«مجلس الأمن الأفريقي» يبحث تعزيز دور المرأة في إرساء السلم

في أولى جلساته برئاسة مصر

TT

«مجلس الأمن الأفريقي» يبحث تعزيز دور المرأة في إرساء السلم

يبحث مجلس «السلم والأمن الأفريقي»، تحت الرئاسة المصرية لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، تعزيز دور المرأة في إرساء السلم والاستقرار بدول القارة، ومنها زيادة نسبة تمثيل المرأة في بعثات حفظ السلام.
ويتبع مجلس الأمن والسلم، للاتحاد الأفريقي، ويحاكي نموذج مجلس الأمن الدولي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة. وقد تسلمت مصر رئاسته لشهر أكتوبر. ويضم البرنامج المصري خلال هذه المدة مناقشة قضايا الإرهاب والتطرف، وتفعيل مُقترح استحداث قوة أفريقية لمُكافحة الإرهاب.
وترأس مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (مقر الاتحاد)، السفير أسامة عبد الخالق، مساء أول من أمس، جلسة مفتوحة لإحياء الذكرى الـ20 لقرار مجلس الأمن الدولي (رقم 1325) حول أجندة المرأة والسلم والأمن، بمشاركة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأفريقي المعنية بالمرأة والسلم والأمن، وعدد من الشركاء الدوليين، والمُنظمات الأممية، ومنظمات المرأة بأفريقيا.
وتتزامن الجلسة مع الذكرى الـ20 لاعتماد القرار (1325)، والذكرى الـ25 لإعلان برنامج عمل بكين، وما يُتيحه من فُرصة للاطلاع على التقدم المُحرز، وكذا التحديات التي تُواجه التنفيذ، خاصة في ظل جائحة فيروس «كورونا المستجد»، بحسب السفير عبد الخالق.
ونوه المسؤول المصري بالدور الأفريقي الرائد في قيادة وتنفيذ أجندة 1325 عبر دور ناميبيا في صياغة هذا القرار التاريخي، واعتماد المجلس مُنذ عامين الإطار القاري للتقارير والنتائج، وتعيين مبعوثة خاصة، واستحداث برنامج مُتخصص بالمُفوضية للنوع والسلم والأمن، وتأسيس شبكة الوسيطات الأفريقيات (FEMWISE)، إضافة إلى قيام ما يقرُب من 30 دولة أفريقية بإعداد خطط عملها الوطنية لتنفيذ القرار الأممي.
وأكد عبد الخالق أهمية المنظور القاري والإقليمي اتصالا بتنفيذ الأجندة الدولية للمرأة والسلم والأمن، وأهمية هذه الأجندة بالنسبة للسياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات، وأنشطتها التنفيذية المُرتقبة عبر مركز الاتحاد الأفريقي بالقاهرة، مطالباً بالتركيز على حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المعايير الدولية والقارية، وأن تكون هذه النقطة محل اهتمام الاستراتيجية الجديدة للأمم المُتحدة للمساواة بين الجنسين والدراسة العالمية للمرأة والسلم والأمن، واستراتيجية لجنة بناء السلام للنوع.
وشدد على ضرورة مُواصلة الدعم المُقدم لشبكات الوسيطات وصانعات السلام الأفريقيات، وعلى أهمية الحفاظ على التوازن في تنفيذ العناصر الرئيسية الأربعة للأجندة، وضمان احترام الملكية الوطنية والخصوصيات الثقافية والمُجتمعية للدول التي تشهد صراعات مُسلحة أو في طور الخُروج منها.
واستعرض السفير عبد الخالق للمجلس أبرز الإسهامات المصرية في تنفيذ الأجندة الأممية والأُطر القارية ذات الصلة، لافتا إلى بدء مصر في إعداد خطة عملها الوطنية في يونيو (حزيران) الماضي، وبالتدريب الذي يتم تقديمه للعناصر المصرية المُشاركة بقوات حفظ السلام حول منع ومُكافحة العنف والاستغلال الجنسي، وبدور مركز القاهرة لحفظ السلام وتسوية المُنازعات، والمجلس القومي للمرأة في تطوير وبناء قدرات الدول الأفريقية، وبزيادة نسبة تمثيل المرأة في العناصر التي تُساهم بها مصر في بعثات حفظ السلام.
كما سلط الضوء على كون الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أوائل القادة المُنضمين لمُبادرة دائرة القيادة لمنع الاستغلال الجنسي من قبل أفراد الأمم المُتحدة، وعلى المُبادرة ذات الصلة التي طرحتها مصر على الجمعية العامة للأمم المُتحدة في دورتها الـ71.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.