تقدم متسارع للجيش اليمني يضعه على مقربة من استعادة مدينة الحزم

وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي خلال زيارته دائرة القضاء العسكري بمقرها المؤقت في مأرب أمس (سبأ)
وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي خلال زيارته دائرة القضاء العسكري بمقرها المؤقت في مأرب أمس (سبأ)
TT

تقدم متسارع للجيش اليمني يضعه على مقربة من استعادة مدينة الحزم

وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي خلال زيارته دائرة القضاء العسكري بمقرها المؤقت في مأرب أمس (سبأ)
وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي خلال زيارته دائرة القضاء العسكري بمقرها المؤقت في مأرب أمس (سبأ)

أحرز الجيش اليمني لليوم الثاني على التوالي تقدماً سريعاً في جبهات محافظة الجوف (شمال اليمن)؛ وذلك بعد تحريره معسكراً استراتيجياً شرق مدينة الحزم (مركز المحافظة)؛ ما يضعه على مقربة من استعادة المدينة، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».
وذكرت المصادر، أن عمليات الجيش والمقاومة الشعبية بإسناد جوي من تحالف دعم الشرعية استمرت يوم الأربعاء، وأسفرت عن تحرير الكثير من المواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية باتجاه منطقة بئر المرازيق، وأهمها مواقع «قناو، ومطاو، وجعاس، وقيسين، والبليق الأسفل والأعلى، وجبال النسرتين وهطان والدجيلاء وقرون الهنادية» شرق مدينة الحزم.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش أسرت نحو 25 حوثياً واستعادت عدداً من العربات العسكرية، في حين دمرت مقاتلات التحالف عربات أخرى وتعزيزات للجماعة الانقلابية.
وبينت المصادر، أن قوات الجيش الوطني ورجال قبائل دهم في محافظة الجوف باتوا قرب جبال صبرين غرب بير المرازيق وشرق العقبة؛ وهو ما يجعل عملية التقدم لاستعادة مركز محافظة الجوف حيث مدينة الحزم قاب قوسين.
وكانت قوات الجيش والمقاومة الشعبية أحكمت الثلاثاء السيطرة على معسكر الخنجر الاستراتيجي والمواقع المحيطة به، وفي مقدمها منطقة البرقاء وجبل الرقيب الأبيض، وغيرها.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن قائد المحور الشمالي قائد اللواء الأول حرس حدود العميد هيكل حنتف، قوله «إن طيران تحالف دعم الشرعية شارك بفاعلية في المعركة، وسدد ضربات دقيقة استهدفت تحصينات وتعزيزات ميليشيا الحوثي الانقلابية وكبّدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، تضاف إلى الخسائر البشرية والمادية التي تكبّدتها خلال المعارك التي دارت صباح الثلاثاء».
وأشار حنتف إلى أن قوات الجيش استعادت عدداً من العربات القتالية وكميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة التي خلفتها الميليشيات ولاذت بالفرار. وقال «المعارك لا تزال مستمرة وسط انهيار كبير في صفوف الميليشيات، والانتصارات ستتوالى، وسيواصل الجيش الزحف لتحرير مدينة الحزم ومحافظة الجوف بالكامل».
في غضون ذلك، أكد رئيس هيئة العمليات الحربية القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني، اللواء الركن ناصر الذيباني، أن قوات الجيش في المنطقتين العسكريتين الثالثة والسادسة تواصل التقدم وتحقيق الانتصارات النوعية والاستراتيجية، والتي بدأت باستعادة معسكر الخنجر المهم، والذي يتحكم في مناطق شاسعة من مساحات مديرية خب والشعف، مشيراً إلى أن الميليشيا مُنيت بهزيمة ساحقة، وإلى أن قتلاها بالعشرات جراء الضربات المحكمة للجيش والمقاومة.
ونقل الموقع الرسمي للجيش عن الذيباني قوله «إن العمليات العسكرية مستمرة في المحور الشمالي لمحافظة الجوف، حتى اكتمال مهامها، وإن عناصر الجيش يقتربون من منطقة صبرين، وأن الجاهزية مكتملة والانتصارات أضافت لهم معنويات أكثر للزحف على فلول الميليشيا الحوثية المتمردة».
وأوضح الذيباني «أن قوات الجيش في المنطقة العسكرية الثالثة، وبعمليات عسكرية مستمرة، تلقن الميليشيا الحوثية الهزائم القاسية في جبهات الجدعان ومراد، وأوقفت أي تحرك للميليشيا التي دفعت بعناصرها إلى الموت المحقق على يد الجيش والمقاومة وضربات الطيران».
وعلى وقع هذا التقدم أثنى نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر على أداء قوات الجيش والمقاومة في جبهات محافظة الجوف بإسناد من تحالف دعم الشرعية.
ونقلت المصادر الرسمية، أن الأحمر أجرى اتصالاً بقائد المحور الشمالي قائد اللواء الأول حرس حدود العميد هيكل محمد حنتف، للاطلاع على الانتصارات التي يحققها الجيش، وعبّر عن تقديره دعم دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة في مساندة الشرعية وجهود إسناد المعركة التي يخوضها الشعب اليمني ضد مشروع إيران التخريبي وأدواته المتمثلة بجماعة الحوثي الانقلابية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.