جونسون يؤكد «قدرة بريطانيا على الازدهار» من دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي

بوريس جونسون (رويترز)
بوريس جونسون (رويترز)
TT

جونسون يؤكد «قدرة بريطانيا على الازدهار» من دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي

بوريس جونسون (رويترز)
بوريس جونسون (رويترز)

كّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، أن بريطانيا «يمكن أن تزدهر بقوة» بدون اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد «بريكست» مع الاتحاد الأوروبي، غداة الاتفاق على تمديد المحادثات المتعثرة مع بروكسل.
وقال جونسون، الذي وافق على تمديد المفاوضات في مكالمة فيديو، السبت، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، لشبكة «بي. بي. سي»، إنه يعتقد أن هناك اتفاقاً «يجب إتمامه» قبل أن تترك بريطانيا النظام الرقابي للاتحاد في 2021. لكنه حذّر من أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى فهم أن حكومته «جادة تماماً بشأن الحاجة إلى التحكم في قوانيننا وأنظمتنا الخاصة»، بما في ذلك السياسات المرتبطة بالثروة السمكية.
وغادرت بريطانيا الاتحاد رسمياً في يناير (كانون الثاني) 2020، لكنها ظلت ملزمة بمعظم قواعد التكتل حتى نهاية العام بموجب شروط اتفاق «بريكست». وتهدف المرحلة الانتقالية الحالية التي تبلغ مدتها 11 شهراً إلى السماح للجانبين بالاتفاق على علاقتهما التجارية المستقبلية بعد ما يقرب من خمسة عقود من التكامل الاقتصادي والسياسي.
ومع ذلك، انتهت تسع جولات من المفاوضات، الجمعة، حيث قال الطرفان إن هناك عقبات كبيرة أمام الاتفاق، ما دفع جونسون وفون دير لايين إلى التدخل. وطلب الزعيمان، اللذان عقدا آخر محادثات بشأن «بريكست» في يونيو (حزيران)، من مفاوضيهما، «العمل على نحو مكثف لردم الهوة» بين الجانبين.
لكن المخاوف تتزايد من حدوث فوضى في السفر والتجارة إذا لم يتم إحراز تقدم، ونتج عن ذلك ما يسمى «بريكست بدون اتفاق». وقال جونسون، «أعتقد أن بوسعنا الازدهار بقوة في ظل هذه الظروف».
وحدّد الجانبان قمة أوروبية تعقد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي موعداً أخيراً من أجل التوصل لاتفاق قابل للمصادقة في الوقت المناسب، ليصبح ساري المفعول في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وتشير التقارير إلى أن المحادثات يمكن أن تستمر الآن لبقية شهر أكتوبر، لكن المسؤولين البريطانيين شددوا على الحاجة إلى توضيح ما إذا كان الاتفاق ممكناً قبل عقد القمة. ويبدو أنه لا استعداد لدى أي من لندن أو بروكسل لتغيير جذري في موقفيهما.
وقال جونسون، إنه يأمل في أن «يوافق الاتحاد الأوروبي على الاتفاق الذي طرحناه». وبدوره، قال مصدر في الاتحاد الأوروبي عقب مكالمة جونسون مع فون دير لايين، إن التكتل ينتظر لندن «لبدء التفاوض بشأن القضايا الكبرى».
والجمعة، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الأيام المقبلة ستكون «حاسمة» لتحقيق اختراق في المحادثات المجمّدة، لكنها أشارت إلى اعتقادها أن الاتفاق لا يزال ممكناً. ولم تنجح بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى حد الآن في تخطي الاختلافات الجوهرية بينهما بشأن حقوق صيد الأسماك في المياه البريطانية بعد «بريكست»، وكيفية إرساء قواعد منصفة لعمل الشركات وللدعم الحكومي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».