قائد السبسي يؤدي اليمين الدستورية اليوم

رئيس الوزراء التونسي يزور فرنسا والولايات المتحدة الأسبوع المقبل

الباجي قائد السبسي
الباجي قائد السبسي
TT

قائد السبسي يؤدي اليمين الدستورية اليوم

الباجي قائد السبسي
الباجي قائد السبسي

يؤدي الرئيس التونسي المنتخب الباجي قائد السبسي اليمين الدستورية اليوم الأربعاء في جلسة عامة استثنائية يعقدها مجلس نواب الشعب. وتأتي الجلسة الاستثنائية بعد الإعلان رسميا أول من أمس (الاثنين) عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي أكدت فوز قائد السبسي بالمنصب الرئاسي لمدة خمس سنوات خلفا للرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي منافسه في الدور الثاني.
وسيؤدي السبسي (88 عاما)، وهو خامس رئيس للبلاد منذ استقلال تونس عن فرنسا عام 1956، وإعلان النظام الجمهوري في العام التالي، اليمين أمام نواب الشعب وممثلي الأحزاب وشخصيات وطنية وعدد من ممثلي المجتمع المدني.
وأعلنت دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية أن عملية تسليم السلطة ستجري اليوم خلال حفل رسمي بقصر قرطاج. وسيجري حفل تنصيب قائد السبسي أمام رؤساء ودبلوماسيين أجانب لكن لم يجر تحديد الموعد بشكل رسمي بعد. وكان السبسي أعلن استقالته من رئاسة حزب حركة نداء تونس الفائز بالأغلبية في البرلمان فور إعلانه رئيسا للبلاد. وسيكون أمام قائد السبسي بعد استلامه لمنصبه مدة أسبوع لتكليف مرشح عن حركة نداء تونس أوشخصية أخرى للانطلاق في تشكيل حكومة جديدة خلال شهر واحد.
ولم يحدد الدستور التونسي الجديد مراحل محددة لتسليم السلطة واكتفى الفصل 76 بالإشارة إلى أن رئيس الجمهورية المنتخب يؤدي امام مجلس نواب الشعب(البرلمان) اليمين الدستورية وتوصف هذه الجلسة ب «الجلسة الممتازة «. وذكر رافع بن عاشور عضو المكتب التنفيذي لحزب حركة نداء تونس في تصريح اذاعي أن قائد السبسي بعد أدائه اليمين الدستورية سينتقل إلى القصر الرئاسي بقرطاج. وأضاف أن البرنامج يتضمن أنشطة مسائية لقائد السبسي من بينها تكريم شهداء تونس. وتحدث بن عاشور عن فريق العمل المحتمل مع الرئيس التونسي الجديد، وقال إن اللائحة الأولية تضم أسماء معروفة ساهمت في نجاح قائد السبسي ضمنهم محسن مرزوق مدير الحملة الانتخابية، ورضا بلحاج القيادي في حركة نداء تونس.
على صعيد اخر، أعلنت رئاسة الحكومة في تونس أمس الثلاثاء أن المهدي جمعة سيقوم بزيارة لفرنسا والولايات المتحدة في الأسبوع المقبل. وأفاد بيان بأن جمعة سيقوم بزيارة عمل إلى الولايات المتحدة يومي السادس والسابع من يناير (كانون الثاني)المقبل يلتقي خلالها بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. ويلتقى رئيس الحكومة برؤساء الهيئات المالية العالمية، حيث يلتقي مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ورئيس البنك الدولي
جيم يونج كيم
وأفادت رئاسة الحكومة بأن جمعة سيلتقي كذلك مع رئيس الوزراء الفرنسي ايمانوال فالس في العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين المقبل قبل

مغادرته إلى الولايات المتحدة
ومع انتهاء المسار الانتقالي في تونس تكون مهام الحكومة المؤقتة الحالية قد انتهت بعد أن أمنت انتخابات ناجحة. ويتوقع أن يجري تسليم الحكم إلى حكومة جديدة في تاريخ أقصاه فبراير (شباط) المقبل، بحسب ما أعلن جمعة. من جهة أخرى، قال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة التونسية، ان انتشار الوحدات العسكرية خلال الأربع سنوات الماضية، ومشاركتها المتواصلة في حفظ النظام وحماية المنشآت الحكومية الحساسة أنهك القوات العسكرية واثرعلى جاهزيتها التدريبية والقتالية.وتابع قوله»المؤسسة العسكرية دفعت الثمن باهظا خاصة في هجوم الإرهابيين في هنشير التلة بجبال الشعانبي(وسط غربي تونس)».
وكان الهجوم الإرهابي الذي استهدف الوحدات العسكرية في هنشير التلة بتاريخ 17 يوليو (تموز)2014 قد خلف قتل 15عسكريا وجرح 25 آخرين، وهي أعلى حصيلة قتلى وجرحى تتعرض لها المؤسسة العسكرية منذ إقرار جبل الشعانبي منطقة عسكرية مغلقة.
وكشف الوسلاتي لأول مرة عن نشر الوزارة لنحو ألف عسكري في الجبال الغربية للبلاد لتتبع الإرهابيين وتحديد مواقعهم قبل استهدافهم من قبل الطيران الحربي.
وأشار إلى اعتماد خطة جديدة لإعادة تأهيل القوات المسلحة التونسية بعد تحديد حاجات المؤسسة العسكرية، وقال انها في حاجة ماسة لعربات مدرعة وأسلحة جماعية وصدريات واقية من الرصاص وخوذات ومناظير رؤية ليلية وزوارق بحرية سريعة ومروحيات عسكرية، وهو ما يؤكد اصرار المؤسسة العسكرية على متابعة العناصر الإرهابية والرفع من كفاءة عناصرها بحلول السنة الجديدة. وفي نفس السياق، قال الوسلاتي ان الوحدات العسكرية عثرت خلال الفترة الأخيرة على جثث ثلاثة إرهابيين في منطقة هنشير التلة في أعماق جبال الشعانبي معقل المجموعات الإرهابية. وأشار إلى تعرضهم لقصف بالطيران الحربي، كما جرى التعرف على هوية ثلاثة إرهابيين آخرين من خلال تحاليل على عينات من دمائهم اثر اصابتهم في اشتباكات مع القوات العسكرية.وأضاف أن العناصر الإرهابية كانت تحمل المصابين في المناطق الجبلية الوعرة على ظهور الدواب، كما تمكنت الوحدات العسكرية من تسجيل إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين، وعثرت على اثر عمليات تمشيط في المنطقة على ضمادات طبية لإيقاف نزيف الدم ومئونة داخل مخابئ العناصر المتحصنة في الجبال الغربية التونسية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.