السياحة المغربية تودع 2014 بزيادة 4 % في عدد السياح

المداخيل زادت 2 % وتفاؤل بـ2015

السياحة المغربية تودع 2014 بزيادة 4 % في عدد السياح
TT

السياحة المغربية تودع 2014 بزيادة 4 % في عدد السياح

السياحة المغربية تودع 2014 بزيادة 4 % في عدد السياح

ارتفع عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال سنة 2014 بنسبة 4 في المائة إذ بلغ عددهم 8.2 مليون سائح، حسب المرصد المغربي للسياحة. وارتفعت المداخيل السياحية بنسبة 2 في المائة مقارنة مع عام 2013. وبلغت إيرادات المغرب بالعملة الصعبة من السياحة خلال سنة 2014 نحو 54 مليار درهم (6.6 مليار دولار)، في مستوى قريب جدا من تحويلات المهاجرين المغاربة التي تشكل مع الموارد السياحية أهم مصدرين للعملة الصعبة بالمغرب. أما الاستثمارات السياحية الجديدة في المغرب فبلغ حجمها ملياري دولار خلال السنة المنتهية.
وبذلك تكون سنة 2014 قد حققت نتائج أعلى من المتوقع، وذلك رغم الظروف الصعبة التي اجتازها القطاع خلال سنة 2014. خاصة الأشهر الـ4 الأخيرة التي تأثر فيها القطاع السياحي سلبيا بمجموعة من الأحداث على رأسها ذبح الرهينة الفرنسي من طرف جماعة تابعة لتنظيم داعش في الجزائر خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وإصدار جماعات إرهابية أشرطة وبيانات تهدد المغرب، إضافة إلى استمرار الأزمة الاقتصادية في أوروبا خاصة فرنسا وإسبانيا اللتين تعتبران أبرز أسواق السياحة المغربية.
وفي ظل هذه الظروف مرت المناظرة الوطنية للسياحة نهاية سبتمبر الماضي في جو فاتر، فخلافا لسابقاتها، لم تعرف خلافا أي إعلانات كبرى ولا إطلاق أي مشاريع سياحية ضخمة جديدة. غير أن المقاومة النسبية التي أبان عنها القطاع السياحي المغربي حفزت مهنيي القطاع لاستقبال السنة الجديدة بتفاؤل أكبر. وعرفت الأيام الأخيرة للسنة تحركات حثيثة في أبرز المدن السياحية لإعادة تموقعها في الأسواق استعدادا للعام الجديد. ففي أغادير (جنوب المغرب) أطلق المجلس الجهوي للسياحة خلال اجتماعه الأخير استراتيجية جديدة مدعومة بموازنة 56 مليون درهم (6.8 مليون دولار) من أجل الترويج للمدينة كوجهة سياحية شتوية، خاصة في اتجاه بلدان الشمال الأوروبي، نظرا لطقسها الدافئ خلال الشتاء. وتسعى المدينة إلى بلوغ هدف 60 في المائة من امتلاء الفنادق خلال الشتاء بدل 40 في المائة حاليا. كما تهدف الاستراتيجية إلى تحفيز وشركات النقل الجوي على زيادة الرحلات في اتجاه أغادير.
وبدورها انتخبت فاس نهاية الأسبوع الماضي رئيسا جديدا لمجلسها الجهوي للسياحية، الذي مر بمرحلة جمود بسبب تداعيات الخلافات السياسية بين رئيسه السابق عبد العزيز اللبار وعمدة المدينة حميد شباط، التي بلغت حد التشابك بالأيدي وتبادل الشتائم على هامش الجلسة الافتتاحية للبرلمان المغربي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويسعى المكتب الجديد للمجلس الجهوي للسياحة بفاس إلى إعطاء انطلاقة جديدة للقطاع السياحي، وإعادة تموقع المدينة كوجهة للسياحة الفاخرة، مع تعزيز موقعها الحالي كوجهة للسياحة المنخفضة التكلفة. ويعزز هذا التوجه إنجاز الكثير من المشاريع السياحية الفاخرة الجديدة في المدينة. وتسعى المدينة إلى الاستفادة من الإشعاع الذي يوفره لها مهرجان الموسيقى الروحية لتوطيدها كوجهة للسياحة الثقافية بامتياز عبر إطلاق 5 مهرجانات ثقافية جديدة، على غرار مهرجان الطبخ ومهرجان موسيقى الجاز اللذين عرفا نجاحا باهرا. ويضع المجلس الجهوي للسياحة على رأس استراتيجيته الجديدة الوصول إلى تنظيم مهرجان ثقافي كل شهر.
وتعرف مدينتا الرباط والدار البيضاء بدورهما تنفيذ استثمارات سياحية ضخمة عبر الصندوق المغربي للتنمية السياحية بشراكة مع الصناديق السيادية لبلدان الخليج، والتي تهدف إلى إنجاز مشاريع سياحية مهيكلة للارتقاء بالمدينتين إلى مصاف الوجهات السياحية العالمية الرفيعة عبر إحداث مدينتين للثقافة والملاهي بكل من الرباط والدار البيضاء، تضمان متاحف ومسارح ومكتبات ومراكز ترجمة، وموانئ للترفيه، ومطاعم، ومحلات تجارية ومقاهي وفنادق وغيرها من المنشآت السياحية.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.