زيباري لـ«الشرق الأوسط»: صواريخ أربيل تصعيد خطير... وسيعاقب فاعلوها

وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري (غيتي)
وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري (غيتي)
TT

زيباري لـ«الشرق الأوسط»: صواريخ أربيل تصعيد خطير... وسيعاقب فاعلوها

وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري (غيتي)
وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري (غيتي)

أكد القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وزير الخارجية العراقي الأسبق، هوشيار زيباري، أن الصواريخ التي استهدفت أربيل هي رسالة للأميركيين بالدرجة الأولى، ولرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بصفة خاصة، ومحاولة لتصفية الحسابات الأميركية - الإيرانية على الأراضي العراقية، قبيل الانتخابات الأميركية التي ستجري في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واتهم زيباري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، القيادي في الحشد الشعبي «وعد القدَّو» بالوقوف وراء إطلاق هذه الصواريخ التي انطلقت من المناطق الواقعة على أطراف الإقليم وتسيطر عليها قوات «القدو المدعوم من زعيم الفتح هادي العامري»، مبيناً أن «هذه الأمور معروفة لدينا تماماً حيث إن القدو مصنف على قائمة الإرهاب، كونه متهماً بارتكاب جرائم في المناطق التي يسيطر عليها اللواء 30 الذي يقوده».
وعدّ زيباري ما حصل «تهديداً خطيراً لأمن الإقليم والعراق»، مشيراً إلى أن «قيادة إقليم كردستان لن تسكت على مثل هذه المغامرات البائسة التي يتوهم أصحابها أنهم يحاولون بها التأثير على فرص الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات».
وأكد زيباري لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية إطلاق الصواريخ التي لم تصب أهدافها سيترتب عليها تصعيد كبير سوف تشهده الأيام المقبلة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وبالتالي هي رسائل للأميركيين تقول (لا مكان لكم في العراق) أكثر مما هي رسالة لأربيل، وهو أمر سيترك عواقب على الأطراف المتورطة التي تقف خلف هذه المغامرات التي يتوهم أصحابها أنهم سيحققون أهدافهم».
وأوضح وزير الخارجية العراقي السابق أن «هؤلاء الذين يلعبون بالنار يعتمدون استراتيجية حافة الهاوية التي تتمثل بدفع الأمور إلى أقصى مدى يمكن بلوغه، لكنها تبقى عملية لعب بالنار» مشيراً إلى أن «الأوضاع لدينا في الإقليم تحت السيطرة تماماً مشفوعة بتضامن شعبي غير مسبوق مع قيادة الإقليم ضد مثل هذه الأعمال التي سوف ترتد على أصحابها بالتأكيد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.