خبراء: «إيبولا» كان يمكن احتواؤه وتقارير تراجع المرض ضللتنا

اعتقدوا أن «الفيروس القديم» سيتلاشى سريعا ثم تفاجأوا بنسخته الجديدة المدمرة

خبراء: «إيبولا» كان يمكن احتواؤه وتقارير تراجع المرض ضللتنا
TT

خبراء: «إيبولا» كان يمكن احتواؤه وتقارير تراجع المرض ضللتنا

خبراء: «إيبولا» كان يمكن احتواؤه وتقارير تراجع المرض ضللتنا

أثناء رحلته الجوية عائدا إلى مدينة أتلانتا الأميركية، أخذ الدكتور بيير رولين الذي كان جالسا في المقعد رقم 26C، غفوة من النوم على طريقته الهادئة المعتادة، فأراح رأسه على يديه المكتوفتين، وتجاهل الإعلانات الصادرة من مكبر الصوت ومرور عربة المطبخ بشكل دوري.
أصبحت هذه العادة جزءا من روتينه اليومي. وخلال كل فترة تفشي فيروسي، كان الدكتور رولين، وهو كبير خبراء مكافحة فيروس إيبولا في «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة، يتفوق على زملائه الأصغر منه سنا في الدوام، فيظل مستيقظا حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا لإضافة الحالات الجديدة إلى قاعدة البيانات. وتمكن من القيام بذلك وهو في سن 61 عاما بفضل قدرته الخارقة على النوم في أي مكان وفي أي وقت، سواء كان ذلك على الأرضية الخشنة في مقر إقامة الموظفين في الكونغو (حيث تفشى فيروس إيبولا، عام 1995) أو في المقعد الخلفي لسيارة تتمايل في طريق مليء بالحفر في مدغشقر (حيث تفشت حمى الوادي المتصدع عام 2008).
خلال هذه الرحلة الجوية عائدا إلى الوطن من غينيا يوم 7 مايو (أيار) الماضي، كان رولين يشعر بحالة من الراحة الخاصة مع النفس. فقد مرت فترة إقامته البالغة 5 أسابيع ونصفا كقائد لفريق مركز السيطرة على الأمراض خلال الأيام الأولى من الجهود التي كانت تبذلها غينيا للسيطرة على تفشي إيبولا بخير حسبما كان يأمل.
كان عدد حالات الإصابة بإيبولا التي يتم الكشف عنها كل أسبوع في تراجع مستمر لمدة شهر. وكان يمر أكثر من 10 أيام حتى يعرض على الأطباء مريض جديد في العاصمة كوناكري، حيث كان رولين يعمل مع غيره من أوائل المستجيبين للطوارئ من «منظمة الصحة العالمية» ومنظمة «أطباء بلا حدود».
وانخفض عدد المرضى الجدد إلى حد كبير في منطقة الغابات في جنوب شرقي غينيا، التي تعتبر مركز تفشي الفيروس، ولم تصدر تقارير عبر أرجاء الحدود في ليبيريا لمدة 4 أسابيع. ولم تكتشف سيراليون، رغم أنها محاطة بكل من غينيا وليبيريا، أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس.
وصل إلى قناعة تتمثل في أن أول حالة تفش كبرى في غرب أفريقيا، مثلها مثل أزمات تفشي إيبولا التي تعامل معها من قبل في أوغندا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يبدو أنها تنهي نفسها بنفسها بعد مرور بضعة أشهر وإصابة بضع مئات من الأشخاص بالعدوى. وحدث رولين نفسه قائلا: «إنها على وشك الانتهاء. لقد انتهت أزمة التفشي الحالية». وهو رأي أصبح شائعا بين مكافحي الفيروس. أو هكذا كان يعتقد.
