«اعتصام المعطلين» يطالب الحكومة التونسية بتنفيذ تعهداتها

انتخاب الشواشي رئيساً لحزب «التيار الديمقراطي» المعارض

«اعتصام المعطلين» يطالب الحكومة التونسية بتنفيذ تعهداتها
TT

«اعتصام المعطلين» يطالب الحكومة التونسية بتنفيذ تعهداتها

«اعتصام المعطلين» يطالب الحكومة التونسية بتنفيذ تعهداتها

أكد خليفة بوحواش، عضو تنسيقية اعتصام الكامور بمحافظة تطاوين (جنوبي شرق)، التمسك بمطلب تنفيذ بنود اتفاق الكامور كاملة، وضرورة ضخ المبلغ المالي السنوي المتفق عليه مع الحكومة، المقدر بـ80 مليون دينار تونسي (نحو 29 مليون دولار)، والذي يفترض أن يرصد لصندوق التنمية والاستثمار، علاوة على تشغيل 1500 عاطل في الشركات البترولية الموجودة في الجهة.
وقال بوحواش في مؤتمر صحافي أمس: «ننتظر تنفيذ التعهدات وتيسير الاستثمار، من خلال تخفيف الإجراءات وتقليص الآجال»، مشدداً على أن تفاؤل المعتصمين «يظل رهين جدية الوفد الذي أذن رئيس الحكومة بأن تكون قراراته سريعة، وألا تعود إلى المركز».
وخلال مؤتمر صحافي عقد للغرض، أكدت تنسيقية المعطلين أنها ستعرض مخرجات أشغال العمل التي نظمتها طيلة الأيام الماضية، استعداداً لاستقبال وفد حكومي الأسبوع الحالي، موضحة أن اقتراحاتها «باتت جاهزة وتنتظر حلولاً من وفد الحكومة لتنفيذ اتفاق 16 يونيو (حزيران) 2017».
ورغم تدخل حكومة المشيشي لحل هذا الملف الاجتماعي الشائك، فإن النتائج كانت ضعيفة ومخيبة للآمال لجميع الأطراف. ولذلك يرى مراقبون أن معاناة الحكومة لن تنتهي فقط بفض أزمة الكامور، بحسبان أن المطالب الاجتماعية لمنطقة الحوض المنجمي (جنوبي غرب) تؤثر بقوة وبشكل مباشر على إنتاج مادة الفوسفات، علاوة على كثرة الجهات المطالبة بالتنمية والتشغيل.
على صعيد آخر، أنهى حزب «التيار الديمقراطي» المعارض أشغال مجلسه الوطني، الذي خصصه لانتخاب رئيس جديد للحزب، في ظل ترشح وحيد لغازي الشواشي للرئاسة، وذلك بعد تقديم محمد عبو استقالته من العمل السياسي ومن الرئاسة.
وبسبب وجود مرشح وحيد لهذا المنصب، فإن الشواشي؛ الذي تولى وزارة أملاك الدولة لمدة 6 أشهر في حكومة إلياس الفخفاخ المستقيلة، بات يرأس هذا الحزب، الذي أصبح أحد معارضي حكومة هشام المشيشي، و«الترويكا» الجديدة، التي تتزعمها «حركة النهضة» إلى جانب حزب «قلب تونس»، و«ائتلاف الكرامة»، وهي ترويكا برلمانية داعمة لحكومة المشيشي.
وسعى حزب «التيار الديمقراطي» من خلال اجتماع مجلسه الوطني إلى تنشيط الهياكل القاعدية، وتحسين سياسته الاتصالية، فضلاً عن الإعداد للمؤتمر الانتخابي الثالث، الذي سيعقد بعد سنة، والتركيز على المضمون والجانب الانتخابي، مع الاهتمام بالمستشارين البلديين، والإعداد للانتخابات الجهوية المنتظر عقدها في سنة 2022.
وتوقع الشواشي في تصريح إعلامي أن يكون الخطاب السياسي للحزب في المرحلة الجديدة مختلفاً وأكثر عقلانية، وأشد ارتباطاً بمشاغل التونسيين، وأكثر بعداً عن الشعبوية والإثارة السياسية، وذلك إثر تجربة الحكم التي اكتسب من خلالها خبرة إضافية. وأشار الشواشي في السياق ذاته إلى أن المعارضة «ستكون بناءة داعمة للنفس الإصلاحي، وإرساء هدنة سياسية واجتماعية لمدة سنتين على الأقل، لأنه لا يمكن الاستمرار في الشعبوية» على حد تعبيره، عادّاً أن انطلاقة حكومة المشيشي كانت ضعيفة لأنها عملت على إرضاء الجميع.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.