علماء يدعون لتطبيق استراتيجية مناعة القطيع على الشباب للتصدي لـ«كورونا»

سيدة ترتدي كمامة وسط شخصين يسيران من دونها في أحد شوارع أمستردام (رويترز)
سيدة ترتدي كمامة وسط شخصين يسيران من دونها في أحد شوارع أمستردام (رويترز)
TT

علماء يدعون لتطبيق استراتيجية مناعة القطيع على الشباب للتصدي لـ«كورونا»

سيدة ترتدي كمامة وسط شخصين يسيران من دونها في أحد شوارع أمستردام (رويترز)
سيدة ترتدي كمامة وسط شخصين يسيران من دونها في أحد شوارع أمستردام (رويترز)

دعت مجموعة دولية من العلماء الحكومات إلى تطبيق استراتيجية «مناعة القطيع» على الشباب للتصدي لفيروس كورونا المستجد مع حماية الفئات الأكثر ضعفاً.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن الوثيقة المقترحة، التي وقعها أكثر من 30 ألف عالم، تطالب الحكومات بقلب استراتيجياتها الخاصة بمكافحة كورونا والسماح لبعض الفئات الأقل تعرضاً للخطر، مثل الشباب، بالعودة إلى الحياة الطبيعية، على أمل تحقيق «مناعة القطيع».
وتعتمد سياسة «مناعة القطيع» على تكوين «مناعة جماعية» بين السكان، عن طريق السماح ببعض التفشي للفيروس في الأماكن العامة، حتى يكتسب الناس مناعة ضده.
ويجادل العلماء الموقعون للوثيقة، بأن عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الدول نتيجة تفشي كورونا لها «آثار مدمرة» على الصحة العامة من خلال تعطيل الرعاية الروتينية والإضرار بالصحة العقلية. وأضافوا: «بينما ينبغي حماية كبار السن وغيرهم من المعرضين للخطر، يجب السماح للأشخاص الأقل تعرضاً للخطر على الفور باستئناف حياتهم كالمعتاد، حتى يتم العثور على علاجات ولقاحات للفيروس».
واعترفت الوثيقة أنه من الصعب حماية جميع كبار السن في المجتمع، مؤكدة على ضرورة حماية كل شخص مسن لنفسه. وتابعت: «إذا كان عمرك 75 عاماً، يمكنك اختيار الخروج بأقل قدر ممكن. مع العلم أن الجهود المبذولة للحد من الإصابات أدت إلى إبطاء تفشي المرض بشكل كبير».
وتعرضت الوثيقة لهجوم كبير من عدد من خبراء الصحة الذين وصفوها بـ«الكارثية»، قائلين إن الشباب غير محصنين ضد الآثار الخطيرة لـ«كورونا» والتي قد تتسبب في وفاتهم.
يذكر أن السويد كانت من أوائل البلدان التي طبقت استراتيجية «مناعة القطيع»، وظهرت الفكرة مؤخراً بالولايات المتحدة، الأمر الذي أعاد الجدل المثار حولها.
وسبق أن كشفت دراسة أجرتها وكالة الصحة العامة السويدية في شهر مايو (أيار) الماضي عدم نجاح «مناعة القطيع» في مواجهة «كورونا»؛ حيث أثبتت الدراسة أن عدد الأشخاص الذين طوروا مناعة ضد الفيروس في السويد «أقل بكثير مما كان متوقعاً»، بل أكدت الدراسة أن عدد الوفيات الناجمة عن «كوفيد - 19» في البلاد يساوي أضعاف عدد الوفيات في البلدان الإسكندنافية الأربعة المجاورة التي فرضت تدابير العزل.
ومن جهتها، قالت ماريا فان كيركوف، الخبيرة في منظمة الصحة العالمية، خلال إيجاز إعلامي في جنيف الشهر الماضي إن «مناعة القطيع» تتم مناقشتها عادة في سياق التطعيمات - وليس كاستجابة لوباء. وأضافت: «عادة عندما نتحدث عن مناعة القطيع، فإننا نتحدث عن عدد السكان الذين يحتاجون إلى التطعيم للحصول على مناعة ضد الفيروس، ومسببات الأمراض، بحيث لا يمكن أن يحدث انتقال العدوى». وتابعت: «أما إذا فكرنا في مناعة القطيع بالمعنى الطبيعي المتمثل في مجرد السماح للفيروس بالانتشار، فهذا أمر خطير للغاية. وهذا يعني أن الكثير من الناس سيصابون وسيحتاج الكثير منهم إلى المستشفيات وتموت أعداد هائلة منهم».
أما الدكتور أميش أدالغا، خبير الأمراض المعدية والباحث في مركز «جونز هوبكنز»، فقد علق على هذا الأمر بقوله: «إذا كنت ستطبق مناعة القطيع فأنت تحتاج إلى تقوية دور رعاية المسنين والقيام ببعض الاختبارات والتعقب والعزل. أما إذا لم تتضمن مناعة القطيع هذه الخطوات فسيكون من الصعب للغاية حماية السكان المعرضين للخطر».
ونصح الخبراء باتخاذ التدابير الوقائية الخاصة بارتداء الكمامات والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون، قائلين إنها أكثر فاعلية في التصدي للفيروس من «مناعة القطيع» التي قد تأتي بنتائج عكسية.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

شي لبوتين: الصين وروسيا تتقدمان دائماً يداً بيد

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

شي لبوتين: الصين وروسيا تتقدمان دائماً يداً بيد

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، اليوم الثلاثاء، عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله إن الصين وروسيا تتقدمان دائماً «يداً بيد» على الطريق الصحيح المتمثل في عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.

وخلال تبادله التهنئة بالعام الجديد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال شي أيضاً إن الثقة المتبادلة والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين يواصلان تحقيق مستويات أعلى تحت قيادتهما، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعهّد شي جينبينغ بتشجيع «السلام العالمي» في رسالته إلى بوتين. وقال إنه «مهما تغيّر الوضع الدولي، ستظل الصين ثابتة في تعميق الإصلاح الشامل أكثر (...) وتشجيع السلام والتنمية العالميين».