في الواقع، كان رولين وغيره من الأطباء المخضرمين الذين شاركوا في الحملات السابقة لمواجهة تفشي إيبولا قللوا من حجم أزمة التفشي الحالية على نحو مأساوي، فغضوا الطرف عن قرائن يبدو الآن أنها جلية. لقد نظروا إلى حجم الوباء في غرب أفريقيا بناء على ما يقرب من 20 حالة سابقة في مختلف أنحاء القارة، وبالتالي أخفقوا في تقدير أن نسخة 2014 من التفشي ستكون فريدة على نحو كارثي.
بعد أكثر من ظهور 20 ألف حالة إصابة و7800 حالة وفاة، يصعب تذكر مرور لحظة في فصل الربيع كان يمكن خلالها وقف أطول وأعنف أزمة تفشي إيبولا في التاريخ. ولكن مع عدم وجود استجابة طوارئ قوية ومنسقة، سمح لوباء خفي بالانتشار مع وباء آخر من المفترض أنه تم احتواؤه.
ورغم أن الظروف كانت مثالية لاختفاء الفيروس، أقنع أفضل خبراء مكافحة إيبولا في العالم أنفسهم بأن التراجع الحاد في الحالات التي تم الإبلاغ عنها مؤخرا في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين حقيقي.
غاب في كثير من المناطق البحث عن الأشخاص المعرضين للإصابة بإيبولا وفحصهم لمعرفة الأعراض، وهو أمر رئيسي لاحتواء أي حالات تفش. تعرض العاملون في القطاع الصحي للطرد من الأحياء المرعوبة. وأصبحت مراكز علاج الإصابة بإيبولا مشهورة باعتبارها فخاخ موت لدرجة أن المرضى المحتاجين بشدة للعلاج يبذلون قصارى جهدهم للابتعاد عنها.
ومع افتقار الدول المتضررة غالبا للبنية التحتية الطبية الأساسية، ثبت أن التحديات التي تواجهها الرعاية الصحية هائلة، لكن الفرص الضائعة الأكثر مأساوية تنبع من التدفق القليل للمعلومات التي تشير إلى هوية المصاب وهوية من هو لمعرض للإصابة.
وكشف تحقيق استغرق شهرين أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الغينية قامتا مارس (آذار) بتوثيق أن مجموعة قليلة من الأشخاص قضوا مؤخرا أو كانوا مرضى بسبب أعراض شبيهة بأعراض الإصابة بإيبولا عبر الحدود في سيراليون. لكن المعلومات حول حالتين من حالات الإصابة بتلك العدوى المحتملة، لم تصل لكبار مسؤولي الصحة وفريق التحقيق في الحالات المشتبه فيها في سيراليون.
ونتيجة لذلك، ظلت الحال على ما هي عليه حتى أواخر مايو (أيار)، بعد مرور أكثر من شهرين على اكتشاف الإصابة بالعدوى دون مواجهتها، حتى أعلنت سيراليون عن تسجيل أولى حالات الإصابة المؤكدة. وترتبط سلسلة حالات المرض والوفاة هذه بشكل مباشر بالحالتين اللتين لم يتم أبدا متابعتهما في مارس الماضي. ومنذ ذلك الحين، أعلنت سيراليون عن نحو 9400 حالة إصابة بإيبولا، وهو عدد يزيد على أي دولة أخرى. ونفس الحالات المفقودة مرتبطة بثاني موجة تفش واسعة للفيروس في ليبيريا، تم تحديدها في أواخر مايو (أيار)، حيث تم الكشف عن ما يقرب من 8 آلاف حالة إصابة حتى الآن. ويتفق قادة عملية استجابة الطوارئ الأولى على أنهم لم ينشروا عددا كافيا من الأشخاص في المنطقة، وأنهم انسحبوا منها خلال فترة وجيزة للغاية. كان هناك ارتباك إداري في منظمة الصحة العالمية، وهو ارتباك أخذ في الاتساع بالفعل بسبب التخفيضات في الميزانية والمطالب المتزاحمة وقلل البعض في منظمة الصحة العالمية مع المسؤولين في غينيا من شأن الخطر القائم، مما أدى إلى الإصابة بحالة من الثقة المفرطة وعدم الاكتراث. وابتكرت جماعات دولية وغير حكومية أخرى حملات تثقيف عامة كان ضررها أكثر من نفعها في بعض الحالات.
