لماذا لا يتعافى بعض الناس من أعراض «كورونا» سريعاً؟

مصاب بـ«كورونا» يتلقى العلاج في مستشفى بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)
مصاب بـ«كورونا» يتلقى العلاج في مستشفى بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)
TT

لماذا لا يتعافى بعض الناس من أعراض «كورونا» سريعاً؟

مصاب بـ«كورونا» يتلقى العلاج في مستشفى بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)
مصاب بـ«كورونا» يتلقى العلاج في مستشفى بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

بالنسبة لمعظم الناس، يعدّ فيروس «كورونا» المستجد مرضاً قصيراً وخفيفاً، ولكن، رغم ذلك، يعاني بعض الأشخاص من أعراض تشمل التعب المتواصل والألم المستمر وضيق التنفس لأشهر عدة بعد إصابتهم بالعدوى.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، تعرف هذه الحالة باسم «كورونا طويل الأمد»، وقد أصبحت شائعة بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
ولا تعني هذه الحالة تمضية الأشخاص وقتاً طويلاً بالمستشفى أو العناية المركزة للتعافي من المرض. فحتى الأشخاص المصابون بعدوى خفيفة نسبياً يمكن أن يعانوا من مشكلات صحية دائمة وشديدة، وفقاً للخبراء.
وتشمل أعراض «كورونا طويل الأمد» التعب المستمر، وضيق التنفس، والسعال الذي لا يزول، وآلام المفاصل والعضلات، ومشكلات السمع والبصر، والصداع، وفقدان حاستي الشم والتذوق، بالإضافة إلى تلف القلب والرئتين والكلى والأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك، أبلغ بعض المرضى عن أعراض تتعلق بالصحة العقلية؛ بما في ذلك الاكتئاب والقلق والنضال من أجل التفكير بوضوح.
وقد أشار الخبراء إلى أن هذه الحالة يمكن أن تدمر تماماً نوعية حياة الناس.
وقال البروفسور ديفيد سترين، من جامعة «إكستر» في إنجلترا: «في الفترة الأخيرة، زارني في عيادتي عدد كبير من المرضى الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن بعد إصابتهم بـ(كورونا). لم يعد لدي أي شك الآن من وجود الحالة التي تسمى (كورونا طويل الأمد)».
وبيّنت دراسة أجريت على 143 مريضاً بأكبر مستشفى في روما، أن 87 في المائة من المشاركين عانوا من عرض واحد على الأقل من أعراض «كورونا طويل الأمد» بعد خروجهم من المستشفى بأشهر عدة.
ولكن؛ كيف يتسبب الفيروس في الإصابة بهذه الحالة الصحية؟
يعتقد بعض خبراء الصحة أن الجسم قد يتعافى من الفيروس، لكن آثاره وبقاياه تظل موجودة فيه ولا تتركه إلا بعد فترة طويلة جداً، مسببة مشكلات صحية.
ويقول البروفسور تيم سبيكتور، من جامعة «كينغز كوليدج» في لندن: «إذا كان هناك إسهال طويل الأمد، فستجد بقايا الفيروس في القناة الهضمية، وإذا كان هناك فقدان للشم فستجد بقاياه في الأعصاب... وهكذا».
بالإضافة إلى ذلك، لفت الخبراء إلى أن الفيروس يمكن أن يصيب بشكل مباشر مجموعة واسعة من الخلايا في الجسم ويؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة النشاط، وهي تسبب أيضاً أضراراً طويلة الأمد في جميع أنحاء الجسم.
وقد تغير العدوى طريقة عمل أعضاء الجسم. يكون هذا أكثر وضوحاً في الرئتين إذا أصيبتا بالندوب. فقد شوهدت مشكلات طويلة الأمد في الرئتين نتيجة لهذا الأمر بعد الإصابة بفيروسي «سارس» أو «ميرس»، وهما نوعان من الفيروسات التاجية.
ويمكن أن يغير فيروس «كورونا» أيضاً عملية التمثيل الغذائي للأشخاص، حيث أبلغ الأطباء عن حالات لأشخاص يكافحون حالياً للسيطرة على مستويات السكر في دمائهم بعد تسبب «كورونا» في إصابتهم بمرض السكري.
هل سيتعافى الناس تماماً من «كورونا طويل الأمد»؟
يقول الخبراء إنه نظراً لأن الفيروس جديد، فهناك نقص في التفاصيل والبيانات المتعلقة به. ومع ذلك، فهناك مخاوف من أنه حتى لو بدا أن الناس يتعافون الآن من الأعراض طويلة الأمد، فإنها قد تعود إليهم في فترة من فترات حياتهم.
وأشار الخبراء إلى أن الأشخاص الذين عانوا من «متلازمة التعب المزمن» أكثر عرضة للإصابة بها مرة أخرى.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الالتهاب الناجم عن فيروس «كورونا» قد يؤدي إلى إصابة الأشخاص بمشكلات في القلب في سن صغيرة.
ماذا عليك أن تفعل إذا شعرت بأنك تعاني من أعراض «كورونا طويل الأمد»؟
قدمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية 3 نصائح في ما يخص هذا الأمر؛ هي:
- تأكد من حصولك على قسط وافر من الراحة يومياً.
- وزِّع أنشطتك المرهقة على مدار الأسبوع.
- حدد أولوياتك وفكر في ما عليك القيام به سريعاً وما يمكن تأجيله.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.