الممثلة الأممية في العراق تتعرض لانتقادات لاذعة

غداة لقائها قيادياً بارزاً في «كتائب حزب الله»

صورة تداولتها وسائل التواصل للقاء الممثلة الأممية جينين بلاسخارت مع القيادي في «كتائب حزب الله» عبد العزيز المحمداوي
صورة تداولتها وسائل التواصل للقاء الممثلة الأممية جينين بلاسخارت مع القيادي في «كتائب حزب الله» عبد العزيز المحمداوي
TT

الممثلة الأممية في العراق تتعرض لانتقادات لاذعة

صورة تداولتها وسائل التواصل للقاء الممثلة الأممية جينين بلاسخارت مع القيادي في «كتائب حزب الله» عبد العزيز المحمداوي
صورة تداولتها وسائل التواصل للقاء الممثلة الأممية جينين بلاسخارت مع القيادي في «كتائب حزب الله» عبد العزيز المحمداوي

تعرضت رئيسة البعثة الأممية في العراق (يونامي)، جينين بلاسخارت، إلى انتقادات شديدة من جماعات الحراك، عشية لقائها، الجمعة، مع القيادي في «الحشد الشعبي» عبد العزيز المحمداوي وهو في ذات الوقت قيادي في «كتائب حزب الله» الموالي لإيران ويتهم من قبل جماعات الحراك بالضلوع في أعمال عنف ضد المتظاهرين.
ولم تتحدث البعثية الأممية عن طبيعة وأسباب اللقاء الذي جمع بين بلاسخارت والمحمداوي بالتزامن مع الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات العراقية التي صادفت، الخميس الماضي. لكن موقع البعثة الأممية «الموثق» في «فيسبوك» نشر، أمس، ما يشبه «الإيضاح الغامض» على خلفية الانتقادات التي وجهت للمسؤولة الأولى فيه. وجاء في الإيضاح أن: «الحياد والاستقلال في صميم تفويض الأمم المتحدة، يعني أننا نتعامل مع مجموعة واسعة من أصحاب الشأن في السعي لتحقيق السلام. وعملنا في العراق ليس استثناءً. الحوار هو الحل الوحيد، والتخويف والعنف ليسا الطريق للمضي قدماً أبداً».
وأظهرت صورة متداولة عن اللقاء، بلاسخارت والمحمداوي وخلفها صورة كبيرة لقائد فيلق «القدس» الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري.
واتهم ناشطون بلاسخارت بشتى التهم وأطلقوا ضدها عبر «تويتر» وسم «الخالة أم فدك» في إشارة إلى لقب «أبو فدك» الذي يحمله المحمداوي.
ورغم التعاطف الذي حصلت عليه مسؤولة البعثة الأممية بلاسخارت بعد زيارتها لساحة التحرير معقل الاحتجاجات وسط بغداد، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2019. ولقائها بعد ذلك بعشرات الناشطين وإدانتها لأعمال العنف التي مورست ضدهم، إلا أن جماعات الحراك أخذت بمهاجمتها منذ أشهر وتتهمها بـ«التواطؤ» مع السلطة وأحزابها وتطالب الأمم المتحدة باستبدالها.
وتعددت وجهات النظر المتعلقة بدوافع لقاء الممثلة الأممية مع المحمداوي، فثمة من نظر للأمر من زاوية تعاطي أممي مع الشخصيات الرسمية النافذة في الحكومة العراقية باعتبار أن المحمداوي قيادي في مؤسسة «الحشد الشعبي» الرسمية، ومنهم من نظر للأمر من زاوية أنه ينتمي إلى فصيل ميليشياوي مسلح وسبق أن هدد باستهداف السفارة ومعسكرات الجيش التابعة للتحالف الدولي في حال عدم انسحابها من العراق، وتاليا لا يجدر بممثلة أممية الاجتماع بشخصية تنتمي لذلك الفصيل.
وكتب الصحافي فلاح المشعل تعليقا عبر «فيسبوك» جاء فيه أن «الواقعية السياسية تقترح أن تحاور الأنداد وتقرب وجهات النظر وتقلص مساحات الاختلاف، تلك مضامين رسالة بلاسخارت كما أعتقد».
وأضاف: «السؤال المهم: هو أن الرسالة التي حملتها بلاسخارت إلى أبي فدك، أهي من الحكومة العراقية أم من الطرف الأميركي؟».
أما المحامي ومقدم البرامج حسام الحاج فكتب عبر «تويتر» أن لقاء بلاسخارت مع أبو فدك المحمداوي يترجم بدلالات يمكن اختصارها بـ«الشروع بالحوار المباشر، تثمين موقف الحشد الأخير الذي اعتبر معتدلا بخصوص استهداف البعثات، تحذير من التطورات الأخيرة المتمثلة بالهجوم على مطار أربيل، وعرض وساطة لبلوغ هدنة بين أميركا والفصائل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.