وصف الدكتور بيتر بايوت، الذي ساعد على اكتشاف فيروس إيبولا في عام 1976. وجيريمي فارار، وهو اختصاصي بريطاني بمجال الأمراض المعدية، حالة التفشي في غرب أفريقيا بأنها «أزمة كان من الممكن تفاديها»، في مقال رأي نشر على الإنترنت في سبتمبر (أيلول) (أيلول) في مجلة «نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين». وفي نفس العدد، ذكر مسؤولو منظمة الصحة العالمية عن فترة مارس (آذار) - يوليو (تموز) أن «مزيدا من جهود التدخل المتواضعة في تلك المرحلة كان سيؤدي إلى السيطرة على الأزمة».
في واحدة من حالات سوء الحظ في تاريخ تفشي الأوبئة، جاء ظهور الوباء بين 3 من أفقر وأقل دول العالم نموا. كان الأطباء في المنطقة أكثر ندرة من الطرق المعبدة والعيادات والمستشفيات التي، أينما وجدت، كانت غالبا ما تفتقر إلى أهم الأساسيات مثل المياه الجارية وصابون اليد والقفازات.
كانت المنظمات الصحية الدولية قد انسحبت إلى حد كبير من غرب أفريقيا خلال فترة اندلاع الحروب الأهلية التي دمرت ليبيريا وسيراليون في التسعينات من القرن الماضي. وعندما بدأ تفشي إيبولا، كان موظفو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في المنطقة يتألفون من باحث واحد فقط في وباء الملاريا في غينيا. ومما زاد الأمور تعقيدا أن نفس المجموعة العرقية - كيسي – تسكن منطقة الغابات عبر أرجاء الدول الـ3. وكانت الأسر الممتدة تتنقل بسهولة سيرا على الأقدام وعن طريق الزوارق عبر مسارات معقدة بين الحدود التي تعاني من التجاهل والإهمال.
حاولت الحكومات توصيل رسالة بأن فيروس إيبولا ينتشر عن طريق القيء والبراز والدم، وأن الأجساد تظل حاملة العدوى بشدة حتى بعد الوفاة. لكن هذه المجموعات ظلت في كثير من الأحيان تقوم بتغسيل الموتى. وتسبب وصول العاملين في مجال الصحة وهم يرتدون سترات رواد الفضاء في قوافل من الشاحنات البيضاء، ومسلحين برشاشات كلور وترمومترات لقياس درجات الحرارة، في مقاومة الأهالي لهم وجنوحهم إلى التكتم.
من جانبها، حذرت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، في مقابلة أجريت معها في مكتبها بجنيف في ديسمبر (كانون الأول) الحالي من أن «الفيروس القديم عادة ما يحمل في سياقه الجديد مفاجآت».
خلال مكالمات جماعية أجراها قبل رحيله عن غينيا في مايو الماضي، أبلغ الدكتور رولين رؤساءه في أتلانتا أن الوضع يبدو مستقرا بما فيه الكفاية لدرجة أن «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» الأميركي يمكنه الانسحاب من شهر لآخر. ولكن بعد فترة ليست بالطويلة على عودته، لاحظ رولين اتجاهات مثيرة للقلق في التقارير الواردة لديه. فأولا، لاحظ زيادة طفيفة في حالات الإصابة في جنوب شرقي غينيا، ثم كان ظهور أولى حالات الإصابة المؤكدة في سيراليون المجاورة، ثم ظهور حالة وفاة في أحد المستشفيات في مونروفيا عاصمة ليبيريا، وظهور أول حالة إصابة في كوناكري خلال شهر.
عاد الفيروس بقوة جبارة بعد فترة هدوء خادعة. وقال الطبيب المخضرم في مواجهة إيبولا في نفسه: «اللعنة. لقد أخطأناه».
