لن يجتمع الرئيس الأفغاني أشرف غني بوفد حركة «طالبان» الموجود في قطر خلال زيارته الدوحة في ظل استمرار محادثات السلام بين وفد حكومته والحركة المسلحة. وأكدت مصادر دبلوماسية في كابل أمس الاثنين لـ«رويترز» أن «غني لن يلتقي مسؤولي (طالبان)؛ لأن وتيرة العنف لم تهدأ، وتواصل الحركة قتل المدنيين الأبرياء». واستهدف هجوم انتحاري موكب حاكم إقليم لجمان الواقع في شرق أفغانستان، صباح أمس الاثنين.
ويأتي الهجوم فيما غادر الرئيس غني إلى الدوحة، بعد 3 أسابيع من انطلاق مباحثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد، لكن حركة «طالبان» تنشط في المنطقة. وتهدف المفاوضات التي بدأت الشهر الماضي بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» إلى موافقة الطرفين المتحاربين على إنهاء العنف وبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لتقاسم السلطة في البلاد. ورغم المحادثات بين الطرفين، التي جاءت على خلفية اتفاق السلام بين «طالبان» وواشنطن، فإن العنف لم يهدأ حتى مع انخراط المفاوضين الأفغان في محادثات مباشرة لأول مرة على الإطلاق.
وقتل 8 أشخاص على الأقل، الاثنين، في هجوم انتحاري استهدف حاكم ولاية أفغانية، وأصيب 28 شخصاً، حين اقتحم المهاجم موكب رحمة الله يارمال، حاكم ولاية لغمان في شرق البلاد. وأكّد المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان أن غالبية الجرحى مدنيون.
وقال المتحدث باسم الحاكم، أسد الله دوتلزاي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الحاكم كان في طريقه لمكتبه حين ضُربت سيارته. 4 من حراسه الشخصيين و4 مدنيين قتلوا».
وقُتل العشرات من الجنود الأفغان ومقاتلي «طالبان» في اشتباكات ضارية، كما خلفت هجمات انتحارية عشرات القتلى من المدنيين على مدى الأسابيع الماضية في أنحاء الدولة التي مزقتها الحرب.
وقال مساعد مقرب من غني لـ«رويترز» إن غني وفريقه سيتوقفون أولاً في الكويت للعزاء في وفاة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قبل التوجه إلى قطر. وأضاف المسؤول أنه من المقرر عقد اجتماعات عدة بالممثلين الأفغان الذين يجرون محادثات مع «طالبان». والمحادثات بين الطرفين الأفغانيين جزء من اتفاق جرى إبرامه في فبراير (شباط) الماضي بين المتمردين والولايات المتحدة ومهد الطريق لانسحاب القوات الأميركية من أطول حرب خاضتها. لكن مصادر دبلوماسية قالت إنه لم يُحرز أي تقدم حتى الآن.
وتعثرت المفاوضات غير المسبوقة إثر خلاف حول أي تفسير للإسلام يجب أن يستخدم إطاراً للقوانين في أفغانستان ما بعد النزاع، لكن المفاوضين الحكوميين قلقون من أن يستخدم الأمر للتمييز ضد الأقليات الأخرى.
كما يختلف الطرفان حول أثر اتفاق «طالبان» والولايات المتحدة على اتفاق السلام الجاري التفاوض عليه الآن. وفي سياق متصل، تعتزم ألمانيا تخصيص مساعدات تنموية لأفغانستان بقيمة 2.170 مليون يورو لعام 2021.
وأعلنت وزارة التنمية الألمانية، أمس الاثنين، أن ممثلين عن الحكومتين اتفقوا على ذلك عقب مفاوضات استغرقت أياماً عدة. وأوضحت الوزارة أن ألمانيا تنتظر في المقابل إصلاحات سياسية في أفغانستان وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة حاسمة للفساد. وفي يونيو (حزيران) الماضي تعهدت الحكومة الألمانية لأفغانستان بمساعدات مالية بقيمة 8.69 مليون يورو لتخفيف العواقب الاقتصادية والاجتماعية لجائحة «كورونا». ويخطط المجتمع الدولي لعقد مؤتمر في جنيف خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل للتقرير بشأن مساعدة مالية لأفغانستان على مدى السنوات الأربع المقبلة. ومن المحتمل أن تخصص ألمانيا أيضاً خلال المؤتمر مزيداً من الأموال لأفغانستان.
وفي مؤتمر المانحين الأخير في بروكسل عام 2016، قدمت الدول المانحة 2.15 مليار دولار على مدى 4 سنوات. ويُنتظر المؤتمر بفارغ الصبر في أفغانستان، بينما يناقش مفاوضو «طالبان» والحكومة الأفغانية عملية السلام في قطر.
وبعد أكثر من 4 عقود من الحرب والصراع، تعتمد أفغانستان على مساعدات التنمية. ويموَّل نحو 60 في المائة من ميزانيتها من قبل المانحين الدوليين.
وهناك مساعدات مالية أخرى بالملايين للشرطة والجيش، وهي ليست جزءاً من الميزانية الوطنية.