.
وسيحضره حشد في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بينما سيتحدث الرئيس من الشرفة. قال مصدر مطلع على التخطيط إنه سيطلب من جميع الحاضرين وضع كمامات وفحص درجة حرارتهم.
سيقوم الرئيس، يوم الاثنين، بخطوة كبيرة أخرى تتمثل بتجمع حاشد في ولاية أساسية. فقد كتب ترمب في تغريدة على «تويتر»: «سأكون في سانفورد بولاية فلوريدا الاثنين من أجل تجمع كبير جداً».
ويأتي ذلك على الرغم من التساؤلات عن مرض ترمب، ومدى اكتمال شفائه الآن، إذ يرفض مسؤولو البيت الأبيض الرد على الاستفسارات الأساسية، بما في ذلك متى أصيب الرئيس بالفيروس للمرة الأولى، وهل أثبتت فحوص جديدة أنه شفي من المرض منذ ذلك الحين؟
وبعدما أمضى أشهرا من السخرية على بايدن لالتزامه الحجر أثناء الوباء، كان نائب الرئيس السابق باراك أوباما هو من اجتاح الولايات المتأرجحة خلال الأسبوع الحالي.
فقد زار ولاية أريزونا الخميس، وقام بحملة في ولاية نيفادا الجمعة. وكان ترمب فاز في هاتين الولايتين في 2016، لكنهما باتتا تميلان الآن إلى الحزب الديمقراطي بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي.
وأجرى ترمب الجمعة مقابلة طويلة مع الإذاعي اليميني راش ليمبو، قال فيها إن مزيج الأجسام المضادة ريجينيرون التجريبي الذي تناوله كجزء من العلاج كان «شافيا». وأضاف أنه «تغيير كامل لأوراق اللعبة» و«أفضل من لقاح».
وفي الواقع، لا يتوفر حتى الآن أي علاج أو لقاح معتمد ضد فيروس «كورونا المستجد».
في وقت لاحق من الجمعة، ظهر ترمب في أول مقابلة تلفزيونية له منذ تشخيص إصابته بالفيروس. وقد صرح في برنامج «فوكس تاكر كارلسون» بأنه «لا يتناول أدوية الآن».
وفيما وصفه البيت الأبيض بأنه «تقييم طبي» مباشر على الهواء، قال الرئيس للطبيب مارك سيغل المشارك في قناة «فوكس» إنه خضع للفحص مجدداً لـ«كوفيد - 19». وأضاف أنه لا يعرف «الأرقام»، ولكن «أعرف أنني إما في الدرجات الدنيا من المقياس أو شُفيت».
ولم يعرف متى صورت هذه المقابلة.
وكان ترمب أكد مراراً أنه في وضع جيد، ودعمته في ذلك تصريحات الطبيب الرئاسي شون كونلي. لكن في مقابلته مع ليمبو أشار للمرة الأولى إلى أنه كان على وشك أن يموت لولا نظامه القاسي من الأدوية العلاجية.
وقال الرئيس الأميركي: «أتحدث إليكم اليوم بسبب ذلك. كان من الممكن أن أكون ضحية سيئة»، موضحاً أن الأطباء أخبروه بأنه «سيدخل مرحلة سيئة للغاية».
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بايدن يتقدم بفارق كبير لدى مجموعات سكانية محددة بينها النساء والمسنون، ما يدفع المحللين إلى الحديث بشكل متزايد عن احتمال فوز ساحق له.
وعادت مسؤولية ترمب والاستياء العام من إدارته للوباء لتصبح من المواضيع الرئيسية للحملة الانتخابية.
وفيما يشكل ضغطا إضافياً، كشف الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب عن خطط لتشكيل لجنة للتحقيق في الحالة الصحية لأي رئيس من أجل ممارسة مهامه - وهي خطوة من الواضح أنها تستهدف ترمب.
بايدن ينتقد سلوك ترمب «المتهور» منذ إصابته بـ«كورونا»
الرئيس الأميركي يستأنف خطبه العامة اليوم ويعلن عن تجمع كبير الاثنين
بايدن ينتقد سلوك ترمب «المتهور» منذ إصابته بـ«كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة