بؤرة استيطانية جديدة قرب نابلس وهجمة على محاصيل الزيتون

مستوطنون يستهدفون مزراعي الزيتون الفلسطينيين في حوارة بالضفة أمس (أ.ف.ب)
مستوطنون يستهدفون مزراعي الزيتون الفلسطينيين في حوارة بالضفة أمس (أ.ف.ب)
TT

بؤرة استيطانية جديدة قرب نابلس وهجمة على محاصيل الزيتون

مستوطنون يستهدفون مزراعي الزيتون الفلسطينيين في حوارة بالضفة أمس (أ.ف.ب)
مستوطنون يستهدفون مزراعي الزيتون الفلسطينيين في حوارة بالضفة أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يشن فيه المستوطنون اليهود المتطرفون هجمتهم السنوية على محاصيل الزيتون الفلسطيني، حرقا واقتلاعا وتخريبا، أقدم عشرات المستوطنين على إقامة بؤرة استيطان جديدة على أراضي فلسطينيين في منطقة ظهور المصيف، الواقعة شرق قرية بيت دجن، قرب مدينة نابلس.
وروى شهود عيان أن المستوطنين حضروا في جنح الظلام، محملين على عدة سيارات، وشرعوا في إقامة البؤرة الاستيطانية الجديدة على أراض فلسطينية خاصة تابعة لسكان القرية، على بعد خمسة كيلومترات من بيوتها. وقد أقاموا بداية حظيرة وجلبوا معهم المئات من رؤوس المواشي، وباشروا صباح أمس الأربعاء، في تمديد خطوط مياه من مستعمرة «الون مورية» المجاورة، وراحوا يشقون طريقا بطول عدة كيلومترات خاصة بالبؤرة، منتهكين حرمة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية.
من جهة ثانية، أفاد «مركز أبحاث الأراضي» في «جمعية الدراسات العربية في القدس»، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصدر 63 أمراً عسكرياً بإغلاق مناطق وأراضٍ مزروعة بالزيتون في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، تزامناً مع انطلاق موسم قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية، الذي بدأ أمس. وتشمل هذه الأوامر نحو 3 آلاف دونم من الأراضي المغروسة بأشجار الزيتون في مناطق متفرقة من محافظات (الخليل، بيت لحم، رام الله، نابلس)، لتعتبرها جزءا من أراضي المستعمرات أو تابعة لها أو منطقة دالة لتحديد موقع الأراضي المستهدفة بأوامر الإغلاق. وأشارت الأوامر إلى أن المقصود بالمنطقة المغلقة، هو منع دخول أي شخص إلى هذه المناطق، ومغادرة الموجودين فيها فوراً، كما ادعت أنه يستثني حاملي التصاريح الصادرة عن سلطات الاحتلال بالدخول إليها.
واعتبر الفلسطينيون هذه الأوامر العسكرية دعما رسميا من سلطات الاحتلال، للمستوطنين الذين يتربصون عادة بموسم قطف الزيتون، لمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، مما يسهل الطريق للمستوطنين في الوصول إلى حقول الزيتون الفلسطينية وسرقة ثمارها وتقطيع الأشجار، ومطاردة المزارعين في أراضيهم، وكل ذلك بحماية من جنود الاحتلال.
وأقدم مستوطنو مستعمرة «ليشيم»، المقامة على أراضي مواطني بلدتي دير بلوط وكفر الديك غرب سلفيت، أمس الأربعاء، على إحراق ما يقارب 50 شجرة زيتون مثمرة، في منطقة دير سمعان شرق بلدة دير بلوط، يبلغ عمر بعضها 30 - 40 عاما.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.