«داعش» يستهدف بهجوم انتحاري محطة غاز يسيطر عليها النظام شرق حمص

قوات النظام تصعد هجماتها الجوية على جوبر شرق العاصمة

أحد الأحياء المدمرة بحي جوبر نتيجة قصف قوات النظام (رويترز).. وفي الاطار أبو أيوب المغربي أحد الانتحاريين في  الهجوم على محطة الغاز (من موقع تنظيم داعش)
أحد الأحياء المدمرة بحي جوبر نتيجة قصف قوات النظام (رويترز).. وفي الاطار أبو أيوب المغربي أحد الانتحاريين في الهجوم على محطة الغاز (من موقع تنظيم داعش)
TT

«داعش» يستهدف بهجوم انتحاري محطة غاز يسيطر عليها النظام شرق حمص

أحد الأحياء المدمرة بحي جوبر نتيجة قصف قوات النظام (رويترز).. وفي الاطار أبو أيوب المغربي أحد الانتحاريين في  الهجوم على محطة الغاز (من موقع تنظيم داعش)
أحد الأحياء المدمرة بحي جوبر نتيجة قصف قوات النظام (رويترز).. وفي الاطار أبو أيوب المغربي أحد الانتحاريين في الهجوم على محطة الغاز (من موقع تنظيم داعش)

