ترمب: إصابتي بكورونا «نعمة من الله»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث من البيت الأبيض مجدداً بعد خروجه من المستشفى (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث من البيت الأبيض مجدداً بعد خروجه من المستشفى (رويترز)
TT

ترمب: إصابتي بكورونا «نعمة من الله»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث من البيت الأبيض مجدداً بعد خروجه من المستشفى (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث من البيت الأبيض مجدداً بعد خروجه من المستشفى (رويترز)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إصابته بفيروس كورونا كانت «نعمة من الله» عرضته لعلاجات تجريبية تعهد بتوفيرها بالمجان لكل الأميركيين، وفقاً لوكالة «رويترز».
ويسعى ترمب جاهداً لإعادة تنشيط حملته الانتخابية المتعثرة، وذلك بعد يومين من خروجه من مستشفى والتر ريد العسكري، وقد أكد مراراً أنه يشعر بأنه على ما يرام حتى الآن في رحلة تعافيه من مرض «كوفيد - 19» الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس لا يزال حاملاً للفيروس.
وقال ترمب في مقطع فيديو نشر أمس (الأربعاء): «أعتقد أن إصابتي به كانت نعمة من الله. كانت نعمة غير ظاهرة»، مضيفاً أن استخدامه دواءً من إنتاج شركة ريجينيرون أتاح له تجربة مدى فعاليته. وأضاف: «أريد أن أنقل إليكم ما حصلت عليه. وسوف أجعله بالمجان».
ولم يتضح بعد توقيت نشر المقطع لكن مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض قال إن المقطع جرى تسجيله أمس.
وجاء التسجيل بعد تطمينات من البيت الأبيض بأن الرئيس البالغ من العمر 74 عاماً عاد إلى المكتب البيضاوي واطلع على إفادة بشأن محادثات لتحفيز الاقتصاد وإعصار دلتا.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترمب دخل المكتب من الحديقة الوردية لتجنب المرور عبر أروقة البيت الأبيض واحتمال اختلاطه بآخرين مصابين بالفيروس.
وأضاف المسؤول أن مارك ميدوز هو الذي تولى تقديم الإفادة واستخدم أدوات وقاية.
ومكث ترمب في مقر إقامته بالبيت الأبيض منذ التسجيل المصور الذي بثه بعد عودته من مستشفى والتر ريد العسكري في طائرة هليكوبتر منتصف ليل الاثنين.
وقال طبيبه شون كونلي في بيان إن ترمب الذي سيواجه المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) لم تظهر عليه أعراض «كوفيد - 19» خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأوضح كونلي في بيان إن ترمب لم يشكُ من الحمى لأكثر من أربعة أيام، ولم يحتج أو يتلق أي أكسجين إضافي منذ دخوله المستشفى.
وأضاف كونلي أن فحص ترمب الجسدي والمؤشرات الحيوية «لا تزال جميعها مستقرة وفي النطاق الطبيعي».
وذكر مستشارون أنه رغم مرضه، يبحث ترمب عن طرق لإيصال رسالته الانتخابية وتقليص تقدم بايدن في الولايات الحاسمة.
وقالوا إنهم كانوا يناقشون إلقاء ترمب خطاباً وطنياً في حين يجري بحث إلقاء خطاب أمام الناخبين من كبار السن يوم الخميس.
ويقول مساعدون إن ترمب يتعجل العودة إلى الحملة الانتخابية ويصر على المضي قدماً في المناظرة المقبلة في 15 أكتوبر (تشرين الأول) في ميامي، لكن بايدن قال يوم الثلاثاء إنه لن يشارك إذا لم يكن ترمب قد تعافى بالكامل من الفيروس.
وأي دعم سياسي يمكن أن يحصل عليه ترمب من ضخ أموال تحفيز جديدة في جيوب الأميركيين بات بعيد المنال على ما يبدو، بعد أن أنهى فجأة المفاوضات مع الديمقراطيين يوم الثلاثاء مع تباعد مواقف
الجانبين بشأن حجم الأموال التي سيتم تخصيصها للحزمة.
واتهم كل من بايدن وأرفع الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ترمب بالتخلي عن الأميركيين المحتاجين. ووصفت السيناتور الجمهورية سوزان كولينز خطوة ترمب بأنها «خطأ فادح».
وقال بايدن في تغريدة على «تويتر»: «الرئيس أدار ظهره للأميركيين».
ومع تصاعد وتيرة تسريح العمال في الصناعات الرئيسية يوماً بعد يوم وتهديد ذلك للانتعاش الهش، حث ترمب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الكونغرس على الموافقة على تخصيص 25 مليار دولار على وجه السرعة لتمويل شركات طيران الركاب و135 ملياراً للشركات الصغيرة وتقديم شيكات تحفيزية قيمة كل منها 1200 دولار للأميركيين. وكتب ترمب على «تويتر»: «أنا مستعد للتوقيع الآن».
وأوضح ميدوز أنه لم يكن متفائلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق، وأن إدارة ترمب دعمت نهجاً مختلفاً يقوم على تجزئة الأمر. وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «ما زلنا على استعداد للمشاركة لكنني لست متفائلاً بشأن اتفاق شامل. متفائل بوجود نحو عشرة أشياء يمكننا تحقيقها على أساس مجزأ».
ولم يوضح ميدوز ما هي العناصر العشرة التي ترغب الإدارة في تسويتها، لكنه أكد أن موقف ترمب هو أنه سيدعم تشريعات منفصلة تتناول شركات الطيران والشركات الصغيرة وشيكات التحفيز للأفراد.
وقد تكون مساعي ترمب للحصول على موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون على تعيين القاضية إيمي كوني باريت قبل انتخابات الثالث من نوفمبر موضع شك أيضاً، إذ أصيب ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالفيروس وقد لا يتمكنون من التصويت.
* غياب باهظ الثمن
أدت موجة من الإصابات في البيت الأبيض بين كبار مساعدي ترمب ومعاونيه في المكتب الصحافي إلى خلو الجناح الغربي، الذي يوجد به المكتب البيضاوي، تقريباً. وقالت شبكة «إيه بي سي نيوز» إنها أحصت 23 إصابة بـ«كوفيد - 19» في البيت الأبيض حالياً بمن فيهم ترمب وزوجته ميلانيا.
وحاول ترمب استخدام إصابته بالفيروس لتحقيق مكاسب سياسية، إذ خرج على نحو درامي في وقت الذروة من مستشفى والتر ريد العسكري يوم الاثنين وخلع الكمامة أمام الكاميرات عند عودته إلى البيت الأبيض. وصور نفسه على أنه رجل انتصر على المرض وأصبح أقوى من ذي قبل. وقال في تغريدة تعرضت لانتقادات واسعة النطاق: «لا تخافوا من (كوفيد). لا تدعوه يهيمن على حياتكم».
لكن تعامل ترمب مع الفيروس منذ أن بدأ في الظهور في وقت مبكر هذا العام قوبل بتشكك عميق من الأميركيين الذين أخبروا منظمي استطلاعات الرأي أنه قلل من شأن الكارثة، ولم يفعل ما يكفي للقضاء
عليه، وفشل في التعبير عن تعاطفه مع أكثر من 210 آلاف توفوا جراءه.


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».