المحركات الألمانية تقود منفردة التعافي الصناعي في منطقة اليورو

لا تزال الصناعة الألمانية هي الداعم الأكبر لنمو القطاع في منطقة اليورو (رويترز)
لا تزال الصناعة الألمانية هي الداعم الأكبر لنمو القطاع في منطقة اليورو (رويترز)
TT

المحركات الألمانية تقود منفردة التعافي الصناعي في منطقة اليورو

لا تزال الصناعة الألمانية هي الداعم الأكبر لنمو القطاع في منطقة اليورو (رويترز)
لا تزال الصناعة الألمانية هي الداعم الأكبر لنمو القطاع في منطقة اليورو (رويترز)

كشف مسح أن تعافي قطاع الصناعات التحويلية في منطقة اليورو تعزز في سبتمبر (أيلول) الماضي مدعوما بدرجة كبيرة بتعاف في ألمانيا، حيث شهدت مصانع المنطقة زيادة في الطلب بعد تخفيف بعض القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا.
وفرضت الحكومات إجراءات عزل عام مشددة بعدما اجتاحت الجائحة أنحاء أوروبا، لكن مع تراجع معدلات العدوى رُفع الكثير من هذه القيود. غير أن زيادة في حالات الإصابة الجديدة أدت لإعادة فرض بعض هذه الإجراءات.
لكن القراءة النهائية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لمديري المشتريات ارتفعت إلى 53.7 نقطة في سبتمبر من 51.7 في أغسطس (آب)، وهو ما يتفق مع قراءة أولية سابقة وأعلى مستوى له منذ أغسطس 2018. وتشير أي قراءة فوق مستوى الخمسين إلى النمو.
وقفز مؤشر يقيس الإنتاج، ويغذي مؤشر مديري المشتريات المجمع المقرر صدوره يوم الاثنين والذي يعتبر مقياسا جيدا لمتانة الاقتصاد، إلى 57.1 نقطة من 55.6. متجاوزا بذلك تقديرات أولية عند 56.8 نقطة، ومسجلا أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 2018.
كما يشمل المؤشر المجمع لمديري المشتريات مقياسا لنشاط قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة والذي كشفت قراءة أولية أنه انكمش في الشهر الماضي.
وأظهرت بيانات سابقة أن إنتاج المصانع في ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، يزدهر مقارنة مع نمو متواضع للإنتاج في فرنسا وإسبانيا ونمو أبطأ في إيطاليا. وبدون ألمانيا سيكون معدل نمو الإنتاج قد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ يونيو (حزيران) ، حسبما ذكرت آي.إتش.إس ماركت. لكن في مؤشر قد يبدو داعيا لمزيد من الحذر، قال معهد إيفو الألماني الخميس إن وضع الأرباح في القطاع الصناعي الألماني القوي يتحسن ببطء فحسب وإن أزمة فيروس كورونا ما زالت تؤثر بالسلب مباشرة أرباح الشركات الصناعية.
وقال إيفو إن مؤشره لأرباح الشركات الصناعية عند سالب 32 نقطة في سبتمبر، في تحسن طفيف من سالب 43 نقطة في مايو (أيار)، وهي المرة الأخيرة التي أرسل فيها إيفو استفسارات للشركات بشأن أرباحها.
ومن جهة أخرى، أعلن مكتب الإحصاءات الأوروبي الخميس ارتفاع معدل البطالة في منطقة اليورو إلى 8.1 في المائة خلال شهر أغسطس الماضي. ويشار إلى أن القارة الأوروبية تسجل ارتفاعا مستمرا في معدل البطالة منذ بدء تفشي فيروس كورونا مطلع هذا العام.
وقال المكتب إن معدل البطالة بلغ 7.9 في المائة في المنطقة المؤلفة من 19 دولة في شهر يوليو (تموز) الماضي. وبلغ معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي، المؤلف من 27 دولة 7.4 في المائة خلال شهر أغسطس الماضي، مقارنة بـ7.2 في المائة خلال شهر يوليو الماضي.
وقدر مكتب الإحصاء أن 15.6 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي، بينهم 13.2 مليون شخص في منطقة اليورو، كانوا عاطلين عن العمل في شهر أغسطس الماضي. وقد بلغت نسبة البطالة بين الشباب، أقل من 25 عاما نسبة 18.1 في المائة في منطقة اليورو، و17.6 في المائة في الاتحاد الأوروبي بأكمله.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.