«الأوروبي لإعادة الإعمار» يتوقع انكماش اقتصاد تونس 8 %

سجل عدد من الأنشطة الاقتصادية في تونس على رأسها التصنيع تراجعاً بلغ 80 % (رويترز)
سجل عدد من الأنشطة الاقتصادية في تونس على رأسها التصنيع تراجعاً بلغ 80 % (رويترز)
TT

«الأوروبي لإعادة الإعمار» يتوقع انكماش اقتصاد تونس 8 %

سجل عدد من الأنشطة الاقتصادية في تونس على رأسها التصنيع تراجعاً بلغ 80 % (رويترز)
سجل عدد من الأنشطة الاقتصادية في تونس على رأسها التصنيع تراجعاً بلغ 80 % (رويترز)

توقع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن ينكمش الاقتصاد التونسي بنسبة 8 في المائة مع نهاية السنة الحالية، على أن يسترجع نسق نموه العادي خلال سنة 2021 ليبلغ نسبة 4 بالمائة. وقال في تقريره إن نسبة الانكماش الاقتصادي خلال النصف الأول من هذه السنة قدرت بنحو 11.4 بالمائة نتيجة تدابير حكومية اتخذتها تونس لاحتواء جائحة كورونا.
ومن المنتظر أن تتواصل حالة الكساد والانكماش الاقتصادي طیلة سنة 2020، وذلك بسبب إجراءات الحجر الصحي الشامل وتضرر اقتصاد أهم الدول الشریكة لتونس، خصوصاً بلدان الاتحاد الأوروبي.
ولاحظ البنك الأوروبي أن عدداً من الأنشطة الاقتصادية، على غرار السياحة والنقل والتصنيع والبناء والنسيج وتجارة التجزئة، قد سجل تراجعاً قياسياً بلغ 80 بالمائة في بعض القطاعات الاقتصادية، في حين سجلت الفلاحة والغذاء نمواً قوياً على خلفية عمليات التصدير الهائلة لزيت الزيتون وصابة (حصيلة) الحبوب التي كانت متماشية مع التوقعات الحكومية.
على صعيد آخر، أكدت الهيئة التونسية للاستثمار (حكومية) أن عدد المشاريع المصرح بها في تونس بلغ 41 مشروعاً، وذلك خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الحالية. وقالت إن حجم تلك الاستثمارات التي كانت في معظمها متأتية من شركاء تونس الاقتصاديين قد بلغ نحو 1.784 مليار دينار تونسي (نحو 654 مليون دولار)، وهو ما مكن من توفير ما لا يقل عن 11.686 ألف موطن شغل، وهذا يمثل زيادة بنحو 42 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
وتحتل ألمانيا المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات الموجهة إلى تونس، وذلك بنسبة 38 بالمائة من إجمالي الاستثمارات ذات المساهمة الأجنبية، ثم تأتي فرنسا بنحو 24 بالمائة، وتقاسمت كل من اليابان وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك المرتبة الثالثة بنحو 7 بالمائة لكل من حجم تلك الاستثمارات. وتوزعت تلك المشاريع بين عمليات استثمار جديدة في نحو 23 مشروعاً، وقدرت عمليات التوسعة بنحو 16 مشروعاً، أما عمليات التجديد فهي لم تتجاوز حدود مشروعين اثنين فحسب.
وبشأن توزيع تلك الاستثمارات على الأنشطة الاقتصادية، فقد استقطب قطاع الصناعة معظم تلك المشاريع، وتوجهت خاصة إلى الصناعات الإلكترونية ومكونات السيارات وهي تمثل نسبة 41 بالمائة من تلك الاستثمارات، وتحتل الفلاحة والطاقات المتجددة والخدمات بقية المراتب على التوالي. وعلى الرغم من الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع السياحة وتراجع مداخيل القطاع السياحي بشكل قياسي، فقد عرفت التسعة أشهر الأولى من السنة الحالية تأسيس ثلاثة مشاريع سياحية بقيمة مالية لا تقل عن 277 مليون دينار (قرابة 101 مليون دولار).



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.