استهدف انتحاريان من تنظيم داعش محطة غاز سورية بمنطقة الفرقلس بريف محافظة حمص الشرقي، وقال ناشطون إن مقاتلين مغربيين من تنظيم داعش فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في محطة شركة الغاز بمنطقة الفرقلس، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف قوّات النّظام الموجودة في المحطّة. من جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن حراس المحطة فتحوا النار على المهاجمين وأجبروهم على تفجير حمولتهم قبل الوصول إلى أهدافهم. وبحصيلة أولية قتل 8 جنود من قوات النظام وأصيب 20 آخرون عند حاجز حماية مقابل شركة غاز الفرقلس. وجاء الهجوم الانتحاري بعد اشتباكات جرت صباح أمس الاثنين بين تنظيم داعش وقوّات النّظام على طريق حمص تدمر، أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي الطرفين.
ويشار إلى أن تنظيم داعش الذي بات يسيطر على عدة حقول نفط في المحافظات الشرقية نفذ خلال الشهر الجاري عدّة كمائن على طريق «حمص تدمر دمشق»، أدّت إلى مقتل وأسر عددٍ من عناصر قوّات النّظام وتدمير آليّات وعربات، بينما شنّ طيران النّظام الحربي غارات على مواقع للتنظيم في منطقة جبل الشّاعر والقرى والمجاورة شرق حمص، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم ومدنيين.
بالتوازي مع معارك تنظيم داعش، اقتحم تنظيم جبهة النصرة بلدة تلذهب في منطقة الحولة بريف حمص، واختطف 4 أشخاص من آل الأشتر، من أقرباء حسن الأشتر، زعيم «لواء خالد بن الوليد» الذي أعدمته «النصرة» الأسبوع الماضي بعد «محاكمته شرعيا». وبحسب ناشطين تعد عملية الاختطاف هذه الأولى من نوعها لجبهة النصرة في منطقة الحولة. وأسفرت اعن مقتل طفل (12 عاما) من آل علوش.
إلى ذلك واصلت قوات النظام تصعيد هجماتها الجوية على منطقة جوبر شرق العاصمة دمشق، مع اشتداد المعارك على الأرض، حيث استهدف «فيلق الرحمن» مدرعة لقوات النظام التي ردت بنسف مقر للفيلق.
وفي وادي بردى أعلنت حركة «أحرار الشام» تصديها لمحاولات قوّات النظام استعادة السيطرة على حاجزي المزابل، وضهر القضيب، في منطقة الجبل الغربي لمدينة الزبداني بريف دمشق.
وأسفرت الاشتباكات بحسب الحركة عن مقتل أكثر من 15 جنديا في صفوف قوات النظام فيما ما تزال الاشتباكات متواصلة منذ ليل الأحد، وكانت حركة «أحرار الشام»، أعلنت قبل أيام سيطرتها على الحاجزين، بعد تدمير واغتنام عدة آليات ثقيلة. كما استهدفت الكتائب المقاتلة حواجز قوات النظام المحيطة بمدينة الزبداني، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الجبل الغربي لمدينة الزبداني.
وفي جنوب البلاد تواصلت المعارك في عدة مناطق في درعا وريفها بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام، وسط غارات جوية وعمليات قصف عشوائية بالأسلحة الثقيلة.حيث دارت معارك عنيفة ﻋﻠﻰ أﻃﺮﺍﻑ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻴﺔ في درعا البلد. فيما شهدت مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا اشتباكات على عدة محاور للمدينة، واستهدفت قوات المعارضة قوات النظام المتمركزة في اللواء 82 بعربات الشيلكا، مع تجدّد القصف المدفعي على الطريق الواصل بين مدينة الشيخ مسكين وبلدة إبطع، فيما شنّ الطيران المروحي غارتين جويتين على المدينة.
وتعرضت بلدة عتمان لقصف كثيف بقذائف الهاون والمدفعية وإطلاق نار برشاشات الـ23. تزامنا مع تصاعد حدة المواجهات على الجبهة الغربية للبلدة. إضافة إلى اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة بصرى الشام بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام، وتعرض الطريق الواصل بين الغارية الشرقية والصورة لقذائف الدبابات ومضادات الطيران من قوات النظام.
وفي حلب، شمال سوريا، تصاعدت المعارك على جبهة الملاح قرب بلدة حندرات شمال شرقي حلب، تمكنت خلالها كتائب المعارضة من قتل جنديين من قوات النظام وجرح آخرين، حسب ناشطين.
وكانت كتائب المعارضة (الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وحركة نور الدين الزنكي وكتائب محلية) قد تمكّنت من السيطرة على آخر الجيوب التي توجد فيها قوات النظام في منطقة مزارع الملاح، بريف حلب الشمالي، في الأيام الماضية، لحماية طريق الإمداد الوحيد (الكاستلو).
كما أحكموا سيطرتهم على منطقة المعامل شمال مخيم حندرات، بعد معارك شرسة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وتدمير آليّات عسكرية. وذكرت «سانا» أن التفجير أسفر «عن وقوع أضرار بسيطة في مدخل المنشأة وخسائر بشرية»، مؤكدة أن «البنى التحتية لمعملي الغاز (في المنشأة) لم تتضرر جراء التفجير الإرهابي، والمعملين ما زالا في الخدمة».
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن عناصر حماية المنشأة «تمكنوا من القبض على الإرهابيين اللذين فجروا السيارة (وهي من نوع بيك أب) أمام مدخل المعملين لدى محاولتهما الفرار».
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن العملية. ونشرت مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية، صورتين لعنصرين في التنظيم، أحدهما قدمته على أنه «انغماسي» (انتحاري) يدعى أبو علي المغربي، والثاني أبو أيوب المغربي، مؤكدة مقتلهما في الهجوم.
ويسعى تنظيم «داعش» إلى السيطرة على أكبر عدد ممكن من حقول النفط والغاز في العراق وسوريا، كونها مصدر إيرادات مهم له. وفقدت السلطات السورية السيطرة على كثير من حقول النفط والغاز، لا سيما في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق منذ بداية النزاع الذي قتل فيه أكثر من مائتي ألف شخص منذ منتصف مارس (آذار) 2011.
وفي 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استعادت قوات النظام السوري حقل الشاعر للغاز في وسط حمص بعد أسبوع من سيطرة مسلحي تنظيم «داعش» على أقسام منه.
وقتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي حقل الشاعر عندما شن التنظيم الجهادي هجوما على الحقل في يوليو (تموز) الماضي، وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحا.
وبلغت قيمة الأضرار التي أصابت قطاع النفط والغاز في سوريا جراء الأزمة نحو 21.4 مليار دولار، بحسب ما أعلنت السلطات السورية في يوليو الماضي، مشيرة إلى أن إنتاج الغاز تراجع إلى نحو النصف ليبلغ 16.36 مليون متر مكعب يوميا في النصف الأول من العام الحالي، في مقابل 30 مليونا قبل مارس 2011.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».