ثم توالت الأنباء السيئة مثل السيل، إذ أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» في 21 يونيو (حزيران) بوضوح أن الوباء «خرج عن السيطرة». لكن منظمة الصحة العالمية تمهلت حتى 8 أغسطس (آب) لتعلن أن الوباء «طارئ صحي يسبب قلقا دوليا» وهو أعلى مستوى تهديد لديها. وحدث هذا بعد مرور أسبوعين على إصابة عاملي إغاثة أميركيين في ليبيريا وإصابة رجل بفيروس إيبولا سافر جوا من ليبيريا إلى نيجيريا. وبحلول سبتمبر (أيلول)، أكدت الأمانة العامة بمنظمة الصحة العالمية في جنيف والأمم المتحدة سيطرتها على عملية الاستجابة للطوارئ.
اليوم، حتى مع بدء معدلات الإصابة في الانخفاض في بعض المناطق، قد يكون هناك مزيد من التقارير عن ظهور حالات إصابة جديدة خلال يومين فقط تفوق في أعدادها تلك التي تم تسجيلها خلال الشهرين الأولين من تفشي الفيروس.
يشعر العاملون في مواجهة إيبولا، حتى مع استمرار جهودهم في غرب أفريقيا، بالذنب بسبب عدد الأرواح التي توفيت وكان يمكن إنقاذها لو كانت الاستجابة الأولية أكثر فعالية. وإذا كان هناك درس يمكن الخروج به من تفشي الوباء في غرب أفريقيا فهو أن عدوا شرسا مثل إيبولا ينبغي مجابهته بعزيمة شديدة لا تهدأ ولا تلين.
من ناحيته، قال الدكتور بروس أليوارد، الذي يقود حاليا جهود استجابة منظمة الصحة العالمية: «لا يوجد مجال للتفاؤل طالما تتعامل مع فيروس إيبولا. لا يتعلق الأمر بانخفاض الأرقام، بل عن رقم صفر. نحن نسعى للوصول إلى رقم صفر».
يقبل رولين تحمل جزء من المسؤولية. كان ينبغي عليه هو وغيره من القادة أن يعترفوا باختلاف ثقافة غرب أفريقيا. كان ينبغي عليهم تقدير كيف كانت جهود تعقب الفيروس متراخية، وأن اختفاء الفيروس عن الأنظار لا يعني أنه اندثر. لكنه يقول كذلك إن العلماء يمكنهم العمل فقط وفق الوقائع كما يعرفونها، وإن كثيرا مما حدث في غرب أفريقيا لم يكن بالإمكان التنبؤ به، على الأقل ليس وسط ضبابية أزمة ناشئة. وتابع: «إنها حالة تفش غير مسبوقة. لم تحدث من قبل على الإطلاق. هناك الكثير من الأشياء التي لم نكن على دراية بها في ذلك الوقت. لم يكن أحد يتصور أنها ستكون على ما هي عليه الآن».
ومع تزايد حالات الوفاة، أرسل «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» رولين إلى غينيا في منتصف يونيو (حزيران). صارت الأسرة التي كانت خالية في مايو مشغولة الآن. تحول جو التفاؤل الذي كان شائعا منذ شهر مضى إلى روح انهزامية. وبينما أخذ ينظر إلى عدد حالات الإصابة المتزايد عبر الحدود في ليبيريا وسيراليون، خلص إلى نتيجة مفادها أن تلك الدول عاجزة عن تتبع سلسلة انتقال العدوى. وقال: «لقد كانوا يحصون عدد القتلى فحسب».
وتقرر قبل نهاية العام الحالي إرسال رولين إلى ليبيريا التي تعج بحالات كثيرة من الإصابة بفيروس إيبولا، ثم إلى دالاس، حيث عانى مواطن ليبيري يدعى توماس إريك دنكان من الإصابة بالفيروس على نحو فتاك، ثم إلى نيويورك، حيث أصيب مواطن أميركي يدعى الدكتور كريغ سبنسر بأعراض المرض بعد عودته من غينيا، ثم إلى مالي، حيث تم تسجيل أولى حالات الإصابة بالفيروس هذا الخريف. وعليه أن ينتظر فترة من الزمن لكي يهنأ بالنوم لمدة ليلة كاملة.

