انتقادات للتأخير في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

عون يبرر عدم توقيع مراسيم إعفاء مديرين من مواقعهم

لبنانيون يطلقون بالونات في مرفأ بيروت للتذكير بمرور شهرين على الحادث (أ.ف.ب)
لبنانيون يطلقون بالونات في مرفأ بيروت للتذكير بمرور شهرين على الحادث (أ.ف.ب)
TT

انتقادات للتأخير في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

لبنانيون يطلقون بالونات في مرفأ بيروت للتذكير بمرور شهرين على الحادث (أ.ف.ب)
لبنانيون يطلقون بالونات في مرفأ بيروت للتذكير بمرور شهرين على الحادث (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أنه لن يقدم على توقيع أي من مشاريع المراسيم لإعفاء ثلاثة مديرين عامين يخضعون للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، «طالما أنه لم تصدر قرارات بشأنها اسمياً وفردياً من مجلس الوزراء»، وسط انتقادات للتأخير في التحقيقات، أبرزها جاء على لسان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط.
وقال جنبلاط في تغريدة له على «تويتر»، إن «التحقيق حول الانفجار يدور على نفسه، والمناطق المنكوبة متروكة للأفراد أو بعض الجمعيات». وأضاف أن «أبطال فوج الإطفاء والدفاع المدني متروكون. بلدية بيروت غير موجودة. ضباط الجمرك والعناصر بسياراتهم الفاخرة مثل الغربان فوق الجيف. الجيش وحده يحاول جمع الردم وسط أرضٍ مغمسة بالزيوت الحارقة. الإهراءات مليئة بالقمح والذرة الملوثة يحاول التجار سرقتها لبيعها».
كما انتقدت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، التأخير بالتحقيقات، قائلة إنه «مضى شهران على الانفجار والتحقيقات في مهب المجهول، ‏للأسف نتيجة متوقعة، فالمافيا لا تدين نفسها». وهدّد أهالي ضحايا فوج الإطفاء في انفجار مرفأ بيروت «بالتصعيد إن لم تتم تلبية ندائنا، ولن نسكت، ولن نستكين، حتى معرفة الحقيقة، ورد الاعتبار إلى شهدائنا، ولن نسمح للفساد بالتعتيم على حقوقنا». وأضافوا قولهم: «نطالب بجلسة طارئة لمجلس النواب لرفع الحصانة عن المعنيين بالملف، ونريد الاطلاع على مجرى التحقيق، ورفع السرية عنه، وإعلان الرابع من أغسطس (آب) يوم حداد وطني».
وبلغ عدد الموقوفين لدى القضاء اللبناني في ملف المرفأ 25 شخصاً، بينهم مدير عام الجمارك بدري ضاهر، والمدير العام للنقل البري والبحري، ورئيس اللجنة الموقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت. وأوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ما يتردد عن عدم توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون، مشاريع مراسيم إعفاء ثلاثة من المديرين العامين المحالين على القضاء نتيجة التحقيقات في التفجير الذي تعرض له مرفأ بيروت، وهي ثلاثة مشاريع مراسيم بموضوع إعفائهم من وظائفهم، ووضعهم تحت تصرف رئيس مجلس الوزراء.
واستندت الرئاسة إلى رأي هيئة التشريع والاستشارات في الصيغة التي يقتضي اتباعها في إصدار مثل هذه المراسيم، وتم وصف القرار بالقرار المبدئي أو المرجعي، الذي لا يغني عن صدور مراسيم فردية اسمية عن مجلس الوزراء. وقررت الرئاسة أنه «عملاً بأحكام الدستور والقوانين المرعية، لن يقدم رئيس الجمهورية على توقيع أي من مشاريع المراسيم هذه، طالما أنه لم تصدر قرارات بشأنها اسمياً وفردياً من مجلس الوزراء».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.