* خدمة «نيويورك تايمز»



إقصاء ببغاء نادر عن مسابقة يثير غضباً في نيوزيلندا

ببغاء كاكابو («فورست أند بيرد»)
ببغاء كاكابو («فورست أند بيرد»)
TT

إقصاء ببغاء نادر عن مسابقة يثير غضباً في نيوزيلندا

ببغاء كاكابو («فورست أند بيرد»)
ببغاء كاكابو («فورست أند بيرد»)

أثار حرمان أضخم ببغاء في العالم من المشاركة في مسابقة انتخاب «طير السنة» في نيوزيلندا، غضب هواة الطيور الذين هالهم استبعاد طير كاكابو، المحبوب جداً والعاجز عن الطيران، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وثارت حفيظة كثيرين إثر قرار المنظمين منع الببغاء النيوزيلندي ذي الشكل اللافت، الذي يواجه نوعه خطر الانقراض. ويشبه ببغاء كاكابو، المعروف أيضاً باسم «الببغاء البومة»، كرة بولينغ مع ريش أخضر. وسبق له أن وصل إلى نهائيات المسابقة سنة 2021، وفاز بنسختي 2008 و2020.
هذا الطير العاجز عن التحليق بسبب قصر ريشه، كان الأوفر حظاً للفوز هذا العام. لدرجة وصفه بأنه «رائع» من عالِم الأحياء الشهير ديفيد أتنبوروه، إحدى أبرز المرجعيات في التاريخ الطبيعي، والذي قدمه على أنه طيره النيوزيلندي المفضل. لكنّ المنظمين فضلوا هذا العام إعطاء فرصة لطيور أقل شعبية.
وقالت الناطقة باسم هيئة «فورست أند بيرد» المنظمة للحدث، إيلين ريكرز، إن «قرار ترك كاكابو خارج قائمة المرشحين هذا العام لم يُتخذ بخفّة».
وأضافت: «ندرك إلى أي مدى يحب الناس طير كاكابو»، لكن المسابقة «تهدف إلى توعية الرأي العام بجميع الطيور المتأصلة في نيوزيلندا، وكثير منها يعاني صعوبات كبيرة».
وأوضحت الناطقة باسم الجمعية: «نريد أن تبقى المسابقة نضرة ومثيرة للاهتمام، وأن نتشارك الأضواء بعض الشيء».
وليست هذه أول مرة تثير فيها مسابقة «طير السنة» الجدل. فقد تلطخت سمعة الحدث ببعض الشوائب في النسخ السابقة، سواء لناحية عدد مشبوه من الأصوات الروسية، أو محاولات فاضحة من أستراليا المجاورة للتلاعب بالنتائج. والفائز باللقب السنة الماضية كان طير «بيكابيكا-تو-روا»... وهو خفاش طويل الذيل. وهذه السنة، تدافع صفحات «فيسبوك» عن طير «تاكاهي» النيوزيلندي، وعن طير «كيا» ذي الريش الأخضر، وهما نوعان يواجهان «صعوبات كبيرة» وفق منظمة «فورست أند بيرد». لكن فيما لا يزال التصويت مستمراً، يشدد أنصار الببغاء كاكابو على أن إقصاء طيرهم المفضل عن المسابقة لن يمرّ مرور الكرام. وانتقدت مارتين برادبوري المسابقة، معتبرة أنها تحولت إلى «جائزة عن المشاركة» موجهة للطيور القبيحة. أما بن أوفندل فكتب على «تويتر» أن «نزاهة طير السنة، وهي مسابقتنا الوطنية الكبرى، تضررت بلا شك».